23/09/2015 - 13:55

3 فلسطينيين في الطريق إلى أوروبا بين المطار والمشفى

أحمد عمر عبر البحر وهو على كرسي متحرك وأيهم الأحمد عازف البيانو على شواطئ اليونان وإبراهيم أبو خرج محتجز في كوالالمبور

3 فلسطينيين في الطريق إلى أوروبا بين المطار والمشفى

ينتظر الجريح الفلسطيني السوري أحمد عمر (27 عاما) في مشفى Splošna bolnišnica في سلوفينيا، بعد أن نقل إليها بحالة إسعافية وهو يحاول الوصول إلى أوروبا بشكل غير شرعي على كرسيه المتحرك، فيما ينتظر أيضاَ الفلسطيني السوري إبراهيم أبو خرج في مطار كوالالمبور الذي احتجز فيه لحمله جواز سفر مزورا، كان يحاول أن يصل به إلى أوروبا، أبو خرج أعلن إضراباً عن الطعام بعد احتجازه لليوم الثاني عشر، فيما وصل عازف اليرموك أيهم الأحمد إلى النمسا وأجرى عدة لقاءات صحفية عن نفسه ورحلته
 
عبر البحر وعلى كرسي متحرك

يئس أحمد عمر تماماً من تلقي أي علاج مفيد في تركيا التي قضى فيها عاماً كاملاً، فقرر أن يتوجه إلى ألمانيا في رحلة بحرية زاد من مخاطرها أنه عاجز عن الحركة في أطرافه السفلية، ويعاني من التهابات شديدة في قدمه اليسرى، بعد الرحلة في 'البلم' وصل عمر إلى اليونان ومنها إلى المجر، حيث علق مع الآلاف على الحدود، وتدهورت حالته الصحية هناك ونقل إلى المشفى لتلقي بعض العلاج.

يقول عمر لعرب 48، إنه ينتظر اليوم أن يصل إلى ألمانيا: 'كل هدفي هو تلقي العلاج المناسب، وضعي الصحي يتدهور كل يوم، الرحلة سببت لي آلاماً لم اعتد عليها، المسكنات ما عادت تنفع معي، لا أريد اللجوء لأي سبب آخر، أريد فقط أن استعيد بعضاَ من عافيتي'.

عمر كان قد أصيب بشظايا قذيقة هاون في مخيم اليرموك عام 2012، ومنذ ذلك التاريخ، ينتظر علاجاً يوقف على الأقل خطر الشلل التام في جميع أطرافه.

 لم تقدم أي جهة لا فلسطينية ولا سورية ولا دولية أي مساعدة تذكر لعمر، الذي سكن في مرسين التركية طوال عام، بعد أن وصلها من دمشق في رحلة لا تقل خطورة عن رحلته الجديدة عبر البحر والبر إلى سلوفينيا.

عازف البيانو على شواطئ اليونان

في ظروف مشابهة لظروف عمر، وصل أيهم الأحمد عازف البيانو الذي عرف شهرة كبيرة في مخيم اليرموك، إلى النمسا، اجتاز أيهم البحر والبر من سوريا حتى النمسا، ووثق كل طريقه بالصور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي Facebook.

يسافر الأحمد مع عائلته قاصداً ألمانيا أيضاَ، في الطريق يجري مقابلات صحفية كثيرة، منها مع قناة 'فرانس 24' وصحيفة 'نيويورك تايمز' وآخرها كان مع BBC، ويحتفظ بمعنويات عالية ولا يتوقف عن الغناء.

يقول أيهم إنه يرغب أن يصل إلى أوروبا كي يغني اليرموك على مسارحها، كما كان يفعل في المخيم، لهذا غنى على شواطئ اليونان، أغنية 'يامهجرين عودو' التي كان يغنيها في اليرموك ويدعو فيها كل من غادر المخيم من المدنيين إلى العودة، اليوم يقصد بها نفسه بحسب ما يقول.

لا حل إلا التزوير

لم يجد فلسطيني سوري ثالث حلاً يصل به إلى أوروبا إلا التزوير، فحمل جواز سفر مزورا، وتوجه إلى مطار كوالالمبور يريد الوصول إلى كمبوديا، حين اكتشفت السلطات تزوير الوثيقة، فاحتجزته في المطار، ومنعته من الخروج، وهددت بترحيله إلى سوريا إو لبنان.

أبو خرج عاش لمدة عامين في ماليزيا، بعد أن خرج من مخيم اليرموك قبل ثلاث سنوات، لم تكن حياته في ماليزيا مستقرة تماماً، يقول لعرب 48 إنه كان يخشى من الوضع الأمني فيها 'العصابات توقفك في أي لحظة وتحصل على ما معك من مال، الشرطة أيضاَ تهدد بترحيلك في أي لحظة إذا لم تدفع بعض المال كرشاوى لهم'.

في المطار منع أبو خرج من المغادرة حتى لشراء الطعام، يقضي معظم اليوم وهو يستخدم شبكة الإنترنت ليتواصل مع عائلته في دمشق، فيما ينتظر أن تتحرك السفارة الفلسطينية في كوالالمبور.

يقول 'وعدتني السفارة بإيجاد حل لوضعي الحالي، زارني شخص من السفارة في اليوم الأول ووعدني خيراً، سلطات المطار تسألني كل يوم إذ ما كان هناك أي شيء جديد، أنا أماطلهم، وانتظر رداً من السفارة'، أعلن أبو خرج إضراباً عن الطعام، حتى تستجيب السفارة الفلسطينية لمطالبه.

يقول أبو خرج إنه يريد أن يغادر إلى أي بلد في العالم، لكنه لا يريد العودة إلى سوريا لأسباب عدة، فيما قد ترحله السلطات الماليزية إلى لبنان التي كان قد قدم منها قبل عامين، وهو حتى لا يريد ذلك.

إلى فلسطين فقط

في مخيم اليرموك الذي خرج منه الشبان الثلاثة، نظمت هيئات مدنية خلال الأسبوع الماضي، حملة جمعت فيها التواقيع، من أجل التاكيد على حق العودة إلى فلسطين، الموقعون أكدوا أنهم متمسكون بالمخيم كطريق نحو فلسطين، وقالوا بحسب اللافتات التي رفعت في اليرموك، إنهم لن يهاجروا إلى أي بلد في العالم.

وصل أكثر من 36 ألف فلسطيني سوري إلى أوروبا خلال خمس سنوات من الأزمة السورية، فيما يقدر عدد من هم اليوم على الطريق بأكثر من 5000 آلاف شخص، ويحق لمن وصلوا إلى أوروبا وحصلوا على الإقامة فيها، البدء بإجراءات لمّ الشمل، التي سيستفيد منها أكثر من 30 ألف فلسطيني سوري خلال المرحلة الأولى فقط، ويزداد الرقم مع كل إقامة جديدة يحصل عليها فلسطيني سوري في أوروبا.

التعليقات