22/12/2010 - 02:32

الإيرانيّان اللّذان جابا العالم على درّاجة، واقتاتا من سمّ الأفاعي

يسلّط الشاعر والمترجم الايراني، موسى بيدج، في كتابه "حول العالم على دراجة نارية في عقدٍ كامل"، الضّوء على مغامرات إيرانيين قاما برحلات حول العالم منذ منتصف الخمسينات على دراجتين ناريتين، وقدما وصفا لبعض المناطق، منها الجزيرة العربية، وكانا يعيشان على اصطياد الـفاعي وبيع سمومها للمختبرات الصحية.

الإيرانيّان اللّذان جابا العالم على درّاجة، واقتاتا من سمّ الأفاعي

يسلّط الشاعر والمترجم الايراني، موسى بيدج، في كتابه "حول العالم على دراجة نارية في عقدٍ كامل"، الضّوء على مغامرات إيرانيين قاما برحلات حول العالم منذ منتصف الخمسينات على دراجتين ناريتين، وقدما وصفا لبعض المناطق، منها الجزيرة العربية، وكانا يعيشان على اصطياد الـفاعي وبيع سمومها للمختبرات الصحية.

وكان الأخوان عيسى وعبد الله أميدوار، يجوبان العالم بين عامي 1954 و1964، مدفوعين برغبة في التعرف إلى الشعوب المختلفة في أكثر من 90 دولة، ولم يباليا بما تعرضا له من مشكلات بسبب عوامل طبيعية، أو توترات سياسية، إذ اعتقلا من الثوار الجزائريين خلال حرب التحرير (1954-1962)، إذ ظنوهما من "الغزاة" الفرنسيين.

ويقول بيدج في كتابه، إن رحلة الأخوين أميدوار بدأت من شرق إيران إلى أفغانستان وباكستان والهن، وأستراليا، ثم عادا إلى فيتنام وكوريا والصين واليابان، ومنها اتجها إلى الأمريكتين والقطبين الشمالي والجنوبي، ثم ارتحلا إلى بلدان أوروبية في طريق العودة إلى إيران.

ويضيف أنهما جمعا "ثروة ثقافية هائلة، وحكايات غريبة"، وكمّيّات من المنتجات المحلية، وصورًا وأفلامًا وثائقية نادرة، وذكريات جميلة وأليمة عن فيضانات، وعواصف، وطقوس اجتماعية ودينية وقومية، فضلا عن لقاءات مع رؤساء ومثقفين، إضافة إلى "بسطاء لا يعلمون أبعد من تخوم قبيلتهم شيئا".

وشارك بيدج في المؤتمر الدولي "العرب بين البحر والصحراء" الذي عقد هذا الشهر بالتعاون بين الحي الثقافي "كتارا"، في الدوحة، و "المركز العربيّ للأدب الجغرافيّ-ارتياد الافاق"، ومقره لندن وأبوظبي.

ونشر البحث في كتاب "رحالة عرب ومسلمون"، وهو أحد مجلدين صدرا بمناسبة انعقاد المؤتمر.

وبيدج، شاعر وقاص وباحث ومترجم، يرأس تحرير فصلية "شيراز"، وهي نافذةٌ عربيّةٌ علی الأدب الايرانيّ، وقد ترجم أعمالا لعرب كثر، منهم جبران خليل جبران، وغسان كنفاني، ومحمود درويش، وسميح القاسم، ومعين بسيسو، وفدوى طوقان، وأحمد دحبور ومحمد الماغوط؛ ومن كتبه "مختارات من الشعر العربي في بلاد الشام والجزيرة العربية"، و"مختارات من الشعر العراقي في المنفی"، و "مختارات من الشعر العربي في شمال إفريقيا" و"مختارات من الشعر الفلسطيني"، و"مختارات من الشعر العربي الحديث".

ويقول بيدج إن الأخوين أميدوار "طاعنان في السن"، وقد تجاوزا الثمانين، وإن عبد الله يقيم في تشيلي، أما عيسى الذي يقيم في طهران، فقال لبيدج: "كنا نعتاش على سم الأفاعي، نعم كنا نصطاد الأفاعي، وبعد استخراج سمها نطلق سراحها ونبيع السم للمختبرات الصحية"، كما كانا يحصلان على مبالغ متواضعة نظير عرض أفلامهم الوثائقية في جامعات أو مراكز ثقافية.

ويضيف أن رحلتهما الأولى على دراجتين ناريتين، استغرقت سبع سنوات، وأنهما عادا لإيران لمدة تقل عن ثلاثة أشهر، ثم خططا لرحلة إلى إفريقيا استمرت ثلاث سنوات، ولكن على سيارة أهدتها لهما شركة فرنسية للسيارات، حينما كانا في باريس، "مكافأة لنا لعبورنا البحار والمحيطات والبلدان في أصقاع العالم المتباعدة"، كما يسجل الأخوان في كتاب عن رحلتهما يقع في 750 صفحة.

ويقول إن مكانا في قصر سعد آباد بطهران، خصّص لعرض الكثير من "مقتنياتهما الغريبة"، والسيارة السيتروين والدّراجتين الناريتين التي سافرا بها حول العالم.

ويستعرض غرائب منها أنهما "تعرفا في منطقة التبت إلى قوم تتزوج النساء فيه بأكثر من رجل واحد في الوقت نفسه"، كما زارا معبدا في جزيرة سريلانكا، يفتح كلّ عامٍ مرّةً واحدة، وتعرض فيه إحدى أسنان بوذا، وأنهما اجتازا العمق الافريقي صعودا إلى الجزائر، "وتم أسرهم من مناضلي الثورة الجزائرية المختبئين بين الكهوف والوديان... إذ اعتبرهما أعضاء المقاومة الجزائرية غزاة فرنسيين، وهناك رأيا الموت إلى أن ثبت أنهما ليسا كذلك".

ويقول الأخوان أميدوار في الكتاب الذي أورد بيدج مجتزءات منه، إنّ رحلتهما الثانية إلى إفريقيا، بدأت بالكويت التي أغدق استخراج النفط وبيعه عليها "الملايين... فانتقل أناسها فجأة من ركوب الجمال إلى قيادة السيارات الامريكية الفارهة، ولهذا السبب تركت الجمال سارحة في الصحراء".

ويضيفان أنهما في السعودية كان لهما لقاء مع الملك الراحل سعود بن عبد العزيز، "وفي الموعد المحدد لنا ذهبنا إلى القصر الملكي، وبعد انتهاء الاجراءات اللازمة، عبرنا أقبية ودهاليز لا تقل روعة عن مثيلاتها التي قرأنا عنها في حكايات ألف ليلة وليلة، وصلنا صالة فارهة" حيث يجلس الملك الذي حذرهما خطورة صحراء الربع الخالي، قائلا إنها أزهقت أرواح كثيرين.

وسجل الكتاب أن عاصفة هبت في اليوم العشرين وطمرت السيارة تحت الرمال.

التعليقات