22/01/2011 - 19:29

القنوات الاجنبية وأقراص الفيديو تتحدى سيطرة إيران على البث..

على غرار ملايين الإيرانيين من جميع دروب الحياة تستمتع صبا بالاسترخاء امام التلفزيون بعد الانتهاء من العمل.

القنوات الاجنبية وأقراص الفيديو تتحدى سيطرة إيران على البث..

على غرار ملايين الإيرانيين من جميع دروب الحياة تستمتع صبا بالاسترخاء امام التلفزيون بعد الانتهاء من العمل.

وتقول "أتمنى أن يمر اليوم أسرع حتى أستطيع أن أرى ما سيحدث في الحلقة القادمة."

ولا تهرع صبا من وظيفتها باحدى شركات النفط لتشاهد التلفزيون الحكومي الذي يحتكر نظريا البث في ايران بل لمشاهدة القنوات الفضائية التي تبث من الخارج.

وقالت صبا (30 عاما) والتي طلبت عدم نشر اسمها بالكامل بسبب عداء الحكومة للبرامج التي تبثها القنوات الفضائية "برنامجي المفضل هو مسابقة الطهي.

"هذا واحد من أفضل برامج الطعام التعليمية على الاطلاق". وكانت تتحدث عن برنامج (انضموا لنا على العشاء) وهو نسخة فارسية من برنامج بريطاني شهير يحمل نفس الاسم يقوم فيه أربعة طهاة ايرانيين هواة بالذهاب لمنازل بعضهم البعض ويتنافسون على جائزة مالية.

وتبث قناة (مانوتو) الفضائية ومقرها لندن هذا البرنامج وهي واحدة من عدة قنوات بدأت في الاونة الاخيرة تتحدى الرقابة الحكومية من خلال بث برامج باللغة الفارسية تتنافس على جذب الجماهير العريضة التي لم يكن امامها حتى وقت قريب خيار يذكر سوى مشاهدة ما يقرر التلفزيون الحكومي ما تستطيع مشاهدته.

وفي برنامج الطهي يستقبل الطهاة من الرجال والنساء بعضهم البعض في منازلهم بالقبلات وهو مشهد غير مألوف في العلن.

على شاشة القناة الاولى بتلفزيون الجمهورية الاسلامية تعلن المقدمة الموسيقية عن بداية مسلسل (مختار نامه) الذي تدور أحداثه في عهد الامام الحسين.

في أحد الايام مع انتقال الاحداث من المناقشات الدينية الى مشاهد المعارك العنيفة كانت المخرجة مهناز محمدي (34 عاما) تشاهد التلفزيون في منزلها وتقلب قنوات التلفزيون الحكومي بحثا عن مادة اخف. وجدت برنامجا دينيا يقدمه عالم دين وبرنامجا عن كرة القدم وفيلما وثائقيا عن الحياة البرية.

وقالت "المشكلة في ايران هي عدم وجود برامج بدون رقابة.

"سبب مشاهدة الناس للقنوات الفضائية هو أنها تعرض علاقات حقيقية بين الناس وهو ما لا يقدمه التلفزيون الحكومي."

ومنذ جاءت ثورة عام 1979 لتطبق الشريعة الاسلامية في ايران تعين أن تلتزم البرامج التلفزيونية والافلام بالقيم الدينية من خلال تجنب المشاهد التي تظهر علاقات حميمة بين الرجال والنساء او تخالف معايير الزي الاسلامي للنساء.

وفي حين أن المادة 24 من الدستور الايراني تنص على الالتزام بحرية التعبير فانها تحظر التعبير عن الاراء التي "تقوض المباديء الاساسية للاسلام."

ومن بين اكثر البرامج شعبية برنامج (90) وهو تحليل أسبوعي لمباريات كرة القدم الايرانية. ومن الثوابت بالنسبة للقنوات الحكومية الافلام التي توافق عليها الحكومة والتي اذا كانت أجنبية يتدخل فيها مقص الرقيب بعنف.

وتفسر القيود على البرامج التي يعرضها التلفزيون الحكومي لماذا تحول الكثير من الايرانيين الى البرامج التي تبث من خلال غابة اطباق استقبال القنوات الفضائية التي تتوج الكثير من المنازل والمباني في ايران مما يغضب الحكومة.

وفي الاسبوع الماضي نقلت وكالة فارس للانباء شبه الرسمية عن رجل الدين سيد حسين ركني حسيني قوله "القنوات الفضائية استثمرت من اجل انحراف الشبان. بعض الناس ركبوا اطباق استقبال القنوات الفضائية وأدخلوا الشيطان بيوتهم."

وقبل ان تفتح شبكة تلفزيون مارجان ومقرها بريطانيا قناة (مانوتو) عام 2010 افتتحت شبكة الشرق الاوسط ومقرها دبي قناة (فارسي 1) عام 2009 واكتسبت جمهورا بتقديمها وجبة من البرامج الترفيهية المدبلجة الى الفارسية من الولايات المتحدة وامريكا اللاتينية واسيا. وقناة (فارسي 1) مشروع مشترك بين نيوز كورب المملوكة لروبرت ميردوك وموبي جروب الافغانية.

وقال محمد علي الهاشم رجل الدين والمسؤول بالجيش لصحيفة كار فا كارجار الاسبوع الماضي "برامج القنوات الفضائية هي اكبر حملة عسكرية للاعداء ضد قيم الثورة الاسلامية."

وفي ديسمبر كانون الاول قالت ايران انها أغلقت استوديو في طهران يقوم بأعمال الدوبلاج للبرامج لحساب قناة فارسي 1 وتم القاء القبض على خمسة.

وقال مدعي عام طهران عباس جعفري دولت ابادي ان هدف الاستديو هو "مساعدة الحركة المناهضة للثورة."

ونفت (فارسي 1) اي صلات بالمكتب الذي أغارت عليه الشرطة وقالت انها ليست لها عمليات داخل ايران.

ومن مصادر التهديد الاخرى لسيطرة الحكومة انتشار أقراص الفيديو الرقمية المشروعة وغير المشروعة. وتوفر الاقراص المنتشرة على نطاق واسع امكانية الاطلاع على أحدث أفلام هوليوود بتكلفة بسيطة كما توفرت مؤخرا البرامج الايرانية التي تباع مباشرة على مواقع الانترنت.

وأصبحت حلقات (قهوة مرة) من أوائل المسلسلات التي تباع في ايران على أقراص الفيديو مباشرة وحققت نجاحا مذهلا.

ويباع قرص الفيديو الذي يحمل ثلاث حلقات مقابل 25 الف ريال او نحو 2.5 دولار. ويقول الموقع الالكتروني للمسلسل انه تم بيع نصف مليون نسخة من الدفعة الاولى من المسلل في اليوم الاول لاصداره.

التعليقات