أحمد الدقامسة... السجين الأشهر في الأردن

خرج الجندي الدقامسة من محبسه، فجر اليوم الأحد، بعد أن أمضى 20 عامًا فيه، وعاشت قريته ليلة فرح بخروجه وازدانت شوارعها ابتهاجًا بـ"بطلها".

أحمد الدقامسة... السجين الأشهر في الأردن

(أ ف ب)

على بعد 18 كيلومترا من محافظة إربد شمالي الأردن، تقع قرية ابدر، تلك القرية التي ارتبطت باسم الجندي أحمد الدقامسة.

الجُندي المسرّح أحمد الدقامسة حمل على مدار سنين طويلة مضت صفة السجين الأكثر شهرة في الأردن، لارتباط اسمه بعملية 'الباقورة' والتي نفذت عام 1997. تلك العملية التي قتل فيها الدقامسة سبع إسرائيليّات وجرح ست أخريات في 12 آذار/ مارس من ذلك العام.

إفادة الدقامسة أثناء جلسات محاكمته بين فيها أن سبب ما قام به ردًّا على استهزاء أولئك الإسرائيليات منه أثناء أدائه الصلاة. مبررات الدقامسة لم تقنع هيئة المحكمة، وقررت إنزال عقوبة السجن المؤبد بحقه.

والسجن المؤبد في الأردن 25 عاما، إلا أن المحكوم يقضي في العادة 20 عاما كاملة، حيث تعد 'السنة الحكمية' 9 أشهر وليس 12 شهرًا.

أصبح الدقامسة 'أيقونة' للأردنيين، وتم تأسيس لجنة شعبية للإفراج عنه، واستصدار عفو بحقه.

محاولات عدة قام بها نواب وشخصيات وطنية لتحقيق ذلك، وأضرب عن الطعام في سجنه؛ للضغط تمهيدًا للإفراج عنه، إلا أن كل تلك الطرق لم تأت أكلها وباءت بالفشل.

لم يقتصر ما قام به الدقامسة على تعاطف الشعب معه، بل تعدى ذلك إلى الحكومة الأردنية، حيث وصفه وزير العدل الأسبق حسين مجلي، بـ'البطل'، بعد تسلمه مهام منصبه بأربعة أيام، وأثناء مشاركته بوقفة مطالبة بالإفراج عنه في شباط/ فبراير عام 2011 .

ومجلي شغل منصب نقيب المحامين الأردنيين أكثر من دورة، وفاز بعضوية مجلس النواب 1989، وتوفي في تشرين الأول/ أكتوبر 2014.

ومعاهدة وادي عربة التي وقعها الأردن عام 1994 وطبيعة العلاقات الحساسة والحذرة في التعامل مع الجانب الإسرائيلي، دفعت وزارة الخارجية في أعقاب تصريحات مجلي للقول بأنها 'لا تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة الأردنية على الإطلاق'.

والدقامسة من مواليد 1972 وهو أب لثلاثة أبناء، وكان عمره 26 عاما عندما حكم عليه بالسجن المؤبد.

خرج الجندي الدقامسة من محبسه، فجر اليوم الأحد، بعد أن أمضى 20 عامًا فيه، وعاشت قريته ليلة فرح بخروجه وازدانت شوارعها ابتهاجًا بـ'بطلها'.

أحمد الذي يُعاني من مشاكل صحية ألمت به أثناء حبسه كارتفاع ضغط الدم وتصلب بالشرايين وإصابته بجلطة قلبية، عاد إلى بيته على أمل أن يعيش بقية حياته بسعادة، بعيدًا عن أسوار السجن.

التعليقات