الشخصية المستفزة... أقصر الطرق للتوتر الزوجي

الشخص المستفز هو ذلك الشخص الذي يهدف إلى إثارة شيء ما في نفس الطرف الآخر من خلال القول أو الفعل، فهو يعلم جيدا الأشياء التي تهيج وتزيد من عصبية الشخص الذي أمامه

الشخصية المستفزة... أقصر الطرق للتوتر الزوجي

الشخصية المستفزة من أصعب الشخصيات التي يمكن أن يتعامل معها الإنسان، فهي دائما ما تتعامل مع المواقف والأمور ببرود تام، بل وتعمل على استفزاز الآخرين في الوقت الذي يكونون فيه أكثر توترا وعصبية، وقد يكون هذا الاستفزاز طريقة الشخص الخاصة للتعبير عن برود مشاعره، وهناك من تكون تلك هي شخصيته الطبيعية وأسلوبه في التعامل مع الآخرين.

الشخص المستفز هو ذلك الشخص الذي يهدف إلى إثارة شيء ما في نفس الطرف الآخر من خلال القول أو الفعل، فهو يعلم جيدا الأشياء التي تهيج وتزيد من عصبية الشخص الذي أمامه، فيبدأ بفعل هذه الأشياء لإثارته واستفزازه، ويرجع هذا إلى حالة سلوكية سلبية بداخله، وقد يكون صاحب الشخصية المستفزة ليس لديه ثقة في نفسه، فيلجأ إلى هذه الأفعال للفت الانتباه أو لإثبات تميزه على الآخرين، وربما يكون الاستفزاز بشكل عفوي دون قصد من الشخص.

وعن كيفية التعامل مع الشخصية المستفزة، يقول عمرو علي، خبير التنمية البشرية: من  الضروري التحلي بالهدوء والرزانة، وذلك في حالة ارتكابه أشياء مستفزة ومثيرة للعصبية، لأن العصبية في هذا الوقت لن تفيد شيئا، فعلينا أن نفكر بطريقة إيجابية وليست سلبية، وتبتعد عن الأفكار الحادة التي قد تؤدي إلى حدوث أزمات في العلاقة بين الزوجين، مشيرا إلى أنه يجب أن نغفر للشخص المستفز هذا التصرف المزعج، لأن من الممكن أن يكون لديه أسباب هي التي جعلته يفكر بهذا الأسلوب، لذلك يجب على الطرف الآخر أن يكون أكثر عقلانية في التصرف مع الشخص المستفز خصوصا أنك أنت المستهدف في هذا الأمر، ولا تجعله يتحكم في تصرفاتك أو ردود فعلك من خلال طريقته، كذلك عليك عدم السماح للآخرين بأن يتدخلوا في طريقة تعاملك معه، لأن هذا الأسلوب قد ينتج عنه تبعات كثيرة ضارة، ولا يجعلك شعورك السلبي أمام ذلك الشخص المستفز شخصا ضعيف الشخصية.ويضيف خبير التنمية البشرية: هناك نوع من الاستفزاز يعتمد فيه الشخص على أن يقلل من شأن الطرف الآخر أو يضعه في تصنيف معين بهدف التقليل من شأنه، وهو ما يجعله أكثر عرضة للنقد ويزيد بطبيعة الحال من تكثيف الجهود لكي يحشد الآخرين ضده من أجل أن يهزمه ويسرب له عدم الثقة، كما قد يكون الاستفزاز غير مقصود لأن هذا الشخص يكون مستفزا بطبعه وأسلوبه، أما عن الشخصيات القابلة للاستفزاز والتي يمكن إثارتها بسهولة، وتكون الشخصية الانفعالية أو التي لا تتمتع باتزان انفعالي، وكذلك الشخصيات التي لا تحب الغموض، لافتا إلى أن التجاهل أحد الوسائل الفعالة التي يمكن استخدامها للتعامل مع الشخص المستفز وتجنب الدخول معه في حوار، والتهميش قد يكون حلا لأن هؤلاء الأشخاص لا تجدي معهم أساليب الإقناع، وفي تجاهله احتفاظ بالقيمة المعنوية للإنسان.

هذا وأشارت دراسة أمريكية متخصصة، إلى أن الرجال والنساء غير متطابقين فيما بينهم سواء كانوا في حالة عشق أم لا، وإذا تمتع أحدهما بالشخصية الاستفزازية، فإن الخلافات بين الزوجين ستكون نتيجة طبيعية وجزء من الحياة، لا سيما بعد أن تنتهي مرحلة العشق اللاهب وتتحول إلى الواقعية في العلاقة ويكتشف كل منهما الآخر وطباعه وأسلوبه في الحياة، مؤكدة أنه لابد ألا تتعدى المشادات الكلامية التي تقع بين الزوجين الحدود المسموح بها في العلاقة لأن ذلك من شأنه أن يأخذ بالعلاقة إلى الهاوية ويهدد استمرارها لذلك لابد من تنقية الأجواء في الأسرة بدون الضرر بالعلاقة الزوجية، بالإضافة إلى تجنب الإهانات التي قد تقع بين الزوجين على حد سواء، من حيث تجنب توجيه الإهانات إلى بعضهما البعض واستخدام الكلمات النابية، لأن ذلك يترك جروحا في النفس، تكون فجوة متزايدة بين الشريكين.

وأضافت الدراسة: أن تعامل الشخص المستفز بلا مبالاة يجعل أي إنسان يستفز إلى أن يصل إلى حد الانفجار دون النطق بكلمة واحدة عن طريق إظهار اللامبالاة أو عن طريق تقديم ردود فعل باردة.

اقرأ/ي أيضًا| فرنسا: صدام وعنف إثر حظر المايوه الشرعي

وبحسب الدراسة، فإن بعض الأشخاص يلجؤون إلى هذه الطريقة الاستفزازية لمعاقبة الشخص الآخر، وهذه الطريقة تدل على أن الشخص لا يريد التفاهم والوصول إلى حل، ولكنه يستمتع بتقديم العقاب بطريقة فاخرة، وتعتبر هذه سياسة المستفزين في علاقاتهم الاجتماعية، مما يجعل الهدوء أنجع الوسائل للتعامل معه وكبت شهواته الاستفزازية.

التعليقات