غيبوبة لاجئ ... بين "ديجافو الثورة" ورصاص الانقلاب

غيبوبة لاجئ ... بين

عمر درويشة

نداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الناس عبر القنوات التلفزيونية للخروج إلى الشوارع ضد الانقلابيين، اعتبره الشقيقان السوريان عُمر خالد درويشة وشقيقه حسّان "قضية عدالة وحرّية وإنسانية لا تخص الأتراك فقط"، الأمر الذي دفعهما للمشاركة في الاحتجاجات "وفاءً لدين كبير على عاتق السوريين تجاه تركيا".

لم يسلم عُمر، ذو الواحد والعشرين عامًا، من نيران الانقلابيين خلال مشاركته إلى جانب الأتراك في الدفاع عن الحرّية والديمقراطية تلبية لدعوة أردوغان، وسط أجواء وصفها شقيقه "حسّان" بأنها "كانت أشبه ببدايات الثورة السورية".

وفي حديث للأناضول، أفاد حسّان أن أخاه عُمر أُصيب بجروح بالغة جراء إطلاق الجنود الانقلابيين النار صوب المتظاهرين، أمام مبنى رئاسة بلدية إسطنبول ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز الحالي، ودخل على إثر ذلك في غيبوبة لم يَفق منها حتى اليوم.

حسّان قال: "ذهبنا إلى المنطقة التي تقع فيها مديرية الأمن في حي الفاتح لفهم مجريات الأحداث في تلك الليلة، ثم مشينا مع حشود المواطنين الأتراك صوب المبنى الرئيسي لبلدية إسطنبول في الحي ذاته، وتفاجأنا بمجموعة جنود تحيط المبنى بأكمله، عندها بدأوا بإطلاق النار تجاه الحشود".

حسّان أضاف، أن الجنود حاولوا تفريق حشود المتظاهرين عبر إطلاق النار ما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص، لكنهم فشلوا في فضّ الاحتجاجات، مضيفًا: "توجّه أخي عُمر إلى المقدمة لتسجيل الأحداث وتوثيقها، ثم بدأنا نحن بنقل المصابين مع أصدقائي إلى مناطق تواجد السيارات، كان ذلك أشبه بالشهور الأولى من الثورة السورية، حيث أطلق جنود النظام السوري النار صوب أناس يبحثون عن الحرية".

واصل عُمر تسجيل الأحداث عبر جهاز فيديو – بحسب حسّان – ثم وصلت فرق القوات الخاصة، التابعة للشرطة، واندلعت اشتباكات بينهم وبين الجنود الانقلابيين في المنطقة التي شهدت ازدحامًا كبيرًا من المواطنين المتظاهرين، فيما بعد بدأ الناس بمساندة قوات الشرطة للتقدم أكثر نحو الجنود.

وتابع حسّان: "حاولت البقاء قريبًا من أخي عُمر، وفجأة بدأ الانقلابيون بإطلاق نار كثيف جدًا، ما أدى إلى تفريق الحشود، حينها اختفى عُمر وبقية الأصدقاء، ولم أتمكن من العثور عليهم لمدة طويلة، ولم يردّ عمر على الاتصالات، ثم جاء أحد أصدقائي، وأبلغني بأن عُمر أصيب وتم نقله إلى المستشفى".

 سارع حسّان درويشة إلى المستشفى للاطمئنان على حالة أخيه، لكن الأخير كان قد أصيب بجروح بالغة في ظهره، لذلك وضعه الأطباء في غرفة العناية المركزة، ولا يزال حتى اليوم في حالة غيبوبة عميقة في الغرفة ذاتها.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن"، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

اقرأ/ي أيضًا| تونس: إضراب عام احتجاجًا على مقتل مهرب بنزين

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

 

التعليقات