07/12/2010 - 01:25

يقتحمون الشّقق وهم عراة احتجاجًا على ارتفاع أسعار الإيجار

احتجاجًا على ارتفاع أسعار الإيجارات، يجتاح شباب عراة شققًا معروضة للإيجار في برلين، ويقيمون فيها حفلات ارتجاليّة خلال زيارات تنظمها وكالات عقارية للشقق.

يقتحمون الشّقق وهم عراة احتجاجًا على ارتفاع أسعار الإيجار

احتجاجًا على ارتفاع أسعار الإيجارات، يجتاح شباب عراة شققًا معروضة للإيجار في برلين، ويقيمون فيها حفلات ارتجاليّة خلال زيارات تنظمها وكالات عقارية  للشقق.

تتكدس سراويل الجينز على أرضية الشقة بجوار الكنزات المنتزعة، وتتطاير الملابس الداخلية في كل اتجاه، وفي غضون ثوان قليلة يتعرى نحو عشرة أشخاص أتوا لزيارة شقة في حي فريدريكسهاين، ويقوم أحدهم بتشغيل جهاز الراديو الذي يحمله مطلقًا العنان للموسيقى.

ويضع أفراد المجموعة الصغيرة العراة، أقنعة على شكل ميكي ماوس ويرقصون على أنغام موسيقى التكنو في قاعة الاستقبال والطعام. كل ذلك، أمام ناظري الوكيل العقاري المصدوم، الذي يبدو عليه الغضب الشديد، والذي يصرخ في وجوههم: "اخرجوا! سأتصل بالشرطة"، محاولاً طرد أحد المحتجين العراة.

في واحد من الأيام، والذي شهد بردًا قارسًا، قررت مجموعة الشبان زيارة شقة مساحتها 63 مترًا مربعًا "خضعت لعملية تحديث كاملة مع أرضية من خشب الكرز وسقف عال، ومطبخ متكامل من نوعية ممتازة"، وفق ما جاء في الإعلان المنشور على الإنترنت، أما الإيجار المطلوب مع كلفة التدفئة، فهو 726 يورو شهريًّا.

ويؤكد نيك، أحد المنظمين الرئيسيين لهذه "الحفلات"، الذي اختار مثل الآخرين اسمًا مستعارًا، أنّ " أسعار الإيجارات قد ارتفعت بنسبة 50% في السنوات الأخيرة في هذا الحي"، ويتابع، وهو طالب جامعيّ: "اضطررت إلى الانتظار ستة أشهر قبل أن أجد مسكناً، والأمر أكثر تعقيدا بالنسبة للعائلات".

هذا وقد شهد الطلب على المساكن في بعض أحياء برلين ارتفاعًا كبيرًا، فحي فريدريكسهاين، المعقل العمالي السابق في برلين الشرقية، شهد تحولاً جذريًّا، وانتقل من ملاذ للبانك والمشردين، إلى حي يتجاور فيه الطلاب والأزواج الشباب الذين يجرون عربات أطفالهم.

ويقول لوثر بليسيت، وهو فرد آخر من المجموعة: "لقد باشرنا تحركنا هذا الصيف"، وقد استوحوا حركتهم هذه من المجموعة الفرنسية "الخميس الأسود"، التي تحتج على الارتفاع الكبير في إيجارات الشقق في باريس، من خلال تنظيم "عروض ارتجالية" في مساكن معروضة للإيجار، ويضيف ضاحكًا: "الجديد لدينا هو أننا نتعرى كليًّا".

وتعتبر أسعار العقارات في العاصمة الألمانية برلين، أقلّ بكثير من المستويات التي وصلت إليها في باريس ولندن وطوكيو، وحتى في مدن ألمانيّة أخرى، مثل ميونيخ وهامبورغ، إلا أن الارتفاع بلغ 14% العام الماضي، وفق ما أفادت شركة الدراسات الاستشارية "أمبيريكا".

ويوضح راينر براون، أحد خبراء الشركة، أن "الأزمة في هذا المجال تطال الشباب خصوصًا، والأشخاص الذين يضطرون إلى تغيير مقر إقامتهم، الطلاب الذين يبحثون عن شقة للمرة الأولى، أو العائلات الشابة التي تبحث عن شقة أكبر، وكل الأشخاص الذين يضطرون لأسباب مهنية إلى تغيير مقر إقامتهم".

ويرتدي المحتجون ملابسهم بسرعة بعد عرضهم الاحتفاليّ العاري، وينزلون الدرج وهم لا يزالون يقفلون أزرار ملابسهم، وبعد دقائق قليلة تصل شاحنتان صغيرتان وثلاث سيارات للشرطة، وقد أطلقت العنان لصفاراتها لتتوقف أمام المبنى.

يقول نيك: "ما نقوم به ليس جرمًا، إنها زيارات عامة، ونحن لا نقتحم الأبنية".

ويرفض الوكيل العقاري الحانق التعليق على ما حصل، بينما يقول رجل شاب يبحث عن شقة، بغضب ظاهر: "عندما آتي لزيارة شقة، لا أريد أن أرى عورات الآخرين."

على أي حال، فإن المجموعة قررت تعليق تحركها مؤقتًا،  هل زالت الحوافز؟ يرد بيتر أحد أفرادها مؤكدًا: "كلا كلا، إلا أنه فصل الشتاء، والطقس بارد جدًّا للتعري"!

التعليقات