12/03/2011 - 16:35

بكري خائب الأمل

الفنان محمد بكري لا يخفي خيبة أمله من الفنانين ووسائل الإعلام والتضامن الجماهيري * زحالقة: نتضامن مع بكري ونقف جانبه

بكري خائب الأمل

الفنان محمد بكري لا يخفي خيبة أمله من الفنانين ووسائل الإعلام والتضامن الجماهيري
حسن عبد الحليم


"كلاب مسعورة"، بهذه الجملة وصف الفنان محمد بكري الجنود الإسرائيليين الذين يقفون خلف ملاحقته السياسية بأدوات قضائية، وأعرب عن استهجانه من قيام المحكمة العليا بـتأجيل البت في الاستئناف وعدم ردّه على الفور. ورغم أن بكري بدا متفائلا بشأن النتيجة النهائية للاستئناف، لم يخف غضبه بل ربما سخطه على التغطية الإعلامية لقضيته وتفاعل الجماهير معها.


لم يكن الحديث الذي أجرته صحيفة "فصل المقال" مع بكري عاديًا، وليس من نوع المقابلات الصحفية التي يختار فيها الشخص الذي تحاوره جمله بعناية، ويتهرب من الأجوبة المباشرة كي لا يثير أحدا ضده، فقد كان بكري صريحًا، وعبّر عما يختلج في صدره بكل ما يتعلق بقضية الملاحقة السياسية، وعن خيبة أمله من اليسار الإسرائيلي الذي خذله، ومن الإعلام المحلي والفلسطيني والعربي، الذي لم يولي قضيته الأهتمام الذي تستحقه.
وأكد بكري أن قضيته هي ملاحقة سياسية بامتياز وهي في الوقت ذاته قضية كل فلسطيني، إذ أن فيلم "جنين جنين"، سلط الضوء على جزء بسيط من جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني. ويرى بكري أن الذي يجب أن يحاكم هم من ارتكبوا الجرائم وليس من وثّق جزء منها من خلال عمل فني.
وقال بكري إن أمله قد خاب من غالبية الفنانين الفلسطينيين على ضفتي الخط الأخضر الذين لم يقفوا معه في قضية الملاحقة التي لا تمسّ بمحمد بكري فحسب بل بكافة الفلسطينيين، لأن العمل الفني الذي يلاحق بسببه هو عمل وطني من الدرجة الأولى، يفضح الجرائم الإسرائيلية التي يتشدق جيشها بـأخلاقية زائفة، وطهارة سلاح ملطخة.


وقال بكري: "على الفنان أن يقف ضد الظلم، لكن للأسف فضّل الكثيرون الوقوف جانبًا، ولم يكترث الفنانون الفلسطينيون في الداخل وفي الضفة الغربية (باستثناء قلة) بالقضية، ولم يتضامنوا ولم يحركوا ساكنا، بقيت في المعركة «شبه وحيدًا»، ولا يمكنني تفسير دوافع هؤلاء هل هو تخاذل أم جبن أم لامبالاة ؟".


وأعرب بكري عن خيبة أمله أيضًا من التغطية الإعلامية التي لم ترق لحجم الحدث، وقال إن وسائل الإعلام الفلسطينية على ضفتي الخط الأخضر (باستثناء صحيفة "الاتحاد") لم تغط القضية كما تستحق ولم توليها الاهتمام الكافي، ولم تثر ضجة حول الموضوع.. باختصار خيبة أمل.


وأعرب بكري ايضا عن خذلانه الشديد من حركة التضامن الجماهيرية في الداخل، ووصفها بأنها ضعيفة لدرجة كبيرة، مشيرًا إلى أن الأمر سواء بل أسوأ في الأراضي المحتلة عام 1967. وقال إن التقصير كان واضحًا في كافة أماكن الوجود الفلسطيني، الداخل، الضفة، غزة، وفي العالم العربي. وعبّر عن ألمه الشديد من كون العريضة التي طرحت للتضامن معه لم تلق الاهتمام الكافي ووقعها فقط 1500 شخص طوال شهور.
وقال بكري إن التحديات التي تواجه فلسطينيي الداخل كثيرة وتتطلب منا الوحدة الوطنية لمواجهتها، والاستفادة من روح الثورات العربية لكسر حاجز الخوف واللامبالاة، والتصدي لكافة المخططات التي تستهدف هويتنا ووجودنا.

زحالقة: نتضامن مع بكري ونقف جانبه

من جانبه أكّد النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، تضامن التجمع الوطني الديمقراطي وكوادره وجمهوره مع المخرج محمد بكري والفنان الفلسطيني محمد بكري، الذي يواجه حملة ملاحقة شعواء من قبل الإعلام والسلطات وضباط الجيش الإسرائيلي.


وأكّد التجمع في بيان عمّمه على وسائل الإعلام وقوفه إلى جانب بكري ومؤازرته لصموده وتحديه ووقوفه في وجه حملة الملاحقة السياسية.
وقال زحالقة إن "ملاحقة بكري تهدف إلى التغطية على جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم جنين، ولردع كل من يعمل على فضح تلك الجرائم. وتجلت هذه الحملة مؤخرًا بقانون حظر الدعوة لمقاطعة إسرائيل، ولإقامة لجان تحقيق حول تمويل الجمعيات على خلفية مشاركتها في الكشف عن الجرائم الإسرائيلية".


وأكّد زحالقة، أن الملاحقة السياسية ضد الفلسطينيين في الداخل لم تعد تقتصر على القيادات بل طالت أيضا رجال الدين ومربين وفنانين، وهذا بحدّ ذاته دليل على إفلاس ماكينة الدعاية الإسرائيلية أمام جهود الكشف عن حقيقة بنيتها وسياساتها وتعريتها أمام العالم، ورشّحها ذلك لتصدر قائمة الدول ذات التأثير السلبي على العالم بأسره، في استطلاع نشر هذا الأسبوع.


وأكّد زحالقة على ضرورة التصدي للحملة ضد بكري على خلفية عمله الفني "جنين جنين"، ودعا إلى تكثيف النضال من خلال لجنة المتابعة لمواجهة الملاحقة السياسية.

التعليقات