02/11/2010 - 15:08

الحرير السوري "في خطر"

تشارف صناعة الحرير، التي ازدهرت في سورية، على الزوال بعدما لجمتها القيود الاقتصادية التي أدت الى استبدال شجر التوت بالزيتون والكرز. إلا أن محمود سعود ما زال مستمراً مع عائلته في تربية دودة القز في فصل الربيع ونسج الحرير في فصل الخريف بالقرب من قلعة مصياف على سفح الجبال الخضراء لدير ماما غرب البلاد.

الحرير السوري

تشارف صناعة الحرير، التي ازدهرت في سورية، على الزوال بعدما لجمتها القيود الاقتصادية التي أدت الى استبدال شجر التوت بالزيتون والكرز. إلا أن محمود سعود ما زال مستمراً مع عائلته في تربية دودة القز في فصل الربيع ونسج الحرير في فصل الخريف بالقرب من قلعة مصياف على سفح الجبال الخضراء لدير ماما غرب البلاد.

ويوضح سعود الذي بوسعه جني ربح أكبر فيما لو اكتفى ببيع الشرانق «نقوم بكل شيء من الألف الى الياء بدءاً من تربية دود القز الى صناعة الشالات».

انخفض الطلب على هذه السلعة الثمينة خلال القرن الماضي كما انخفض كذلك عدد مربي دودة القز، إلا أن ذلك لم يثبط من عزيمة سعود الذي يؤكد أن «سعر البيع لا يغطي التكاليف ولا جهودنا، ولكننا نريد لهذه المهنة القديمة والجميلة أن تستمر».

ويعتقد سعود بأن غلاء المعيشة خلال العقدين الماضيين دفع المزارعين الى زراعة الزيتون والأشجار المثمرة لتنويع محاصيلهم.

وتعمل 48 عائلة في 16 قرية في زراعة دودة القز، كما انخفض إنتاج الشرانق الى أطنان قليلة في السنوات الماضية بعدما كان يبلغ 60 طناً في عام 1908.

ويبلغ إنتاج سعود وعائلته نحو 35 كيلوغراماً في كل موسم. ويجني من بيع الشالات نحو 8 آلاف ليرة سورية (166 دولاراً) أي أقل من متوسط الراتب الشهري في سورية. ويأسف سعود لكون السياح وحدهم «يقدرون قيمة الحرير». إلا أن ذلك لم يدفعه لليأس، إذ أطلقت وزارتا الزراعة والسياحة منذ عامين برنامجاً يهدف الى إحياء زراعة الحرير المحتضرة.

ويحصل سعود منذ ذلك الحين على مبلغ 250 ليرة سورية (4 يورو) في مقابل كل كيلوغرام ينتجه من الشرانق.

وساهم هذا البرنامج بارتفاع إنتاج الشرانق من 2,6 طن في عام 2009 الى 3,1 طن في عام 2010.

ويعتبر روبير مزنر صاحب مصنع البروكار الذي أسسه والده في دمشق عام 1890 «أن الحرير يبقى أجمل وأثمن الخيوط» على رغم كل الاكتشافات.

وكانت الورشات في المنطقة ومن بينها ورشة مزنر تعمل ليل نهار خلال الحرب العالمية الثانية من أجل تزويد بريطانيا بالشرائط الحريرية العريضة الضرورية لصناعة المظلات.

وشكلت سورية المصدر الرئيسي في المنطقة في عام 1960 حين بلغت صناعة الحرير ذروتها. وكان مصنع مزنر ينتج مئات الأمتار من الحرير شهرياً في مقابل بضع عشرات ينتجها حالياً وتباع في متجر يقع في «سوق الحرير» في قلب العاصمة دمشق. ويأمل مزنر بخفض الضرائب وتسهيل الوصول الى الأسواق العالمية. ويقول: «إن إنتاجنا اليوم ضئيل وحرفي. إن صناعة الحرير تحتضر».

وتحاول الكاتبة السورية مايا الكاتب إعادة إحياء الاهتمام بهذه الصناعة في كتابها «الحرير السوري: لوحة عن التراث الثقافي الحي»، الذي سيصدر في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وتعتبر «أن التسويق والسياحة يمكنهما إنقاذ الحرير الطبيعي عبر تعريف المزارعين المحليين بالمشترين الأجانب».

التعليقات