27/12/2010 - 03:34

ليلة عيد الميلاد = 100 مليون ديك رومي

"مجزرة الطّيور الأكبر بالعالم"، بهذه العبارات وصفت جمعيّات تعتني بشؤون الحيوان والرّفق به، ما يحصل عادةً في كلّ ليلة ميلاد مع كلّ عام جديد، إذ يوضع على موائد الاحتفال، أكثر من 100 مليون ديك من فصيلة يختلف البشر في تسميتها، لكنّهم يتفقون على اختيارها هي بالذات.

ليلة عيد الميلاد = 100 مليون ديك رومي

"مجزرة الطّيور الأكبر بالعالم"، بهذه العبارات وصفت جمعيّات تعتني بشؤون الحيوان والرّفق به، ما يحصل عادةً في كلّ ليلة ميلاد مع كلّ عام جديد، إذ يوضع على موائد الاحتفال، أكثر من 100 مليون ديك من فصيلة يختلف البشر في تسميتها، لكنّهم يتفقون على اختيارها هي بالذات.

هل هو الحبشيّ، الرّومي، التّركيّ، أم الهنديّ؟

بعضهم نسبه إلى الحبشة وسماه ديك الحبش، وآخرون ربطوا اسمه بتركيا، لأن الأوروبيين، والبريطانيين بشكل خاص، ظنوه قبل 400 عام من فصيلة دجاج أنغولا، الذي كان يتم استيراد طيورها ذلك الوقت عبر تركيا، فأطلقوا عليه اسم "توركي" واستمر الاسم إلى الآن.

وفي عالم اللغة البرتغالية يسمونه "بيرو"، لأنهم ظنوه من البيرو، لكن اسمه في الحقيقة ارتبط بالهند قبل سواها؛هكذا سماه من اكتشفه حين رآه وتذوق طعم لحمه.

يكتبون عن هذا الديك غير القادر تمامًا على الطيران المريح، أن كريستوفر كولومبوس هو أول من اكتشفه عام وصوله لأرض لم يكن يعلم بأنها قارّة جديدة، بل ظنها الهند الغربية، لذلك ما إن رآه حين وطأت قدماه القارة الأمريكية في 1492، وتأمل في شكله الغريب وصوته الأغرب، حتى أطلق عليه اسم "دجاجة الهند"، أو "غالينيا دا إنديا"، بلاتينية ذلك الزمان، وهو ما اختصره الفرنسيون إلى "داند"، وهو اسم يشير بأنه من الهند.

 

الأوروبيّون يتناولون 45 مليون طير في ليلةٍ واحدة

ولم يأت من تابع الرحلات إلى أمريكا بعد كولومبوس، بأي ديك من القارة إلى أوروبا، إلا في عام 1511م، وقد جاؤوا به من المكسيك، لذلك فالديك يحتفل في ميلاد 2010، بمرور 500 عام على وصوله إلى القارة التي تلتهم شعوبها منه في ليلة واحدة أكثر من 45 مليون طير، وذلك وفق ما تؤكده جمعيات متنوعة مختصة بالحيوانات، ومعظمها يؤكد أن أكثر من 100 مليون ديك يتم ذبحها للاستهلاك ليلة الميلاد في القارات الخمس، واصفة ذلك بـ "أكبر مجزرة طيور بالعالم."

وديك الحبش متنوع الأحجام والأوزان، فحين يبلغ شهرين من العمر، يصل وزنه إلى 5 كيلوغرامات بالمعدّل، خصوصًاً الرومي البرونزي اللون، أما إذا بلغ من العمر 6 أشهر تقريبا،ً فإن وزنه قد يصل ما بين 12 و13 كيلوغرامًا، أي أنه يكفي لعائلة من 10 أفراد.

القدّيس بطرس والدّيك العاديّ

ويرى البعض، أن اختيار هذا الديك، والذي تضع أنثاه أكثر من 100 بيضة في العام، لذبحه دون غيره على موائد الأعياد، أمرٌ قد يرتبط بالبعد اللاّهوتي والكنسيّ في اللاشعور الحضاريّ عند شعوب الأرض، خاصّة  وأنه بديل عن أي ديك في الميلاد، وذلك قد يعود إلى كون الأناجيل تتداول قصة عن تلميذ للمسيح، هو القديس بطرس، لها علاقة بالديك العادي المعروف، وقد أدت إلى احترام هذا الطير، واستبعاده من الذبح على مائدة المسيح كما يحصل مع ديك الحبش.

ويتذكر الأناجيل، أن القدّيس بطرس قد أخبر السيد المسيح عليه السلام مرّة، وكان ذلك قبل اعتقال الرومان للأخير، بأنه يحبه إلى درجة يفديه معها بحياته، فخفف المسيح هذه المبالغة وأخبر تلميذه بأنه ما أن يصيح الديك حتى ينكره أمام الرّومان، بل سينكره 3 مرّات وينكر أنّه يعرفه؛ وأنكره بطرس فعلاً، لذلك أبعد المؤمنون الديك العادي الذي جاء صياحه مصدّقًا لما قال المسيح عن موائدهم، واستبدلوه بآخر أكبر وأضخم وسمّوه الرّومي أيضًاً.. الروميّ انتقامًاً من الرّومان، والروميّ للذّبح على مائدة الميلاد بالذّات.

التعليقات