ثقافة المحسوبيات في سوق العمل

تختلف المفاهيم بشأن المحسوبية (الواسطة) مع اختلاف الثقافة السائدة في كل مجتمع، حيث تكون المحسوبية أمرا محمودا من باب ازدهار الأسر والتكافل بين الأقارب، في البلدان التي تكون فيها العلاقات الأسرية قوية ومترسخة في الثقافة الاجتماعية.

ثقافة المحسوبيات في سوق العمل

تختلف المفاهيم بشأن المحسوبية (الوساطة أو الواسطة) مع اختلاف الثقافة السائدة في كل مجتمع، حيث تكون المحسوبية أمرا محمودا من باب ازدهار الأسر والتكافل بين الأقارب، في البلدان التي تكون فيها العلاقات الأسرية قوية ومترسخة في الثقافة الاجتماعية.

ويمكن رؤية بعض الجوانب الإيجابية في المحسوبيات، إذ أن الروابط العائلية تعزز ولاء الموظف، وبالتالي لا يشعر الأخير بالقلق من المنافسة مع الآخرين. بالإضافة إلى كون توظيف الأقارب أسهل وأقل تكلفة، بدلا من الإعلان عن الوظائف وفرز طلبات التقدم وإجراء مقابلات العمل.

ورغم أن المحسوبية تبدو ظاهرة منتشرة عالميا، إلا أن مواقف الناس منها تختلف من بلد لآخر بصورة كبيرة.

على سبيل المثال، واحد من كل خمسة أعضاء في البرلمان البريطاني، يوظفون أفرادا من عائلاتهم لتولي أعمالهم الخارجية. وعين رجل الأعمال الأسترالي- الأميركي، روبرت مردوخ، نجليه في منصب المدير التنفيذي لشبكته الإعلامية الإخبارية 'نيوز كورب'، وشبكة 'توينتي فيرست سنتري فوكس'. وخلفت باتريسيا بوتين والدها المصرفي الإسباني، إيميليو بوتين، في رئاسة مؤسسة سانتاندر المصرفية العملاقة.

وفي إيطاليا وإسبانيا، من الشائع جدا الحصول على وظيفة أو ترقية بسبب المعرفة والعلاقة مع المسؤولين، وليس بسبب التميز أو المهارات أو المهنية.

وكشفت إحصائية صادرة عن وزارة العمل الإيطالية، أن 61 في المئة من الشركات تعتمد على وساطة شخصية لتوظيف العاملين بها.

بينما في الولايات المتحدة، يحظر القانون الفيدرالي توظيف أفراد العائلة في الوظائف الحكومية، في حين لا يعتبر ذلك مخالفة قانونية في القطاع الخاص، حيث أن في الولايات المتحدة وبريطانيا يواجه الموظفون الذين يمنحون لأقاربهم ترقيات على حساب بقية الموظفين، دعاوى قضائية بتهمة التمييز.

وفي الصين، تتولى مؤسسة الرقابة الحكومية لمكافحة الفساد موقفا صارما ضد المحسوبية والفساد، وتركز على 'المجموعات' ذات النفوذ التي تقول الدولة إنها تتحكم في المؤسسات الكبرى.

اقرأ أيضًا| 'العسل الأسود'.. وجبة الفقراء المصرية

وبالرغم من جوانبها الإيجابية، إلا أن الممارسة اليومية للمحسوبية يمكن أن تضر بالاقتصاد بشكل عام. وفقا لتقرير الاتحاد الأوروبي الخاص بمكافحة الفساد للعام الماضي، فإن 67 بالمئة من المستثمرين يرون المحسوبية مشكلة خطيرة جدا.

وإذا كان المؤهل الوحيد للموظف هو أقاربه ومعارفه، فهذا يعني أن ذلك سيكون على حساب آخرين يمتلكون المؤهلات اللازمة للوظائف ويتمتعون بخبرة ومهارة أكبر منه في أداء وظيفتهم. وتعتبر نتائج المحسوبيات مدمرة لثقافة الشركة، لكونها تضيع فرصة وجود الأشخاص ذوي المهارات والذين يمكن أن يأتوا بأفكار جديدة لتطوير الشركة.

التعليقات