الشعب الفلسطيني يستذكر: 17 عاما على استشهاد ياسر عرفات

في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2004، رحل أبو عمار في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة لا زال يعاني منها الشعب الفلسطيني، بفعل الاحتلال والعدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل.

الشعب الفلسطيني يستذكر: 17 عاما على استشهاد ياسر عرفات

تصادف، اليوم الخميس، الذكرى الـ17 لاستشهاد الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات. وانطلقت مسيرات وفعاليات إحياء ذكرى رحيل أبو عمار في مناطق مختلفة من محافظات الضفة الغربية المحتلة.

ففي مثل هذا اليوم، الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2004، رحل أبو عمار في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة لا زال يعاني منها الشعب الفلسطيني، بفعل الاحتلال والعدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل.

ويبقى هذا اليوم ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد خاض نضالا تحرريا في سبيل القضية الوطنية لعدة عقود، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله.

واستفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من القائد عرفات. وعلى هذا النحو، غاب الشهيد ياسر عرفات بجسده عن فلسطين، لكن إرثه النضالي ما زال راسخا لدى أبناء الشعب الفلسطيني.

وولد عرفات في القدس في الرابع من آب/ أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

ودرس عرفات في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقا.

وشارك القائد الراحل مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

وقاد أبو عمار خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما.

وحل عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.

وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين.

وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.

ووقع ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إسحاق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى غزة.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقا عليه.

يُذكر أن جائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2021 مُنِحت لبلدة بيتا كنموذج للمقاومة الشعبية.

التعليقات