07/01/2011 - 00:21

الأستاذة منجية السويحي: الاسلام لم يشرع تعدّد الزّوجات والفقهاء هم من شوّهوا المرأة

أكدت أستاذة التفسير وعلوم القرآن في جامعة الزيتونة بتونس، الفقيهة منجية السويحي، أنه لولا منع مجلة الأحوال الشخصية في تونس تعدد الزوجات، لبلغ تعداد التونسيين اليوم ثلاثين مليوناً.

الأستاذة منجية السويحي: الاسلام لم يشرع تعدّد الزّوجات والفقهاء هم من شوّهوا المرأة

أكدت أستاذة التفسير وعلوم القرآن في جامعة الزيتونة بتونس، الفقيهة منجية السويحي، أنه لولا منع مجلة الأحوال الشخصية في تونس تعدد الزوجات، لبلغ تعداد التونسيين اليوم ثلاثين مليوناً.

 وقالت إن الإسلام لم يشرع التعدد، بل تعاطى مع واقع اجتماعي كان الرجل فيه يمتلك ناصية عشرات النساء، وأن الإمام ابن جرير الطبري، ذهب في تفسيره إلى أن الرجل إذا عجز عن العدل في زوجة واحدة، فعليه ألا يتزوج.

وقالت السويحي إن الفكر الاسلامي، ومن ضمنه علوم التفسير، بنى صورة نمطية دونية عن المرأة، نافية أن تكون آيات القرآن قد منحت المرأة منزلة أدنى من الرجل، مؤكدة أنها لا يقلقها أن تصلي خلف الرجل، وأنها ترفض أن تقوم المرأة بالآذان في المسجد وتؤم الرجال.

منجية السويحي

وقالت في حديثها لبرنامج "إضاءات" الذي يقدمه تركي الدخيل، وتبثه قناة "العربية" ظهر الجمعة 7-1-2011، ويعاد يوم الأحد الخامسة مساء: " لقد قرأت القرآن وتفاسير علماء الإسلام القدامى والمعاصرين، وكتب المذاهب الفقهية الأربعة وغيرها، وبعين امرأة ناقدة، رأيتهم يفسرون آيات القرآن بما يتوافق مع مصلحة الرجل، وهو ما دعاني لكتابة مقالتي (الفقهاء يكرهون المرأة)، وهو عنوان استفزازي لم يكن القصد منه التعميم، لأن بعض الفقهاء أنصفوا المرأة ولكن قلة، منهم عبدالله بن عباس وعطاء بن أبي رباح".

وأكدت السويحي أن آية الميراث "للذكر مثل حظ الأنثيين" هي آية محكمة، وكانت ثورة اجتماعية في لحظتها، لأن كثيراً من نساء الجزيرة العربية كن يحرمن من الميراث، وبعضهن كن يورثن كما تورث الأشياء، مشيرة إلى أن الإسلام قصر الحالات التي يرث فيها الرجل ضِعْفَ نصيب المرأة في أربع حالات، بينما ترث المرأة أحيانًا أكثر من نصيب الرجل.

وتابعت: "اليوم تُحرَمُ كثير من النساء في الأرياف من شرق العالم العربي إلى مغربه، ولو أن الجمعيات النسائية والعلماء اهتموا بقضية حرمان المرأة من نصيبها، في معظم أرياف العالم العربي، ومكنوها من أن تنال نصف ما للرجل، لكانوا قد ساهموا في القضاء على حرمانها".

السويحي: الحجاب عرفه الرومان واليهود والمسيحيون منذ القدم

وفي حديثها عن معركة السفور والحجاب، أكدت السويحي أنها قضية تضليلية، فقد أُهْمِلتْ مسائل أهم، مثل التنمية ومسائل اجتماعية أخرى لصالح هذه القضية، مشيرة إلى أن الحجاب عرفه الرومان منذ القدم، وكان عادة قاصرة على زوجة الامبراطور، وعند اليهود كانت المرأة نجاسة يجب عليها أن تغطي رأسها، ولا يحق لها في فترة الحيض أن توجه دعاءها إلى الله مباشرة، بل ينوب زوجها عنها، وفي المسيحية سرى الحجاب داخل الكنائس عبر رجل دين متحول عن اليهودية.

وقالت السويحي إن الاسلام قد جاء والناس يطوفون عراة بالكعبة، وكثير من النساء يخرجن عاريات الأثداء، فنزل القرآن بتغطية الصدر، وألزم المسلمة بالخمار، وكانت كثير من نساء العرب يتحجبن لكي يتميزن عن الإماء، حتى لايؤذين وبهذا نزل القرآن.

وأضافت:" لقد أراد الإسلام للمرأة ألا تكون مبتذلة، بل أرادها مستورة ومحترمة، ومن التناقض أن نقبل لباس المرأة في الحج وهي بادية الوجه، ثم نمنعها منه بعد عودتها خلافًا للرجل".

آيات القوامة فهمت فهمًا ذكوريّا

وحول آيات القوامة، أوضحت أن آيات القرآن المتعلقة بالقوامة فُهمت فهمًا ذكوريّا، فالقوامة لاتعني دونية المرأة، وإنما القوامة يقودها العاقل من الجنسين داخل الأسرة، وقالت إن القوامة هي تكليف، وإذا أنفقت المرأة وعملت، حق لها القوامة إذا فرط الرجل في ذلك. 

وأشارت إلى أن بعض فقهاء ومفسري الاسلام القدامى، امتازوا بحس انساني رفيع، مثل ابن عباس، حينما سئل عن قوله تعالى:"وللرجال عليهن درجة"، فقال: "أن أعطي زوجتي كل حقوقها، وأتنازل عن بعض حقوقي"؛ وكان عطاء بن أبي رباح يرى أن الرجل لايضرب زوجته، ولكن يظهر غضبه لا أكثر.

وقالت السويحي إن الاسلام معنى يشمل الإيمان بالله للمسلم والمسيحي واليهودي، ولهذا فهي لاتكفر غير المسلم، نافية أن يكون الاسلام بحاجة إلى إجبار الناس على اعتناقه.

التعليقات