25/03/2015 - 08:50

نفق في البيرو لحماية تلة تضم كنوزا اثرية

تبدو تلة بوروتشوكو كأي من المرتفعات المطلة على عاصمة البيرو، لكنها في الواقع كنز أثري يضم أكثر من ألفي مومياء، ما دفع السلطات إلى استبدال مشروع لشق طريق سريع قد يأتي على بعض الآثار فيها، بنفق داخلي.

نفق في البيرو لحماية تلة تضم كنوزا اثرية

تبدو تلة بوروتشوكو كأي من المرتفعات المطلة على عاصمة البيرو، لكنها في الواقع كنز أثري يضم أكثر من ألفي مومياء، ما دفع السلطات إلى استبدال مشروع لشق طريق سريع قد يأتي على بعض الآثار فيها، بنفق داخلي.

ويضم هذا المكان الواقع إلى الشرق من العاصمة ليما، والعائد إلى زمن إمبراطورية ألانكا مصنوعات من السيراميك ومئات المقتنيات الذهبية والفضية، إلى جانب حوالي ألفي مومياء.

وقد أصبحت هذه التلة محاصرة بالتوسع العمراني الذي تعيشه ليما، في ظل الطفرة الاقتصادية والعقارية، وقد شيدت في الآونة الأخيرة جامعة جديدة ومركز تجاري على مقربة منها.

وحتى الآن، لم تشمل أعمال التنقيب أكثر من 10% من مساحة الموقع الممتد على 76 هكتارا، لكن علماء الآثار يؤكدون أن كل منطقة بوروتشوكو "تضم معالم ومقابر وأضرحة تعود إلى ما قبل الغزو الإسباني، لم  تنقب حتى الآن بسبب النقص في الأموال اللازمة"، بحسب ما تقول كليد فالادوليد مديرة متحف بوروتشوكو لوكالة فرانس برس.

ويتقاطر السياح لزيارة القصر الواقع على التلة، والذي رمم وجهز لاستقبال الزوار بصعوبة.

لكن الزحف العمراني في ليما متواصل، فهذه المدينة ذات العشرة ملايين نسمة تسجل واحدا من أعلى معدلات النمو في أميركا اللاتينية، وبات يتعين على سلطاتها شق طرق جديدة تصل العاصمة بمناطق الأنديس وسائر مناطق البلاد.

وكان مقررا أن يشق طريق سريع يمر في مساحات في التلة الأثرية، لكن ضغط وزارة الثقافة نجح في تعطيل المشروع. واستبدل هذا المشروع بآخر وضعه مهندسون مبتكرون، ويقضي بشق نفق يخترق جوف التلة بعيدا عن سطحها الغني بالآثارات، طوله 45 مترا ويضم ثلاث طرقات، ويتوقع أن تسلكه يوميا ثمانية آلاف سيارة.

وبدأ العمل بالفعل في هذا المشروع في شهر آب (أغسطس) الماضي، ومن المتوقع أن يختتم العمل به في شهر حزيران (يونيو)، وتبلغ تكاليفه تسعة ملايين دولار.

وقال المهندس أونيريو روبليس المشرف على إنجاز شق النفق "إنه عمل هندسي بدقة عالية، مصمم بحيث لا تتضرر المقابر الفريدة من نوعها في البلاد". وأضاف "حين خططنا النفق وبدأنا بالحفر عثرنا على مومياء، فتوقفنا وأعدنا حساباتنا من جديد".

ومن التحديات المطروحة أمام هذا المشروع الحفر في الصخور بوسائل تقليدية دون استخدام المتفجرات. وكانت هذه التلة قبل أكثر من خمسة قرون مركزا دينيا وإداريا مهما لحضارة الإنكا.

ويقول ألبرتو يونيو، وهو عالم آثار في جامعة سان ماركوس، إن قمة التلة تضم قصرا آخر يعود إلى حقبة ما قبل حضارة الإنكا.

وفي ظل ضجيج الآلات وشق النفق، تأمل عالمة الآثار كليد فالادوليد بأن تتم السلطات المحلية وعودها بإنشاء متحف في الموقع يضم المومياوات المكتشفة في الموقع، وهي المجموعة الأكبر في البلاد، وأن يقام فيه مختبر لدراستها وكشف أسرارها.

وعثر على المومياوات البالغ عددها نحو ألفين في العام 2010، أثناء شق جادة في حي توباك أمارو الفقير في ليما.

ومن بين الرفات التي عثر عليها واحدة تحمل آثار طلق ناري، وهي تعود على ما يبدو إلى أول شخص قتل بسلاح ناري في القارة الأميركية. وتحمل بقايا أخرى آثار ضربات سيوف، ما يدفع الباحثين إلى الاعتقاد أن هذا المكان شهد معركة بين الإنكا والغزاة الإسبان الذين وصلوا إلى ليما في العام 1532.

وتقول فالادوليد "في الجزء الأسفل من بوروتشوكو توجد ثلاثة أهرامات مع سلالم ومقابر" داعية إلى إقامة سياج لحمايتها.

التعليقات