الصومال: جدل حول بناء مجسم للكعبة للتحضير عمليًا للحج

ويضيف سولي (50 عامًا) وهو من أشهر الدعاة في البلاد: سوف يساهم المعهد في تعليم الحجاج القواعد والإجراءات المتبعة أثناء أداء فريضة الحج.

الصومال: جدل حول بناء مجسم للكعبة للتحضير عمليًا للحج

'لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك'، بصوت واحد يطوف صوماليون حول مجسم للكعبة، في تجربة عملية على أداء مناسك الحج قبل أسابيع من سفرهم إلى الديار المقدسة.

هنا في ساحة معهد 'الصفا' لتدريب الحجاج والمعتمرين، في حي هدن، وسط العاصمة مقديشو، أجواء روحانية، في محاكاة كاملة لمناسك الحج، بدءًا بالإحرام، ومرورًا بالطواف حول الكعبة، ثم السعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، والنزول من منى'.

المعهد الذي تم افتتاحه من قبل علماء صوماليين، في إبريل/نيسان الماضي، يتوافد إليه عشرات من المواطنين الراغبين في أداء مشاعر الحج هذا العام، لتلقي دروس نظرية وعملية، لتجنب حدوث أخطاء في الديار المقدسة، وخاصة من الذين لا يجيدون قراءة الإرشادات الخاصة بالحج.

يقول الشيخ محمود إبراهيم سولي، من علماء المعهد، تعتبر 'هذه المبادرة الأولى من نوعها في البلاد، وتهدف إلى تدريب الحجاج والمعتمرين الجدد لأداء مناسك الحج، وذلك من خلال دروس نظرية وعملية'.

ويضيف سولي (50 عامًا) وهو من أشهر الدعاة في البلاد: 'سوف يساهم المعهد في تعليم الحجاج القواعد والإجراءات المتبعة أثناء أداء فريضة الحج'.

وبحسب سولي فإن هذه الخطوة جاءت بعد أن تبين لهم وهم في الديار المقدسة، خلال الأعوام الماضية، حدوث أخطاء كثيرة من قبل الحجاج.

في الساحة حيث المجسمات التي وُضعت، يقف الشيخ سولي، يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع، يشرح للعشرات كيفية الطواف، والسعي، ورمي الجمرات وغير ذلك من مناسك الركن الأعظم من أركان الإسلام.

المعهد حرص على وضع شاشة كبيرة في إحدى قاعاته، يعرض من خلالها تسجيلات مصورة عن الحج، باللغة الصومالية المحلية، كدروس عملية.

مريمة شيخ عبدالله (45 عامًا)، تقول 'قبل المجيء إلى هذا المعهد، كنت أعتمد على دروس نظرية من خلال كتب الحج على يد أحد المشايخ، وكنت أجد صعوبة في فهم تلك الدروس، لأنني لا أجيد القراءة والكتابة'.

وتمضي قائلة: 'تلقيت في هذا المعهد دروسًا عملية ونظرية مكثفة، واستوعبت جميع شعائر الحج، وآمل أن يبلغني الله في ذلك اليوم المبارك'.

أما الستينية فاطمة حسن، فقد جاءت إلى المعهد برفقة ابنها البكر، ليتدرب معها على مناسك الحج، حيث سيكون مرافقها هذا العام للديار المقدسة.

عبدالرحمن عمر (39 عامًا)، يأمل من جانبه أن تساعده الدروس العملية التي اجتازها في أداء مناسك الحج بسلام، قائلًا: 'المعهد قدم لنا دروسًا كثيرة عن مناسك الحج، الأمر مختلف تمامًا عند عملية التطبيق، نأمل أن يساعدنا ذلك في أداء المناسك هذا العام بنجاح وسلام'.

أما عثمان أحمد في الخمسينات من عمره، والذي لم يكن يعرف الكثير عن كيفية أداء المناسك، فيحرص على الحضور إلى المعهد يومي الأربعاء والخميس، مشيرًا إلى أنه استفاد من الدروس التي حصل عليها.

واعتبر أحمد أن ما يقدمه المعهد 'فرصة نادرة بالنسبة للحجاج الجدد'.

وعند بدء موسم الحج كل عام، تُخصص شركات الطيران الصومالية الخاصة مشايخ لإرشاد الحجاج.

وبحسب اتحاد شركات الطيران الصومالية، فإن عدد الحجاج الصوماليين لهذا العام، بلغ 7 آلاف حاج وحاجة، على أن يبدأ الحجاج بالسفر في الأسبوع الأخير من شهر ذي القعدة.

ولاقى افتتاح المعهد انتقادات من قبل الكثيرين في الشارع الصومالي، معتبرين هذه الخطوة 'تجنٍ على الإسلام'.

وفي هذا الصدد كان لنا حديث مع رئيس المعهد، معلم قاسم، الذي قال إنهم واجهوا انتقادات من قبل شخصيات غير رسمية، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا أن ما يقومون به يهدف إلى التدريب على مناسك الحج مع اقتراب موسمه، لافتًا إلى أن العلماء سيصدرون قريبا فتوى لعامة الشعب، يجيزون فيها هذا الأمر.

التعليقات