الشيف صفدي لـ"عرب 48": للمطبخ العربي نكهة خاصة

أصبح المطبخ العربيّ في الآونة الأخيرة منفتحًا على غيرهِ من المطابخ العالميّة، إذ بات لا يقلّ أهميّة عن المطبخ الإيطاليّ والفرنسيّ وغيرهِ من المطابخ الشهيرة، إذ نجد اقبالاً واسعًا من غير الأجانب على الطعام الشرقيّ بكافة أصنافه.

الشيف صفدي لـ"عرب 48": للمطبخ العربي نكهة خاصة

أصبح المطبخ العربيّ في الآونة الأخيرة منفتحًا على غيرهِ من المطابخ العالميّة، إذ بات لا يقلّ أهميّة عن المطبخ الإيطاليّ والفرنسيّ وغيرهِ من المطابخ الشهيرة، إذ نجد اقبالاً واسعًا من غير الأجانب على الطعام الشرقيّ بكافة أصنافه.

 ويقصد بالمطبخ العربيّ منطقة بلاد الشام وتركيا والأمازيغ والأقباط وغيرهم من شعوب المنطقة، وعن هذا الموضوع أفاد الشيف في مطعم ديانا، دخل صفدي لـ'عرب 48'، أنّ 'مأكولات بلاد الشام عُرفت بتنوعها بكافة المواسم، وتختلف مع الأفراح والأتراح وما يميزني كإنسان عربيّ هو طعامي وتقاليدي التي تربيت عليها منذ الصغر، وبعضها اندثر وما عادت الناس تعلم عنه شيئًا'.

وتابعَ صفدي أنّ 'هناك نقاشًا تاريخيّ حول أصل المأكولات العربيّة، هل هي تركية أم عربيّة خالصة، أم مزيح ما بينهما؟'، وفي هذا أفاد صفدي أنّ 'المطبخ التركيّ أثّر بالمطبخ العربيّ بشكلٍ كبير، حتى في الأسماء هناك أصل تركيّ ككلمة 'محشي' و'مخشي' و 'أوزي'، وبهذا، على الأرجح، هي ليست مأكولات عربيّة، فالطعام العربيّ اعتمد أساسًا على حشو الخضار وليس اللحوم، أما المطبخ التركيّ فاعتمد على حشو اللحوم، وهذا تأثير من الثقافة التركيّة، فأصبحت مأكولاتنا محشوّة باللحوم كالرقاب والفخذ للخراف والدجاج'.

الشيف دخل صفدي

 وقال صفدي عن المطبخ الفلسطينيّ الأصيل، إنّ 'المطبخ الفلسطينيّ اعتمد على الأعشاب والبقوليّات بجميع أنواعها، كالخبيزة والعلت والسبانخ، وهذا تأثير الجانب الاقتصاديّ'، مسترسلاً أنّ 'المطبخ العربيّ لا يقلّ أهميّة عن أي مطبخ عالميّ آخر، فله مركباته التي لا تجعل من المطبخ الفرنسيّ أو الإيطاليّ أفضل منه، ولكل مطبخ مميزاته، والمطبخ الإيطاليّ تحديدًا متأثر بالمطبخ الشرق أوسطيّ، والفرنسيّ مازال متقوقعًا في طعامه التقليديّ جدًا، ولكنهم لا يستحدثون سوى الأشكال'.

العرب من شبه الجزيرة العربية اعتمدوا، بالأساس، وبشكلٍ كبير، على نظامٍ غذائي جيّد يتكون من التمور والقمح والشعير والأرز واللحوم، مع التنويع فيها، بالإضافةِ إلى الاعتماد الكبير على منتجات الحليب كالزبادي، واللبنة، مثل سائر شعوب الجزيرة العربية، الذين تجولوا في أنحاء العالم العربي، فأدى ذلك إلى نشر المذاق العربي أينما حلّوا، استنادًا للمعلومات.

وعن اقبال الغرب على المطبخ العربيّ، أجاب صفدي، أنّه 'في الآونة الأخيرة أصبح هناك انفتاح على المطبخ العربيّ والشرق أوسطيّ، كسورية ولبنان وفلسطين، وحتى الأجانب يقبلون على المطعم العربيّ، ومنهم من يتصل بي شخصيًا من العاصمة الألمانية، برلين، للاستفسار حول كتب الطهو العربيّ'.

وفي هذا السياق، يذكر صفدي أنّه قام بإصدار كتاب تحت عنوان 'بلدي'، كتاب مكوّن من أربعة فصول، كلّ فصلٍ فيه يتناول المواسم المختلفة، وماذا يطهو المجتمع العربيّ في كل موسم، ويتناول الكتاب كلّ المأكولات العربيّة والشرقيّة في منطقةِ الشام بشكلٍ خاص.

وأضاف أنّ 'الهدف من هذا الكتاب هو توثيق للمأكولات العربيّة الفلسطينيّة التقليديّة، التي حرصت على وضعها دون أن أنسى أيًّا منها، وهي بالأساس مأكولات بلاد الشام في الأفراح والأتراح والمناسبات كافّة'، وعلى الرغم من أنّ صفدي يجيد طهو أكثر من مطبخ إلّا أنّه اختار توثيق المطبخ الشرقيّ.

وقال إن 'الكتاب يشرح طريقة صنع كل صنف من الطعام الشرقيّ مع توضيح وتفسير بالمقادير والمراحل بشكل مفصّل، وقد استغرقت كتابته عامان بكوني كنت أنتظر الفرص المناسبة والملائمة في المواسم المختلفة لأوثقها، كمواسم الخضار والطعام، وفي الكتاب كلّ ما هو فلسطينيّ تقليديّ ومتوارث مع تأثيرات ما حدث من تغييرات على هذه الأرض'.

اقرأ/ي أيضًا | صابون الناصرة: صناعة تقليدية أصيلة بزيت الزيتون

واختتم أنّ 'الكتاب يتناول جميع الأطعمة العربيّة ابتداءً من المحاشي والطبخ المنزليّ والأعشاب والبقوليات والحبوب، وكلّ المأكولات النصراويّة التقليديّة بكون مدرستي الأولى للمطبخ كان منزلي النصراويّ، وعن تسمية الكتاب 'بلدي' فهو بسبب حبي لمدينة الناصرة'.

التعليقات