14/08/2012 - 18:06

ميشيل أيّوب.. "مسحراتي" مسيحي من المكر يوقظ إخوانه المسلمين بأداءٍ جميل

كانت مهنة "المسحراتي" قديمًا ذات قيمة كبيرة، وذلك قبل أن تتحول حاضرًا إلى مجرد مظهر شكليّ من مظاهر شهر رمضان الفضيل، إلا أنها لا زالت سارية في بعض البلدان الاسلامية.

ميشيل أيّوب..

كانت مهنة "المسحراتي" قديمًا ذات قيمة كبيرة، وذلك قبل أن تتحول حاضرًا إلى مجرد مظهر شكليّ من مظاهر شهر رمضان الفضيل، إلا أنها لا زالت سارية في بعض البلدان الاسلامية.

وليس غريبًا أن نرى شابًا أو شيخًا مُسنًّا يحمل طبلاً أو دفًّا وينادي على الناس ليوقظهم على السحور، خصوصًا الأطفال الذين ينادي عليهم بالاسم ليدخل عليهم شيئًا من البهجة والسرور، ولكن ما قد يلفت الانتباه أن يقوم بهذه المهنة شخصٌ من غير دين الاسلام خدمةً لإخوته المسلمين ومشاركةً لهم طقوسهم الرمضانيّة.

ميشيل أيوب

هذا هو حال ميشيل أيوب (32 عامًا)، من قرية المكر قضاء عكا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، حيث يتولى مهمة إيقاظ النائمين للسحور، فيتجول في أزقة البلدة القديمة في عكا قبيل الفجر مناديًا السكان ليستيقظوا ويتسحروا في رمضان، ومنشدًا نداءاته بصوتٍ جميلٍ عذب.

يقول ميشيل إنه بدأ هذه المهمة التي لا يتلقى أي أجر مقابلها منذ سبع سنوات، مضيفًا: "نسحّر كثيرين في عدة أماكن، هم أهلنا، وهذا شيء يدعو للفخر ونتشرف به".

رابط العروبة والوطن

ويعمل ميشيل في حرفة البناء خلال النهار، ويؤدي دور المسحراتي التقليدي خلال شهر رمضان، وذكر أن كثيرًا من الناس يدهشهم أن يعمل مسيحي بمهنة "المسحراتي" في الشهر الذي يصوم فيه المسلمون، ويؤكد أنه لا يرى فرق بين مسيحي ومسلم، إذ يجمعهم رابط العروبة والوطن.

ويجول ميشيل قارعًا طبله، ينشد ولا يهدف إلى ربح أو جزاء مادي، يسعى فقط إلى خلق أجواء رمضانية حميمة في مدينته رغبةً في إحياء تقاليد مستمدة من التراث تكاد تندثر في ظل طغيان مظاهر الحياة العصرية.

ولقيت مبادرة ميشيل "المسحراتي" استحسانًا من سكان القرية مسلمين ومسيحيين، كما قامت جهات اسلامية بتكريمه عرفانًا له بالجميل في هذه الخطوة التي توطّد العلاقات الأخوية في المدينة.

التعليقات