إيفان الرهيب... القيصر المولع بالقتل والاغتصاب

في مثل هذا اليوم من العام 1547، تمم تتويج إيفان الرهيب أول قيصر لعموم روسيا. دخل إيفان الرهيب (1530-1584) التاريخ كشخصية متباينة الصفات، يعتبر أحد أشد الحكام قسوة في تاريخ روسيا الطويل. هو قاتل ابنه ومعروف عنه طغيانه وجنونه وتعطشه للدماء.

إيفان الرهيب... القيصر المولع بالقتل والاغتصاب

إيفان الرهيب يحتضن ابنه بعد قتله للفنان الروسي إيليا ريبين (1873)

في مثل هذا اليوم من العام 1547، تمم تتويج إيفان الرهيب أول قيصر لعموم روسيا. دخل إيفان الرهيب (1530-1584) التاريخ كشخصية متباينة الصفات، يعتبر أحد أشد الحكام قسوة في تاريخ روسيا الطويل. هو قاتل ابنه ومعروف عنه طغيانه وجنونه وتعطشه للدماء.

استطاع إيفان بذكائه الحاد، جعل روسيا إمبراطورية ضخمة ومجتمعا متحضرا. شهد عهده حب القتل وسفك الدماء واجتياح أراض واسعة في سيبيريا وتتارستان وضمها إلى التراب الروسي.

خلال السنوات الأولى من حكم إيفان نعمت روسيا بسلام نسبى، حيث سعى القيصر الشاب إلى إصلاح شؤون البلاد وتطوير روسيا أسوة بباقي الممالك الأوروبية. لكن ذلك لم يدم طويلا، فمع نهاية العقد الأول من حكم إيفان بدأت البلاد تواجه تحديات مصيرية، إذ أتى الجفاف على معظم المحاصيل الزراعية وتلا ذلك مجاعة رهيبة استغلها أعداء البلاد، فراحوا يعيثون فسادا على طول الحدود الغربية لروسيا، وأقدمت السويد على إغلاق الممر المائي الوحيد للروس في بحر البلطيق، كما بدأت القبائل التترية تغير على الأراضي الروسية مجددا.

 

والقى القيصر الشاب، اللوم فيما تتعرض له البلاد على طبقة البويار النبيلة التي لم تكن تهتم سوى لمصالحها ونفوذها، وكان كره القيصر لها عميقا متأصلا، فبعد موت أبيه قاموا بقتل أمه الوصية على العرش بالسم، وكان إيفان في الثامنة من عمره آنذاك، وقد لقى معاملة قاسية من البويار بعد أن أصبحوا أوصياء على العرش محل أمه، فأضمر لهم الضغينة منذ نعومة أظفاره.

وعرف عن إيفان قسوته وشراسته في التعامل مع خصومه وأعدائه في عصره الذى اتسم بالعنف والحروب الدموية على مستوى العالم أجمع. كانت روسيا معزولة وبعيدة كل البعد عن طرق التجارة والملاحة العالمية، لذلك تركزت أهداف إيفان الرهيب على فكرة ضم البلدان المتاخمة لحدوده إلى إمبراطوريته من أجل الربط بين بحر البلطيق وبحر قزوين، وعلى الرغم من فشله في تحقيق هذا الهدف خلال حياته، إلا أنه تمكن من ضم أراض شاسعة إلى روسيا.

ويحكى أنه في أحد الأيام، الأيام انتقده أحد جنوده، فأمر القيصر بجلب زوجته وجعل عددا من الرجال يغتصبونها أمام عينيه ثم قتله. وكان إيفان مولعا بالنساء الأرستقراطيات ومولعا بمشاهدتهن يغتصبن ويتعذبن على يده ويد جنوده، وأنشأ لهذا الغرض مجموعة خاصة بتعذيب النساء من الأسر النبيلة، وكان يخطف النساء النبيلات حتى من أقاربه أمام أعين أهاليهم، ومن يعترض على أفعال القيصر كان مصيره القتل من دون رحمة، كان يخطف النساء ويغتصبهن مع جنوده ثم يقتلهن.

 

ساهمت ظروف روسيا الصعبة والحرجة، إضافة إلى غضب القيصر وكراهيته للبويار، بصياغة شخصية جديدة للقيصر ابتداء من عام 1560، حيث أصبحت شخصيته أكثر قسوة وعنفا وتعطشا للدماء، ومع نهاية عام 1564 شرع القيصر بتأسيس قوة عسكرية خاصة أطلق عليها اسم 'أوبرجنيك'، كانت تتكون من ألف مقاتل مجرد من أي شعور أو إنسانية، ولاؤهم الوحيد للقيصر، ويطيعونه طاعة عمياء، وعلى استعداد تام لفعل أي شيء من أجله، وكان القيصر يمتحن ويختبر هذا الولاء الأعمى من حين لآخر بأن يطلب منهم أن يقتلوا آباءهم أو زوجاتهم أو أصدقاءهم، وكانوا ينفذون أوامره من دون أي تردد. وعلاوة على قسوة 'الأوبرجنيك'، عرف عنهم مظهرهم المخيف الباعث للرعب والهلع بالنفوس، حيث يرتدون ملابسا سوداء طويلة تغطيهم من الرأس حتى أخمص القدم، أشبه بملابس الرهبان، وكانوا يمتطون أحصنة سوداء ضخمة، يعلقون على صهواتها رؤوسا مقطوعة لكلاب، ويضعون خلف ظهورهم مكنسة. وكانت ترمز رؤوس الكلاب للفتك بأعداء القيصر، فيما ترمز المكنسة إلى تنظيف البلاد من شرور الخونة، حتى أطلق عليهم الناس اسم 'كلاب القيصر'.

ويقال أن القيصر عامل 'كلابه' أو مقاتليه فعلا كأنهم حيواناته المدللة، حيث أخذ 300 منهم ليعيشوا معه بقلعته المعزولة، كما يقال بأنه كان يغنى لهم أثناء تناولهم لطعامهم، وكان لا يأكل حتى ينتهوا هم من الأكل، ويبقى صاحيا حتى ساعة متأخرة من الليل يسهر على راحتهم. وبهذه القوة والحشد استطاع إيفان الرهيب، والذي أطلق عليه هذا اللقب، نظرا لبشاعة جرائمه، من نشر العنف والقسوة والقضاء على البويار من خلال تقطيع أجسامهم.

 

التعليقات