احتفت الصحف السودانيّة بالنبأ، وأبرزته على صفحاتها الأولى، وبالطبع وصل صيته إلى الدول المجاورة للسودان، قبل أن تصل صور الحرب والمجازر الدائرة في دار فور وجنوبيّ السودان لوكالات الأنباء؛ أمّا الخبر فهو: ميسي منح الرئيس البشير قميصه تعبيرًا عن تقديره الأخير له.
الصحف التي نشرت الخبر لم ترجع لمصدره كي تتأكد من صحته، خصوصًا أن ميسي لم ينشر صورًا على صفحته، ولم يذكر موقع النادي الكتالوني شيئًا عن ذلك، لا عن تقدير للبشير ولا عن زيارة 'مبعوثة' لها إلى السودان، لكن صحف المعارضة والناشطين في الوطن العربيّ فعلوا، وهنا كانت المفاجأة.
ممثلو أسطورة كرم القدم، ميسي، نفوا في بيان لهم أيّ معرفة بالسيدة التي أهدت البشير قميصًا، فقالوا في بيان نشرته قناة BeIn في وقت متأخر من مساء أمس الأول، الأحد، ذلك، مؤكدين أنهم لم يقدّموا للرئيس السوداني أيّ هديّة.
وجاء في البيان 'إن محامي النجم الدولي قد بدأوا في استقصاء الحقائق بهدف اتخاذ إجراء قانوني ضد المخالفين'، كما نفى برشلونة في وقت سابق للصحافي السوداني، الأمين الخير، علمه بإهداء قميص ميسي للرئيس البشير، ونفى أي صلة له بالسيدة التي ادعت أنها مفوضة من اللاعب لتقديم قميصه رقم 10 للرئيس السوداني، الذي تلاحقه محكمة الجنايات الدولية.
لكن من تكون هذه السيّدة؟
السيّدة التي قامت بإهداء القميص للبشير ليست سوى المسؤولة في قسم العلاقات الخارجيّة بشركة لندنية للترويج للفرص الاستثماريّة، إليسا بلاسكو، تركّز نشاطها في أفريقيا وآسيا، وهنا مربط الفرس، إذ زارت بلاسكو البشير السودان غرض التعريف بالدليل الذي أعدته وتسليم نسخة منه لوزارة الاستثمار، وخلال الزيارة طلبت ترتيب مقابلة مع الرئيس السوداني بغرض عرض نتائج بحث آفاق الاستثمار السوداني وتسليمه نسخة من الدليل'، وفقًا لما قاله المتحدث باسم البشير لموقع الجزيرة.
واستدرك السكرتير الصحافي قائلاً إن الزائرة سبق أن تواصلت مع اللاعب ميسي ليهدي قميصاً موقعاً منه لرئيس السودان، وتجاوب فورياً لهذا الطلب، وتم إهداء القميص للرئيس خلال هذا اللقاء.
اقرأ/ي أيضًا | دارفور.. الحق على الشيطان
والشركة، بالفعل، قامت بنشر صورة لمبعوثتها إلى السودان وهي تقدّم الكتاب للبشير مرفقًا بقميص ميسي، ما يعني أن الشركة هدفت، من خلال الترويج لميسي والبشير، بالترويج لكتابها الجديد.
والبشير وطاقم مستشاريه وقعوا ضحيّة لشركات الترويج!
التعليقات