جربة التونسية... واحة من الجمال والتاريخ

تحظى تونس بالعديد من المناطق الطبيعية الخلابة، التي تستحوذ على إعجاب السيَّاح والزائرين، ومن هذه المناطق جزيرة "جربة"، التي تبعد حوالي 520 كيلو مترًا عن العاصمة تونس، وتُعتبر من أكبر الجزر التونسية.

جربة التونسية... واحة من الجمال والتاريخ

تحظى تونس بالعديد من المناطق الطبيعية الخلابة، التي تستحوذ على إعجاب السيَّاح والزائرين، ومن هذه المناطق جزيرة 'جربة'، التي تبعد حوالي 520 كيلو مترًا عن العاصمة تونس، وتُعتبر من أكبر الجزر التونسية، ويمكن الوصول إليها إما بالطائرة أو عبر القنطرة الرومانية أو بالعبَّارات.

وتتميّز 'جربة' بعمارتها الفريدة ومساجدها المتميّزة، وتُنتشر بها غابات النخيل والزيتون والبساتين، كما أن طقسها مُعتدل طوال العام، وهي تحتضن تاريخ ثلاثة آلاف عام من الحضارات المتعاقبة، وبالجزيرة شواطئ رملية ساحرة، وتوجد بها استراحات للسياحة، تتميّز بطرقات عصرية وفنادق فخمة على أحدث طراز، ومُنتجعات استشفائية مُخصصة للسياحة العلاجية، وتحوط بها مجموعة من المتاحف والأبراج القديمة، وقرية 'كلالة' العتيقة بقبائها المتميزة.

ويوجد بها عدد من المعالم الأثرية والتاريخية، أبرزها برج 'الغازي مصطفى'، الذي يعود تاريخه للقرن الخامس عشر الميلادي، حيث بناه السلطان الحفصي 'أبو فارس عبد العزيز'، الذي انتقل عام 1432هـ للجزيرة لمواجهة الحملة الإسبانية، التي كان يقودها الملك الأرجوني ألفونس الخامس.

وفي عام 1560، احتل الجيش الإسباني البرج لمحاربة الأتراك، لكن الأخيرين بالتعاون مع أهالي جربة استطاعوا هزيمتهم بعد شهرين من الحصار، ولما سيّطر الملك 'رغوث' على الجزيرة، كلّف أحد أعوانه وهو القائد 'غازي مصطفى'، بتسيير شئون الجزيرة وترميم البرج، ولما احتل الفرنسيون تونس عام 1881م تدهور البرج، لكن القوات الفرنسية غادرته عام 1903م، ثم اعتبرت الحكومة التونسية هذا البرج تعليمًا تاريخيًا وطنيًا، أما متحف كلالة، فهو عبارة عن مركب ثقافي ضخم، ويهتم بالفنون التقليدية والصناعات اليدوية والعادات الشعبية والكنوز التراثية، وتبلغ مساحته أربعة آلاف متر مربع، ويتكوّن من مجموعة من الأجنحة، يحتضن كل جناح محور، يهتم بالأفراح التونسية والأساطير والخرافات والفسيفساء، وتتوزّع المعروضات داخل كل جناح على سلسلة ضخمة من المشاهد المتكاملة.

>> مهرجانات

وتنظّم الجزيرة عِدة مهرجانات سنوية، منها مهرجان 'الفخار'، الذي يُقام في منطقة 'قلالة'، التي تُعد واحدة من أهم القرى التونسية المتخصصة في صناعة الفخار بمختلف أحجامه وألوانه، ومهرجان الغوص لتصوير الأحياء المائية في أعماق البحر بمنطقة 'أجيم' بالجزيرة، كما يوجد مهرجانات للسفن الشراعية والتزحلق على الماء.

ولا تقتصر روعة الجزيرة على شواطئها الخلابة فقط، بل تتميّز بكساء نباتي وجبال ذات طابع فريد ومُتنوّع، وتصطف أشجار النخيل على جانب الطريق المؤدي للساحل الغربي لها، ويطل مسجد 'سيدي جمور' الصغير بلونه الأبيض المميّز من بين تلال الجزيرة.

وينحدر سكان الجزيرة لخليط من العرب، الذين أتوا مع السيطرة الإسلامي على شمال إفريقيا والبربر السكان الأصليون الذي كان مُعظمهم يشتغل بالزراعة أو الرعي، وكانوا يسكنون في منازل من حجارة الطين أو القش، ويلبسون ملابس من الصوف والجبة، ويحلقون رؤوسهم ولا يغطونها بشيء.

ويوجد بالجزيرة سياحة الموانئ، التي تنظمها عدد من الشركات الخاصة، التي تقوم بتسيير رحلات يومية لجزر 'رأس الرمل'، التي تبعد حوالي 15 كيلو مترًا عن جزيرة جربة، ويستمتع السائحون بمشاهدة الدلافين، وهي تخرج من المياه وتداعبهم، كما يوجد بالجزيرة طائر 'الفلامنجو' ذي اللون الأحمر الجميل، وطيور النورس بأصواتها العذبة.

ويوجد بجربة مطار دولي يستوعب 2 مليون مسافر سنويًا، كما يوجد قطار سريع بين المدن التونسية، مثل تونس والمرسى وقرطاج وسيدي بوزيد، وتمتد الخطوط الحديدية لتونس على مسافة ألفي كيلو متر.

>> استرخاء

تُعتبر جزيرة جربة مثالًا رائعًا للاسترخاء، كونها تحضن الكثير من المنتجعات والفنادق الأكثر تميّزًا في تونس، كما تتمتّع الجزيرة بمناح جاف صيفًا ومعتدل شتاء، المطر أمر نادر الحدوث والمعدل اليومي لأشعة الشمس هو ثماني ساعات في فصل الشتاء وأحد عشر في الصيف، وتتراوح مُعدلات درجات الحرارة اليومية من 32-33 في الصيف، ومن 10- 16 درجة في الشتاء، مُعظم الفنادق لديها شاطئ خاص مع مظلات للتشمُّس، وتشمل الخدمات على شواطئ جربة في مرافق الرياضات المائية وركوب الجمال، ومُشاهدة الحدائق الخلابة، وبعض الأماكن الأثرية التي يرى فيها الشائح تاريخًا شاملًا لجربة وثقافتها الجميلة، مع إمكانية ركوب الدراجات الرباعية على طول البحر عبر الكثبان الرملية، كما يوجد مراكز الغوص، لأي شخص يحب الغوص مُنفردًا، أو بجوار الدولفين الأزرق.

يوجد على جزيرة جربة أكثر من عشرة آلاف من أشجار النخيل الواقعة، قبالة الساحل الجنوبي الشرقي من البر التونسي، وتُعتبر الجزيرة مقصدًا سياحيًا بالنسبة للفرنسيين والألمان الإيطاليين والتشيك، وبسبب روعة الجزيرة، فقد حوّل مُنظمي الرحلات السياحية الإنجليزية وجهتهم إلى جربة، للاستمتاع بصيف حار وشتاء مُعتدل، لاسيما وأن البنية التحتية لأماكن الإقامة في الفنادق مُتنوّعة، سواء في الفنادق أو المنتجعات على طول 15 كيلو مترًا من الشاطئ الشمالي الشرقي من الجزيرة إلى حومة السوق المُزدحم بالسيَّاح والسكان المحليين لشراء السلع.

اقرأ/ي أيضًا | في حمام الشط حاولوا اغتيال عرفات... التونسيون يتذكرون

التعليقات