تصادف اليوم ذكرى ميلاد عالمة الزلازل الدنماركية إنجي ليمان الـ127، إحدى أشهر علماء الزلازل في القرن الماضي والتي سمي أحد الانقطاعات الزلزالية في باطن الكرة الأرضية على اسمها كتكريم لها على اكتشافها إياه، كذلك أطلق اسمها على كويكب.
ولد إنجي ليمان في 13 أيار (مايو) عام 1988 في مدينة كوبنهاغن الدنماركية، تلقت دراستها الابتدائية في مسقط رأسها في مدرسة مختلطة لا تفرق بين تلاميذها على أساس جنسهم، الأمر الذي عانت منه كثيرًا عند خوضها غمار العمل في محطات رصد الزلازل.
درست ليمان الرياضيات في جامعة كوبنهاغن وبعدها في كامبريدج، انتقلت بعدها إلى مدينة هامبورغ الألمانية لمتابعة دراستها، وعملت في مجال التأمين والمحاسبة حتى العام 1925، إذ اختيرت حينها لمنصب مساعد مدير مؤسسة الجيوديسيا التي أنشأت حديثًا، وبدأت تهتم بدراسة كل ما يتعلق بكرة الأرضية من حجم ومساحة والجاذبية ومتغيراتها.
وكان الهدف الأساسي لمؤسسة الجيوديسيا رصد وقياس الزلازل، لذلك أقامت ثلاث محطات رئيسية، واحدة في العاصمة كوبنهاغن واثنتين في غرينلاند، وبدأت مرحلة جديدة من حياة ليمان، حيث توجهت لدراسة الجيوديسيا والجيوفيزياء في دارمشتاد في ألمانيا.
في ذلك الحين، كان الاعتقاد السائد أن الأرض تتكون من طبقة داخلية سائلة تسمى اللب، وأخرى سائلية تسمى الوشاح، وطبقة ثالثة هي القشرة الأرضية، لكنها غيرت هذا الاعتقاد بعد بحث أجرته كان عنوانه 'P' نشرته عام 1936، وهو أقصر عنوان لبحث علمي في التاريخ، أثبتت من خلاله أن لب الأرض يتكون من نواة صلبة وطبقة خارجية سائلة تسمى اللب الخارجي وبينهما طبقة فاصلة.
وفي بحث 'P'، كانت ليمان أول من فسر موجة الوصول 'P' والتي ظهرت لسبب غير مفهوم في ظل موجة من لب الأرض كانعكاسات من النواة الداخلية، وقد اعُتمد هذا التفسير خلال 2-3 سنوات من قبل علماء الزلازل الرائدين في ذلك الوقت، مثل بينو غوتنبرغ، تشارلز ريختر، وهارولد جيفريز.
بعد عام 1953، انتقلت إنجي ليمان إلى الولايات المتحدة لعدة سنوات، وتعاونت مع موريس يوينغ وفرانك برس على التحقق من القشرة الأرضية والغلاف العلوي خلال هذا العمل، اكتشفت انقطاع زلزالي آخر، والذي يقع على أعماق ما بين 190 و 250 كم، وعادة ما يشار إليها باسم “انقطاع ليمان” تكريما للمكتشفة.
وأشار فرانسيس بيرش أن 'انقطاع ليمان' تم اكتشافه من خلال تدقيق صارم في السجلات الزلزالية التي كتبها سيد الفن الأسود التي لا يمكن لأي قدر من الحواسب الآلية أن يكون بديلا كاملا عنها.
اقرأ أيضًا: البلدات العربية في الداخل تواجه الهزات الأرضية دون جاهزية
نالت العديد من الجوائز لإنجازاتها العلمية المتميزة، من بينها جائزة جوردون وود (1960) وميدالية Wiechert إميل (1964) والميدالية الذهبية من الجمعية الملكية الدنماركية للعلوم والآداب (1965) وجائزة Tagea Brandt Rejselegatفي عام (1938 -1967) وانتخبت كزميل للجمعية الملكية في عام 1969.
كذلك حصلت على وسام وليام باوي (1971، كأول امرأة) وميدالية للجمعية الأمريكية لرصد الزلازل في عام 1977. ومنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة كولومبيا في عام 1964 ومن جامعة كوبنهاغن في عام 1968 فضلا عن العديد من العضويات الشرفية.
وأطلق على الكويكب 5632 اسم Ingelehmann على شرفها.
توفيت العالمة إنجي ليمان عام 1993 عن عمر يناهز 95 عامًا، تاركة أثرًا وبصمة كبيرين على تاريخ العلم وحضارة البشرية، في الوقت الذي كانت المجتمعات الغربية والشرقية تضيق الخناق على النساء وتمنعهن من خوض غمار مجالات العلم المتقدمة، لكن ليمان أثبتت نفسها وحجزت لنفسها مكانًا في التاريخ.
التعليقات