بروفايل: "الأعظم" محمد علي كلاي

فقدت الرياضة العالمية، صباح اليوم، السبت، واحدا من أساطير لعبة الملاكمة على مستوى العالم، البطل محمد علي كلاي، عن عمر ناهز 74 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض.

بروفايل:

فقدت الرياضة العالمية، صباح اليوم، السبت، واحدا من أساطير لعبة الملاكمة على مستوى العالم، البطل محمد علي كلاي، عن عمر ناهز 74 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض.

ولد كلاي في 17 كانون الثاني/ يناير 1942 في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، لعائلة أميركية سوداء من الطبقة المتوسطة، وكان يسمى في البداية كاسيوس مارسيلوس، قبل أن يعتنق الإسلام ويغير اسمه إلى محمد علي، حيث تزوج أربع مرات ولديه سبع بنات وولدين.

وحقق العديد من الألقاب الشخصية والانتصارات التي وصل إجمالها 56 انتصارا من 61 مباراة خاضها طوال مسيرته في لعبة الملاكمة، بينها 37 فوزا بالضربة القاضية.

توج بطلا للعالم في الوزن الثقيل 3 مرات، وحصد الميدالية الذهبية الأولمبية، في المقابل خسر 5 مرات فقط بينها مرة واحدة بالضربة القاضية.

بداية محمد علي في عالم الملاكمة جاءت بمحض الصدفة، حين كان وقتها يبلغ من العمر 12 عاما.

حقق عدة ألقاب على المستويين المحلي والوطني وهو دون الـ18،ونال الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية عام 1960 عن فئة وزن الخفيف الثقيل.

وفي الخامس من أيلول/ سبتمبر 1960 فاز محمد علي على البولندي زبيجنيو بيترزيكوسكي، ليحقق الميدالية الذهبية في الأولمبياد التي أقيمت بروما، وبعدها بشهر اتجه إلى عالم الاحتراف، حيث خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالا فاز فيها جميعا، من بينها 15 بالضربة القاضية.

كما حقق المفاجأة في شباط/ فبراير 1964 بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة وقتها سوني ليستون، ليتوّج بلقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلا حينها رقما قياسيا كأصغر ملاكم ‏(22 عاما‏) يحقق لقب البطولة.

وبعد ذلك الانتصار التاريخي، أعلن اعتناقه الإسلام عام 1965، وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي، ليتعرض لوابل من السباب، واتهم بالعنصرية والتسبب في خيبة آمال لبلاده، وأصبح منبوذا من البعض.

وقف محمد علي أمام الجميع وحافظ على اعتناقه الديانة الإسلامية، ولكن صدمة جديدة حلت على الأسطورة، والسبب الجيش الأميركي، عندما كانت البلاد وقتها في حالة حرب ضد فيتنام، وتم استدعاء محمد علي للانضمام إلى كتيبة الجيش الأميركي في الحرب.

ولكن المفاجأة الكبرى جاءت من محمد علي نفسه الذي أعلن في 28 نيسان/ أبريل 1967 رفضه الانضمام إلى الجيش الأميركي "لأسباب دينية"، ليعاقب على إثرها بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية إلى جانب تغريمه 10 آلاف دولار، ومنعه من ممارسة الملاكمة لمدة 3 سنوات.

وعلى الرغم أنه نجح في الخروج من السجن بكفالة إلا أنه بقى بعيدا عن اللعبة مع زيادة الغضب من بعض الجماهير تجاهه لتهربه من الخدمة العسكرية.

وفي عام 1970 تم إلغاء حكم الإدانة، وعاد محمد علي لممارسة الملاكمة في نفس العام ليواجه الأمريكي جو فريزر، في نزال أطلق عليه "مباراة القرن"، حيث يعود سبب التسمية لعدم تعرض أي منهما لأي هزيمة.

في البداية فاز جو فريزر وحقق اللقب عام 1971، بعدها تواجها من جديد في 1974 بلقاء إعادة وفاز كلاي، ثم مواجهة ثالثة في نفس الإطار عام 1975 فاز فيها كلاي مجددا .

وفي هذا الوقت أيضا تواجه كلاي ضد الأميركي جو فورمان، في واحدة من أقوى المباريات عبر التاريخ، وتم تسميتها بـ"مواجهة الغابة"، نظرا لإقامتها في زائير.

بعدها خسر اللقب في عام 1978، لصالح الأمريكي ليون سبينكس، قبل أن يعود بعدها بـ7 أشهر ويفوز عليه ويستعيد اللقب، ليصبح أول ملاكم يحصد اللقب 3 مرات، وفي عام 1981 اعتزل الملاكمة وقد كان عمره 39 عامًا.

وبالنسبة لمرضه ووفاته، أصيب محمد علي كلاي في عام 1984 بداء باركنسون "الشلل الرعاشي"، وتدهورت حالته الصحية في عام 2005 بشكل ملحوظ، وتوالت بعدها نكساته الصحية، حيث يمضي فترة من الوقت كل سنة في مستشفى في مدينة فينيكس بولاية أريزونا.

ونُقل في شباط/ فبراير 2013 إلى المستشفى، وصرّح شقيقه رحمن علي لصحيفة نيويورك أنه في حالة حرجة، وقد يرحل في أيّ لحظة، قبل أن تنفي ابنته ذلك، كما عانى من التهاب في الرئة والمسالك أُدخل على إثره المستشفى عامي 2014 و2015.

وفي الثاني من حزيران/ يونيو 2016 أدخل كلاي للمستشفى مجددا بسبب مشكلة في التنفس، وبعدها أكّدت الصحف والقنوات العالمية بأن الملاكم الأسطوري يحتضر فعلاً، وأن عائلته تتجهز لإجراء مراسم الدفن بعدما أعلن الأطباء أنه على وشك الموت قبل أن تُعلن وفاته صباح اليوم، السبت.

اقرأ/ي أيضًا | ردور فعل: محمد علي كان عظيما داخل الحلبة وخارجها

التعليقات