19/08/2014 - 19:21

دور سينما في الهواء الطلق تقليد يوناني بامتياز

إذا شاهدت طيف هرة يمر أمام الشاشة أو سمعت صفارات سيارات الإطفاء خلال مشهد قبلة، فتأكد أنك في سينما في الهواء الطلق في اليونان، وهو تقليد متحرر من القيود سار منذ حوالي مئة عام في هذا البلد.

دور سينما في الهواء الطلق تقليد يوناني بامتياز

إذا شاهدت طيف هرة يمر أمام الشاشة أو سمعت صفارات سيارات الإطفاء خلال مشهد قبلة، فتأكد أنك في سينما في الهواء الطلق في اليونان، وهو تقليد متحرر من القيود سار منذ حوالي مئة عام في هذا البلد.

فيما يفتح المتفرجون زجاجات المشروبات الباردة ويسترخون حول طاولة، ينتقل ماثايوس بوتاغاس (86 عاما) من مكان إلى آخر بسرعة للتحقق من البكرات وتحضير جهاز البث والاهتمام ببيع المشروبات.

ويقول صاحب دار السينما "بالاس" في حي بانغراتي في أثينا "أقوم بكل شيء باستثناء التمثيل في الفيلم"، فمنذ ستين عاما يبدأ نهاره في فصل الصيف عند الساعة السابعة مساء وينتهي قرابة الواحدة صباحا مع الجلسة الثانية.

ويقول الرجل صاحب اللحية البيضاء الذي فتح والده الدار عام 1925، قبل ثلاث سنوات من ولادته، "لقد ولدت في هذه السينما".

ولم يتغير المكان منذ ذلك الحين كثيرا، ففي الطابق الأرضي قاعة مغلقة وعلى السطح شاشة في الهواء الطلق محاطة بالنبات وهو ملجأ العشاق المفضل حسب ما يقول صاحب المكان.

وتقول إيلينا باركا وهي جالسة في أحد المقاعد "سينما الصيف رومنسية، لكنها أكثر من ذلك، إنها تجربة مختلفة تماما عن القاعة المظلمة فنحن نرى السماء والقمر".

وتؤكد هذه المرأة الثلاثينية العاطلة عن العمل "الأمر الأول الذي نفكر فيه في اليونان عندما يحل فصل الصيف هو الذهاب إلى السينما في الهواء الطلق". أما جارها وهو متقاعد فيرى في ذلك ما يتجاوز السينما فهو نشاط ترفيهي يعتبر جزءا لا يتجزأ من الصيف اليوناني.

الكثير من الأماكن في أثينا وجوارها تقدم الأفلام في الهواء الطلق. فثمة 90 شرفة أو حديقة تستقبل المتفرجين اعتبارا من مطلع أيار (مايو) وتقدم عروضا يومية حتى تشرين الأول (أكتوبر). وفي هذه الأثناء توقف الكثير من القاعات المغلقة نشاطها حتى أيلول (سبتمبر).

ويوضح الصحافي ديميتري فيساس لذي وضع دليلا بكل دور السينما في العاصمة اليونانية منذ العام 1896 "في الستينات، كان في أثينا 600 دار سينما صيفية. فكانت وسيلة الترفيه بامتياز في المدن عندما كانت قلة من العائلات تملك جهاز تلفاز".

ويضيف "قطعة الأرض لم تكن تكلف غاليا وكان يكفي إعداد زاوية من مرآب وإيجاد أضواء كاشفة ولم يكن الأمر معقدا للانطلاق في هذا المجال".

وقد أدخلت تعديلات منذ ذلك الحين فبعض الدور تقترح كراس للتمدد ومشروبات كحولية متنوعة وتقنية الأبعاد الثلاثة.

إلا أن التقليد لا يزال يحافظ على أمور قديمة كثيرة مثل رائحة الياسمين والمراهم المضادة للبعوض و السجائر وأصوات المدينة المتناهية إلى مسامع المتفرجين، فضلا عن استراحة مع موسيقى والجيران الذين ينتشرون على شرفات الأبنية المجاورة بالقمصان القطنية الداخلية.

وكان حي بانغراتي يضم في ما مضى عشر "قاعات" في الهواء الطلق على ما تذكر بكثير من الحنين الشقيقتان ماريا وديا كوتيرا اللتان تملكان منذ أربعين عاما سينما "أوازيس" المقامة في باحة يكثر فيها النبات.

وتقول ديا وهي مغنية أوبرا سابقة تسكن سويسرا لكنها تعود كل صيف إلى أثينا لمساعدة شقيقتها "كان هناك دور ،لورا، ريا، تيتانيا، ليت، اركادي واخيلياس".

وتهتم ديا ببيع البطاقات تحت ملصق بالأسود والأبيض لجون واين. وتهتم ماريا التي تقيم فوق السينما ببيع المشروبات. ويهتم صديقهما الكبير يانيس بجهاز البث الإيطالي الذي يعود إلى العام 1965 ويعمل بتقنية تم التخلي عنها منذ عقود.

وتحن حسابات سينما "أوازيس" إلى سنوات الازدهار السابقة عندما كانت تسجل بيع أكثر من 80 ألف بطاقة في حين أن العدد لا يتجاوز الستة آلاف اليوم. وقد استقطبت سينما "ثيسيو" وهي الأفضل في اليونان مع منظر رائع على الاكروبوليس ، 45 ألف متفرج العام 2013.

وقد تعجز دور السينما في الهواء الطلق من عرض الأفلام الجديدة قريبا في حال تم تعميم التقنية الرقمية ما يفرض عليها استثمارات قد يصعب عليها تحملها.

 

التعليقات