18/05/2011 - 23:02

مئات الآلاف في شوارع إسبانيا: الخبراء اعتبروها عدوى الثورات العربية

شهدت عشرات المدن الاسبانية يوم الأحد، تظاهرات تطالب بإعادة النظر في أسس ما تعتبره بالديمقراطية المزيفة، نحو ديمقراطية حقيقية تحترم المواطن.

مئات الآلاف في شوارع إسبانيا: الخبراء اعتبروها عدوى الثورات العربية

شهدت عشرات المدن الاسبانية يوم الأحد، تظاهرات تطالب بإعادة النظر في أسس ما تعتبره بالديمقراطية المزيفة، نحو ديمقراطية حقيقية تحترم المواطن.

وكانت مدن إسبانيا مساء الأحد، على موعد مع تظاهرات شملت معظم المدن الكبرى والمتوسطة، حتى وصلت إلى 50 في المجموع، وخرج للشارع مئات الآلاف من المواطنين الذين يعانون من البطالة، أو من الأجور المتدنية، أو الذين لا سقف لهم، وكلهم مأطرون ضمن حركة "الديمقراطية الحقيقية الآن"، التي تطالب "بمستقبل محترم"، وتعلن رفضها القوي للإجراءات التقشفية التي اتخذتها حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو، الواقعة تحت تأثير البنوك والمؤسسات المالية، كما يؤكد المتظاهرون.

وفي الوقت نفسه، طالب المحتجون بعدم اعتبار الحكومة لهم بمثابة منتوجات تجارية، تتاجر وتقايض بها سياسيا.

ولعبت وسائل الاتصال الاجتماعية، مثل يوتيوب، وفيسبوك، دورا هاما في الدعوة إلى هذه التظاهرات والتنسيق بينها، إذ انطلقت في ساعة واحدة.

ويعتقد المراقبون، في احتمال اتخاذ هذه التظاهرات أبعادا اجتماعية هائلة خلال الأسابيع المقبلة، طالما أن البطالة قد ارتفعت بشكل مقلق وتقترب من 22%، بحوالي خمسة ملايين عاطل، وتراجع العمل السياسي في نظر الإسبان الذين لم يعودوا يقبلون على الممارسة السياسية، وتسجل نسبة التصويت كل مرة تراجعا من استحقاقات إلى أخرى.

ويبقى المثير في هذه التظاهرات، هو استحضار مختلف وسائل الاعلام الاسبانية، والأوروبية، والأمريكية، في تغطيتها للحدث، المقارنة مع الثورات التي يشهدها العالم العربي، سواء من خلال تشابه بعض المطالب، مثل التركيز على الحق في العمل، والعيش الكريم، والسكن، أو توظيف وسائل الإعلام الاجتماعية المرتبطة بشبكة الإنترنت، في الدعوة للتظاهرات.

ولعل الذي زاد من المقارنة، هو لحظات عنف تخللتها، بمحاولة هجوم بعض المحتجين على بعض رموز الرأسمالية المتوحشة، ولجوء قوات الأمن إلى القوة، إذ ترتب عن ذلك مواجهات وإضرام النار، واعتقالات شبيهة بالمشاهد التي جرت في شوارع تونس، والقاهرة، وتجري حاليا في شوارع درعا، والرباط، وتطوانن وعمان، من ضمن مدن عربية أخرى.

ويرى علماء الاجتماع، وخبراء التحليل السياسي، أن ما يجري في العالم العربي لا تنتشر عدواه فقط من بلد عربي إلى بلد عربي آخر، بل بدأت تنتقل إلى العالم الغربي، لا سيما في ظل التغطية المكثفة لوسائل الإعلام الغربية للثورات العربية وأسبابها..

وعمليا، فمن خلال تتبع نقاشات غرف الدردشة في بعض الدول الأوروبية، يلاحظ بشكل كبير مدى تركيز الشباب الغربي على مواضيع مثل البطالة، واستنفاد الديمقراطية الغربية للكثير من مزاياها، بعدما لم تعد توفر العيش الكريم للمواطن، وفي الوقت ذاته، الإشادة بالشباب العربي الذي يقود التغيير في العالم العربي.

وكانت بعض الدول الغربية، مثل اليونان، والبرتغال، وبريطانيا، قد شهدت تظاهرات اجتماعية ضخمة، لكن تظاهرات اسبانيا هي المرة الأولى التي يحضر فيها مبدأ المقارنة بالثورات العربية، بل وتأكيد المتظاهرين على أن الثورات العربية تشكل لهم مثالا يقتدون به.

التعليقات