04/08/2011 - 23:56

كنائس الأردن تؤكد أن موقع عماد المسيح شرقي النهر، وبناء أول مسجد يحمل اسمه تكريما له

أعلنت الكنائس المسيحية في الأردن، وفي قرار سريع، أن الموقع المعتمد مكانا لعماد السيد المسيح، هو شرقى النهر، موقع المغطس الحالي، وهو الخاص لحج المسيحيين.

كنائس الأردن تؤكد أن موقع عماد المسيح شرقي النهر، وبناء أول مسجد يحمل اسمه تكريما له

 

أعلنت الكنائس المسيحية في الأردن، وفي قرار سريع، أن الموقع المعتمد مكانا لعماد السيد المسيح، هو شرقى النهر، موقع المغطس الحالي، وهو الخاص لحج المسيحيين.

وقد جاء القرار بعدما ترددت شائعات أن السيد المسيح لم يتم تغطيسه في الأردن، مما جعل الكنائس المسيحية تصدر بيانا مشتركا للرد عليها، خاصة وأنه أعلن مؤخرا عن نية إسرائيل تجهيز موقع المغطس من الجهة الغربية للنهر، وتحويلها إلى موقع أثري مركزي لاستقطاب السياح والحجاج المسيحيين.

وقال بيان لرؤساء الكنائس المسيحية فى الأردن: "إن رحلات الحج المسيحى ترتبط بشكل كبير بالكتاب المقدس، الذي يؤكد أن الأحداث الإنجيلية الخاصة بحياة السيد المسيح العلنية، بدأت بدعوة يوحنا المعمدان إلى التوبة فى منطقة نهر الأردن، حيث قدم إليه الناس من جميع المدن والقرى المجاورة لكى يتعمدوا منه، تعبيرا عن توبتهم ورجوعهم إلى الله، وقد ذكر إنجيل متى (3/5-6)، أن السيد المسيح تعمد من يوحنا المعمدان، وأكد لوقا أنه <تعمد من يوحنا فى الأردن> (لو 1/9)، ووفقا لتقليد العهد الرسولى، فإن يوحنا عمد يسوع فى الأردن، عند المكان الذى فيه تلتقى الطريق الروماني المنحدر من أورشليم بالنهر، ويصل إلى مدن شرقي النهر، ففي هذا المكان كان يوحنا يعمد ويقول الانجيلي يوحنا إن بيت عنيا عبر الأردن، كانت مركزا لنشاط يوحنا المعمدان الراعوي، ومسرحا للأيام الأولى من حياة يسوع العلانية، حيث التقى يسوع خمسا من تلاميذه، ويؤكد يوحنا بوضوح تام قائلا، وجرى ذلك فى بيت عنيا عبر الأردن، حيث كان يوحنا يعمد".

 شهادات تاريخية كثيرة وآثار تحدد أماكن الاحداث الانجيلية

وأكد البيان "أن المسيحيين الأولين أبناء الأرض المقدسة، ورثة الإيمان المسيحي، احتفظوا بذكرى الأنبياء وحافظوا على الأماكن المقدسة، حيث تم التجسد والفداء، وحيث كرز وعمد يوحنا المعمدان، وقد كانوا أدلاء لإخوتهم فى الإيمان الذين كانوا يأتون من بعيد فى رحلات حج إلى هذه الأماكن المقدسة ليتعبدوا فيها ويعيشوا روحيا تاريخ إيمانهم، أما أهم الأماكن المقدسة التى كانوا يزورونها غربي النهر، فهي المدينة المقدسة، وبيت لحم، والناصرة، وشرقي النهر فهي مكان عماد السيد المسيح، وبيت عنيا عبر الأردن، ومكان صعود النبي إيليا إلى السماء في العاصفة، ومن الشهادات الكثيرة الخاصة بهذا الموضوع شهادة أوريجين التي ترجع إلى منتصف القرن الثالث، والتى يتحدث فيها عن الأماكن فى موقع معمودية السيد المسيح، ومن بعده كثرت الشهادات فى القرون اللاحقة التي بفضلها نستطيع تحديد ومعرفة أماكن الأحداث الإنجيلية غربي النهر وشرقيه."

وأوضح البيان أنه "في العاشر من أيلول عام 1997، أصدر المغفور له، جلالة الملك الحسين مرسوما، حيث أمر بتأسيس اللجنة الملكية من أجل تطوير منطقة معمودية السيد المسيح، ومن ثم تم اكتشاف الآثار المذهلة التي وصفها الحجاج والرحالة منذ أوائل القرن الثالث، والتي تعود بنا إلى التقليد المسيحي الأول، وتعطيه قيمته التاريخية، وهي تثبت أن المسيحيين بعد حقبة الاضطهادات، شيدوا الكنائس والأديرة على ضفة نهر الأردن الشرقية قرب المخاضة، حيث اعتمد السيد المسيح، وذلك إحياءً لذكرى معموديته."

وقال رؤساء الكنائس فى الأردن فى البيان:" إننا نعتز ونفتخر بأن بلادنا أرض مباركة طاهرة مقدسة، أكرمها السيد المسيح برسالته السماوية وبعماده فيها، والسير على ترابها وإجراء المعجزات فيها، كما نعتز ونفتخر بكنوز بلادنا التاريخية والكتابية والروحية."

وأضاف البيان: "خلاصة القول استنادا إلى النصوص الإنجيلية وإلى التقليد المسيحي منذ العصور الأولى للمسيحية، وإلى الأبعاد اللاهوتية والكتابية للعبور والعماد، واستنادا إلى الآثار القائمة شرقي النهر، وإلى شهادات وكتابات الكثيرين من الحجاج منذ أواخر القرن الثاني للميلاد، فإنه لا مجال للشك فى أن مكان عماد السيد المسيح قد تم في الضفة الشرقية من النهر، في منطقة العبور، وأنه كان محط تكريم المسيحيين منذ العهد الرسولي."

مسجد في مأدبا يحمل اسم السسيد المسيح

هذا وعلى صعيد آخر، أقامت مدينة "مأدبة" الأردنية أول مسجد فى العالم يحمل اسم "المسيح عيسى بن مريم"، ليكون رمزا للتعايش والتسامح بين أبناء المدينة من المسلمين والمسحيين، وتأكيدا على التاريخ المسيحي المشرقي للبلاد.

ويقول على الظوامرة، إمام المسجد في تقرير لقناة فرانس 24: "إن هذا المسجد دليل على التسامح والإنسانية والأخوة التى يدعو إليها الاسلام، ونبذ التطرف والظلم".

ويتكون المسجد من ثلاث طوابق، ويضم العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن المسيح والسيدة مريم، التي يقول عنها خادم المسجد: "إن فيها عبر وذكريات عظيمة لكل من يدخل هذا المسجد".

ويقول مازن هنسة، وهو مسؤول بكنيسة الروح القدس التي تقع على مسافة قريبة من المسجد: "إن المسجد أكبر دليل على روح التسامح والسلام والمحبة فى الأردن، والاطمئنان أنه لا يوجد مشاكل بين المسيحيين والمسلميين، وأن الإسلام ليس دين عنف وإرهاب كما يقول البعض".

والجدير بالذكر، أن هذا المدينة يدين أغلبية سكانها بالمسيحية، ولم يعترض أحد من المسلمين أو المسيحيين على اسم المسجد، ولقيت فكرته ترحيبا بين الأهالي.

التعليقات