01/10/2011 - 03:32

مواجهات مع الشرطة في قرية كفرمندا وإستشهاد رامز بشناق في اكتوبر 2000- فيديو

سمعت صوت زمامير سيارات فخرجت الى الشارع واذ بعشر سيارات يتوجهون نحو منزلنا بالزمامير وركضت نحو أول سيارة التي كانت تقل أمي وأبي فعرفت أن استشهاد رامز أصبح يقين , فأنزلت أمي من السيارة فأجهشت بالبكاء فقلت لها : لا تبكي يا أمي وارفعي رأسكي فابنك رامز شهيد وأجبرت امي حينها على اطلاق الزغرودة الاولى تحولت الى زغاريد تزف عريس كفرمندا رامز عباس بشناق .

مواجهات مع الشرطة في قرية كفرمندا وإستشهاد رامز بشناق في اكتوبر 2000- فيديو

قصة هبة القدس والأقصى في قرية كفرمندا وإستشهاد الشاب رامز بشناق..


 

 

بتاريخ 3\10\2000 إستشهد الشاب رامز بشناق من كفرمندا:

 
في حوالي الساعة السابعة والنصف حضر الى المكان نائب رئيس المجلس المحلي وطلب منا التوقف عن رشق الحجارة لأنه يتحدث مع قائد الشرطة لكي يغادروا المكان وتجه نحوهم ولم يوقفوا اطلاق الرصاص وعندما وصلهم اصيب شاب اصابة خطيرة برصاص حي في بطنه فجاء أحد الشباب ليرفعه الى السيارة لنقله للعيادة فقذفوه بقنبلة غاز مسيل للدموع فابتعد عن المكان وبقي المصاب يستغيث فتقدم عمي ورامز ورفعوه الى السيارة ورافقه عمي بعد أن قال له رامز كلماته الأخيرة " روح يا عمي معا احنا منظل هون "  عندها وقف حوالي من رجال الشرطة واحد بجانب الآخر ووجهوا بنادقهم نحونا وركضوا وهم يطلقون الرصاص الحي الكثيف وفي هذه اللحظة كان الكثير من الاصابات فتراجعنا الى الوراء واذ بي أسمع صوتا ليس بغريبا علي فكان ذلك صوت أخي رافع يصرخ بصورة غريبة نحوي " حلمي تعال شوف حلمي تعال شوف " وكررها أربع مرات بصوت مخنوق مخلوط بالبكاء فركضت نحوه بسرعة واذ به يجلس على الأرض وفي حضنه أخي رامز والدماء تغرق ملابسه فنظرت اليه وسألته عن مكان الاصابة وقال لي أنه قد أصيب في رأسه ورفعنا رامز الى السيارة لنقله الى العيادة عندها أدركت مدى خطورة الاصابة فالرصاصة دخلت في جبهته اليسرى وخرجت من الوراء تاركة فجوة كبيرة في خلف رأسه بعدها نظرت الى أخي رافع فرأيت أن ملابسه غارقة من الدم  فركضنا نحو البيت فوجدنا أبي يجلس على شرفة المنزل , فصاح رافع " يابا انزل رامز استشهد " فنزل أبي وذهبنا كلنا الى العيادة ومن هناك نقلوه الى المستشفى فلم أذهب معه لأني ايقنت أن رامز أخي قد فارق الحياة فبقيت في البيت وبدأت الناس تتوافد الى البيت لترى ما حدث مع رامز , بعد حوالي ساعة من الزمن سمعت صوت زمامير سيارات فخرجت الى الشارع واذ بعشر سيارات يتوجهون نحو منزلنا بالزمامير وركضت نحو أول سيارة التي كانت تقل أمي وأبي فعرفت أن استشهاد رامز أصبح يقين , فأنزلت أمي من السيارة فأجهشت بالبكاء فقلت لها : لا تبكي يا أمي وارفعي رأسكي فابنك رامز شهيد وأجبرت امي حينها على اطلاق الزغرودة الاولى تحولت الى زغاريد تزف عريس كفرمندا رامز عباس بشناق .

شهادة حلمي عباس بشناق شقيق الشهيد - نقلا عن موقع الشهيد رامز بشناق

 

جنازة الشهيد رامز بشناق:

 

والدة الشهيد تتحدث:

نقلا عن موقع "الشمس"

 

 

من ملحق صحيفة "فصل المقال" - اكتوبر 2000:

 

عن اكتوبر في قرية كفرمندا:

لبى اهالي قرية كفر مندا النداء كغيرهم من ابناء الشعب الفلسطيني ففي الاول من اكتوبر خرجت مسيرة جبارة من داخل القرية وشارك فيها الالاف المتظاهرين من سكان القرية احتجاجا على المجزرة الرهيبة التي كان يرتكبها الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة واحتجاجا على تدنيس المسجد الاقصى على ايدي الارهابي ارئيل شارون وزمرته , وخرجت المسيرة كما هو مخطط لها الى الشارع الرئيسي المجاور للقرية وتمت المسيرة بخير وسلام وفي طريقها الى العودة الى داخل القرية فوجء المتظاهرين لقوات من شرطة اسرائيل وهي تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وهي كانت الشرارة اللاولى لاندلاع الانتفاضة في هذه القرية وانضمامها بباقي القرى والمدن العربية التي حوصرت وهوجمت من قبل قوات البطش البوليسي ,وبدات المواجهات في اليوم الاول على الشارع الرئيسي كفر مندا سخنين وتم اغلاق الشارع من قبل شبابا القرية خوفا منهم من دخول هذه القوات البيوت وتدنيس حرة القرية وشارك في المواجهات مئات من الشبابا والنساء والاطفال وبدا سقوط الجرحى الذي بلغ عددهم في اليوم الاول 20 جريحا واستمرت هذه المواجهات حتى ساعات الليل المتاخرة وكانت مواجهات حاده تعبر عن غضب الاهالي واستياء شعورهن تجاه المؤسسة الاسرائيلة العنصرية التي حكمتهم طيله اكثر من 50 عاما . وقد تم في اليوم الاول اعتقال اكثر من 7 اشخاص على ايدي القوات الاسرائيلية .


في الثاني من اكتوبر استفاق الاهالي صباحا على صوت اطلاق الرصاص باتجاه القرية فبدا الاهالي بالتجمع على الشارع الرئيسي وفوجئ الجميع بالقوات الكبيرة التي تهاجم القرية من جديد وبدات المواجهة مرة اخرى وكذلك في اليوم الثاني لم تستطع قوات البوليس من دخول القرية واستمرت المواجهات طيلة ذلك النهار مع تراود الاخبار عن سقوط عدة شهداء في ام الفحم سخنين عرابة الناصرة واحتدام المواجهات في كل القرى والمدن العربية . واشتدت عزيمة الشبابا المتواجدين في هذه المواجهه فغادرت قوات الشرطة القرية في ساعات الظهيرة فدخل شباب القرية في مسيرة مهيبة الى داخل القرية معبرين عن غضبهم وسخطهم ازاء ما يحدث لاخوانهم في القرى المجاورة فعقد اجتماع شعبي كبير في وسط القرية التي كانت في هذه الايام مركز لاجتماعات لجنة المتابعة العربية العليا .وفي ساعات المساء فوجئ الاهالي مرة اخرى بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة الغربية للقرية واتضح بعد ذلك ان عددا كبيرا من قوات البوليس تتجمع في هذه المنطقة المظلمة فتهيئ الجميع لهجوم بربري على القرية وفي الساعة السادسة مساء بدا اطلاق الرصاص العشوائي على القرية على البيوت المجاورة وكذلك على المساجد واصيب في هذا اليوم اكثر من 20 شابا اثنين منهم اصابات خطيرة واستمرت المواجهات حتى الحادية عشر ليلا وكانت مواجهات حاده جدا .

الثالث من اكتوبر :

في اليوم الثالث من المواجهات كانت القرية هادئة هدوءا مخيفا وكان السكان يهيئون انفسهم للسفر لجنازات الشهداء في القرى المجاورة وبعضهم نجح في ذلك وفوجئ الجميع بالهجوم البوليسي المتجدد على القرية الساعة الثالثة عصرا فبدات المواجهات من جديد ولكن كانت هي الاشرس منذ بداية المواجهات ففي هذا اليوم سقط اكثر من 70 جريحا وكانه كما كان يقول الشباب في ذلك اليوم "القوات البوليسية جاءت هذا اليوم لتدخل القرية وفي نيتها قتل مواطن من هذه القرية " واستمرت المواجهات حتى صلاة المغرب عندها جاء بعض المسنين واعضاء المجلس المحلي وتوجهوا للشباب مطالبين اياهم بوقف هذه المواجهه لانهم شعروا اما حدثا جللا سوف يحدث فتجاوب الشباب مع هذا الاقتراح شريطة ان تغادر هذه القوات القرية وفي هذه اللحظات توجه ممثلين عن القرية نحو قوات الشرطة لمطالبتهم لمغادرة القرية وما ان وصلوهم حتى اصطف رجال الشرطة صفا واحدا وبداو باطلاق النار الكثيف باتحاه الشباب المقاومين , وهنا سقط رامز شهيدا فحدثت البلبلة فلم يعرف احدا كيف يتصرف ونقل رامز الى العيادة الاسلامية داخل القرية وتجمهر الالاف من سكان القرية خارج العيادة وعيونهم مليئة بالدموع , فكل المتواجدين عرفوا ان رامز قد فارق الحياه ولكن ينتظرون الخبر الاكيد ونقل رامز بسيارة اسعاف الى المستشفى الناصرة وهناك اعلنت وفاته .فثارت ثائرة شباب القرية جميعا فخرجوا بايديهم وصدورهم وهم عزل باتجاه قوات الشرطة التي لا زالت تغلق القرية فهربت القوات كالفئران وخرج الشباب اتجاه الشارع الرئسي وتم اغلاقه مجددا وتم احراق كراج المستطونة المجاورة والعده الزراعية التي تملكها وبهذا يكون قد اسدل الستار عن 3 ايام من المواجهات الدامية والعظيمة التي اسفرت عن سقوط شهيدنا الغالي " رامز عباس بشناق" .

 



 
 
 

التعليقات