تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، تسجيلا لأحد رجال الدين المسيحي المصريين يلقي عظة خلال احتفالية عيد الميلاد بالكاتدرائية بالعباسية، ويهاجم فيها المجلس العسكري، ويصفهم بالظلمة، والكذابين، والحرامية، وأنهم ملتصقون بالكرسي.
وقد اعتذر القس للمصلين عن مصافحته وتقبيله للواء حمدي بدين قائلا: "الحقيقة، يجب أن أعتذر لكم عن أمر حصل ليلة رأس السنة، فخلال الصلاة، فوجئت بمجموعة من كبار رجال المجلس العسكري قدمت إلى الكنيسة، وأحدهم صافحني وقبلني، وقالي لي إنه اللواء حمدي بدين من الشطرة العسكرية، وأنا أعتذر على أنني قبلته وسلمت عليه وتصورت معاه، فقد قام بهذه الحركة لتحسين منظر المجلس العسكري"، مضيفا: "يجب أن تعرفوا أن أباكم إنسان محترم ويجب أن يقول الحق."
الله لا يكيل بمكيالين والمجلس العسكري متواطئ وفاسد
وأضاف القس: "حصلت خلال السنة الماضية أحداث غريبة، الله لا يكيل بمكيالين، ألا نحزن على أبنائنا الذين هرسوا في ماسبيرو، وفي الوقت نفسه ألا نحن على أبنائنا الذين هرسوا في شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء، ظلمة من قتلوهم.. هل يجب أن ننهي الموضوع يا جماعة."
وتابع: "لا حل إلا فينا نحن، ولن يصلح حال البلد إلا إذا صلح حال المسيحيين، وليس العكس، وليست المسألة مسألة مجتمعات حقوق أقليات وحقوق إنسان.. ربنا بنعمته جعلنا لا نجد أحدا نلجأ له (المسيحيون) في السنة الماضية أبدا، فالكل فسد، كل الجسم سقيم، وكل الرأس سقيم.. قضاء مضروب، ومجلس عسكري متواطئ وفاسد، ويريد أن يبقى في الحكم، ثم نقول فلنتغاضى لأن أيامه أفضل من أيام مبارك الفاسدة."
الاسلاميون لديهم على الأقل ضمير
وحول فوز الحركات الاسلامية الكاسح في الانتخابات البرلمانية ووصلوهم إلى الحكم، والمخاوف التي تثار لدى البعض بسبب ذلك قال القس: "لا أعتقد أنهم يمكنوا أن يكونوا أسوء من حكم مبارك، ورغم أن بينهم اتجاهات سياسية كثيرة ملتوية، ولكن على الأقل لديهم القليل من الضمير، ثم يأتي من يقول إننا نريد أن نأخذ فيزا ونهاجر إلى أميريكا وكندا.. هل يهتم أحد بأحد هناك؟ نحن ملح الأرض ونحن حائط الصد عن هذه البلد أردنا أو لم نرد."
ولإنهاء موضوع القمع والاضطهاد والقتل يأتي من يقول: "نحن خائفون لأن الاسلاميين سيطروا على البلد.. هل سيكونون أسوأ من الحزب الوطني أو أسوأ من حسني مبارك؟"
لم ألبس لباس العيد حزنا
وحول انتهاكات المجلس العسكري بحق المتظاهرين قال: "يقولون لك بلطجية.. أحمد حرارة بلطجي؟ هو دكتور في سن ابنتي، وأنا لم ألبس لباس العيد لأنني حزين عليهم.. كلبٌ مات؟ تخيلوا لو أن أحدا منكم هو من كانت أربعينية ابنه أول أمس من بين الذين داسوا عليهم وخنقوهم، أو أن ابنة واحد منكم هي التي عريت وديست في ميدان التحرير... هذا فجر، وربنا لن ينسى هذا الأمر، فدماء هؤلاء الناس صارخ من الأرض."
وأضاف مخاطبا المصلين: "هل رأيت الجثث التي وجدوها عند القناطر الخيرية وقد تحللت، ولم يتم التمكن أحد من التعرف إلى أصحابها بعد أن رماها رجال حبيب العادلي من فوق كوبري قصر النيل، لو حصل مع أحد أبنائك أمر مثل ذلك، هل ستحس، وهل لو فضح أحدهم حفيدة المشير سيسكت؟"
"نحن جئنا اليوم لنفرح بالمسيح، ولكن المسيح ليس فرحا بسبب الأولاد الذي عموا في ميدان التحرير، والبنات اللواتي التي فضحن في المتحف المصري، ثم يأتي من يقول ما شأننا، ألا دم لديك؟"
وقال أيضا: "الآدمية مفتقدة لأن القادة لا آدمية لديهم، لأنهم ملتصقون بالكرسي كما القائد الذي قبلهم وتساءل: "مما تخافون؟ تخافون من الاستشهاد؟ هل أنتم جاهزون للسماء أم لا؟"
يجب أن نقول الحق وألا نخاف
وأضاف: "ليس لي مصلحة أن أمشي ضد التيار، ولا تطلعات مادية أو مهنية لي، وقد قلت سابقا في أحد البرامج التلفزيونية إن من يده غير نظيفة لا يمكنه أن ينظف البلد، وقد صدق كلامي تماما، فمن أمسك زمام البلد بعد 11 فبراير أياديهم غير نظيفة، ولهذا فقد بأدوا يوسخون البلد."
واختتم كلامه بالقول: "الله أمين.. يا جماعة، يجب أن يقول أحدهم الحق، ولا يكفي أن نكون فرحين ليلة العيد ونأكل الفتة واللحمة، فالمسيح جاء من أجل العدل، السلام القائم على العدل، المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة، والجميع يريد سلاما ملفقا وتوازنيا، وهذا لا ينفع، فالأبيض أبيض وأسود أسود، ولو توقفنا عن قول مثل هذا الكلام، فليس فجر لنا.. إلى الشريعة وإلى الشهادة، إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر."
وأضاف: "يجب أن نقول الحق ويجب ألا نخاف، فالأبيض والأسود تاهوا في البلد، ولا نجد أحدا يمكنه أن يمسك شؤون البلد."
التعليقات