15/06/2014 - 20:36

إدمان الهواتف الذكية آفة متزايدة لدى الشباب

هل هاتفك الذكي يلهيك بسهولة؟ هل يصعب عليك الانفصال عنه؟ هل تنظر إليه باستمرار من دون سبب معين؟ ثمة خطر كبير إذن بأن تكون مدمنًا وتحتاج ربما إلى مساعدة معالج نفسي!

إدمان الهواتف الذكية آفة متزايدة لدى الشباب

هل هاتفك الذكي يلهيك بسهولة؟ هل يصعب عليك الانفصال عنه؟ هل تنظر إليه باستمرار من دون سبب معين؟ ثمة خطر كبير إذن بأن تكون مدمنًا وتحتاج ربما إلى مساعدة معالج نفسي!

في سنغافورة كما في عدد متزايد من الدول، يكافح الأطباء النفسيون من أجل الاعتراف بإدمان الهواتف الذكية على أنه اضطراب نفسي. وإلى جانب كوريا الجنوبية والصين وتايوان، يعتبر هذا البلد من أكثر الدول المهتمة بهذه الظاهرة.

وتحمل سنغافورة وهونغ كونغ الرقم القياسي الإقليمي لأكبر عدد من مستخدمي الهواتف الذكية للفرد الواحد، على ما جاء في تقرير نشرته العام الماضي شركة الاستشارات "نيلسن".

فنسبة 87 % من سكان سنغافورة البالغ عددهم 5,4 ملايين نسمة يملكون هاتفًا خليويًا ذكيًا في مقابل 65 % في الولايات المتحدة. وهم يمضون ما معدله 38 دقيقة في كل جلسة على فيسبوك، أي أكثر بمرتين تقريبا من الأميركيين على ما تقول شركة "اكسبيريان".

ويرى  الطبيب النفسي في مركز "غلين ايغلز" الطبي، أدريان زانغ، أن إدمان الإنترنت يجب أن يصنف ضمن الاضطرابات العقلية. ويوضح:"المرضى يأتون لاستشارة طبية لإصابتهم بالضغط النفسي والقلق، لكن يتبين لي أن آلية الاستمرار لديهم تقوم على ولوج شبكة الإنترنت لتصفح شبكات التواصل الإجتماعي".

ويتطرق الطبيب النفسي إلى حالة طالب في الثامنة عشرة كانت الأعراض لديه قوية جداً، ويوضح لوكالة فرانس برس: "لم يكن قد حلق ذقنه وكان نحيلاً مع شعر طويل، كما أنه لم يستحم منذ أيام عدة. كان مثل المشردين في الطرقات" في بلد حيث مستوى العيش هو من الأعلى في العالم.

وقد تعارك هذا الشاب مع والده حتى، عندما أراد الأخير مصادرة حاسوبه المحمول. وعندما قطع والده الاشتراك بالإنترنت في المنزل، هام نجله في الحي في محاولة لالتقاط تغطية لاسلكية من عند الجيران.

وفي نهاية المطاف، أدخل المستشفى حيث أعطي عقاقير مضادة للاكتئاب وتابع علاجًا نفسيًا قبل أن يتحسن وضعه.

وشهدت الطبيبة النفسية، تان هوي سيم، في عيادة "ريزيلينز مايند" في سنغافورة تطوراً في الأعراض لدى مرضاها الشباب على مر السنين. ففي حين كانت تعالج في السابق مرضى مدمنين بشكل أساسي ألعاب الفيديو، أصبت تستقبل شبابًا يدمنون شبكات التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو كذلك. وتقول باسف: "الإدمان الرقمي ليس منصوصًا عليه في كتب الطب النفسي الأخيرة كمرض، بل يشار إليه في مرفق على أنه اضطراب يتطلب أبحاثا معمقة".

"تيكست-نك" و"آي نك"

على العصيد الجسدي، يعاني عدد متزايد من الأشخاص من "تيكست-نك" أو "آي نك"، أي اوجاع في الرقبة ناجمة عن وضعية سيئة خلال استخدام الأجهزة النقالة، على ما يوضح تان كيان هيان، من المستشفى الحكومي في سنغافورة.

إزاء هذا الواقع في آسيا، فتحت دول عدة مراكز لمعالجة "مدمني" الانترنت الشباب، لا سيما في كوريا الجنوبية والصين وتايوان.

واظهرت دراسة في العام 2013 أن 7 % من سكان كوريا الجنوبية الخمسين مليونا يبدون "ميلاً مرتفعًا" لإدمان الانترنت. وترتفع النسبة إلى 20 % لدى المراهقين.

وتضم الصين حوالى 300 مركز معالجة، في حين أشارت دراسة إلى إن 24 مليون صيني يدمنون الإنترنت، على ما جاء في تقرير بثته محطة التلفزيون العامة "سي سي تي في".

وتحذر الاستاذة المساعدة للاتصالات في جامعة ينايغان التكنولوجية، تريشا لين، من استخدام التكنولوجيات الجديدة في سن مبكرة مما يضاعف خطر الإدمان والانعزال والفشل المدرسي.

أعراض الإدمان

ومن أعراض الإدمان: استحالة التوقف عن دخول الإنترنت والقلق الشديد عند الافتراق عن الهاتف الذكي، وتراجع الفعالية في العمل أو الدراسة والحاجة الدائمة الى النظر الى الهاتف.

وينبغي على الأهل الامتناع عن إعطاء الأطفال الصغار هاتفًا ذكيًا أو جهازاً لوحيًا من أجل إلهائهم أو إسكاتهم على ما تحذر هذه الخبيرة.

وتوضح: "الأمر شبيه بالتلفزيون في الماضي مع حاضنة الأطفال، لكن الوضع اسوأ الآن، لأن التلفزيون كان محصوراً بالمنزل فقط، أما الأجهزة فنحملها معنا أينما كنا".

وبلغت هذه المشكلة حداً كبيراً في سنغافورة ما دفع السلطات إلى التحضير لبرنامج توعية لأطفال المدارس الابتدائية والأهل بعنوان "رفاه افتراضي"، سيطلق في نهاية العام الحالي.

ويوضح تشونغ ايي جاي، الذي يقف خلف هذا البرنامج: "نريد أن ننبه الأهل إلى ضرورة عدم تقديم هذه الأجهزة إلى الأطفال في سن مبكرة جداً، وأن يتحلوا بالقوة لسحبها منهم".

وأطلقت مجموعة من طلاب جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة العام الماضي حملة تشجع الشباب على عدم استخدام هواتفهم بوجود الأهل.

التعليقات