مشاهد "ملطخة بالدم"... 4 قصص حزينة من تفجير الكاتدرائية

قال بيتر إنه سارع بمجرد سماعه دوي الانفجار ركض إلى قاعة النساء لإنقاذ أمه وشقيقته، لكنه وجدهما "أشلاء ممزقة وسط كراسي وأخشاب محطمة.

مشاهد "ملطخة بالدم"... 4 قصص حزينة من تفجير الكاتدرائية

(رويترز)

وقفت السيدة فيري، واحدة من بين الناجين من حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع صباح أمس، الأحد، شرقي العاصمة المصرية، تتأمل ما حدث وهي غير مصدقة أن الإرهاق الذي حل بها في الصباح وأجبرها على العودة إلي منزلها، كان سبباً في نجاتها، وأولادها الثلاثة، من موت محقق.

وبعد سماعها أنباء التفجير الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة 49 أخرين، حسب حصيلة رسمية، عادت فيري (32 عاما) إلى الكنيسة البطرسية، وهناك قالت: 'لقد أنقذني القدر أنا وأطفالي الثلاثة، فبعد أن أنهيت صلاة الليل، ومكثت داخل الكنيسة حتى الثامنة صباحًا، شعرت بإرهاق شديد ما دفعني للعودة إلى المنزل”.

وأضافت: 'سمعت بخبر التفجير من وسائل الإعلام فور عودتي للمنزل، فعدت مسرعة للكنيسة لأتابع الحادث وأطمئن على أصدقائي”.

قريب منها، لكن بملابس ملطخة بالدماء، وعيون لم تجف من الدموع وجسد يرتعش، وقف بيتر يسترجع ذكريات الساعة الماضية التي فقد خلالها أمه وشقيقته مع عشرات غيرهما كانوا يؤدون الصلاة.

وقال بيتر إنه سارع بمجرد سماعه دوي الانفجار ركض إلى قاعة النساء لإنقاذ أمه وشقيقته، لكنه وجدهما 'أشلاء ممزقة وسط كراسي وأخشاب محطمة”.

وأضاف: 'فقدت السمع لبعض الوقت بسبب صوت الانفجار القوي، كما أصبت بانهيار عصبي ما زلت أعاني منه حتى الساعة'، قبل أن يعود ويكرر 'فقدت أمي وشقيقتي في ثوان معدودة”.

وداخل مستشفى 'دار الشفا' القريب من الكنيسة، كانت صرخات ذوي الضحايا تغطي على كل شيء، وبالكاد قالت سيدة في العقد الثالث من العمر، إنها فقدت في هذا التفجير 'شقيقتها التي لم يمر على عرسها سوى عام واحد'، ثم أضافت بصوت تخنقه العبرة 'ليس لي في الدنيا غيرها بعد وفاة أبي وأمي منذ فترة وجيزة'، مشيرة إلى أنها تتمنى 'القصاص العاجل من الإرهابيين والقتلة'، على حد وصفها.

أما الطبيبة نيفين عادل، فكانت تعد نفسها لإتمام امتحان الدبلومة الأخير في جامعة 'عين شمس'، عندما انطلقت لتأدية صلاة الأحد في الكنيسة البطرسية، لكن القدر لم يمهلها حتى تكمل صلاتها وتؤدي امتحانها، حيث أصابت إحدى شظايا الانفجار رأسها وقتلتها على الفور.

وقال الطبيب ياسر الحفيظ بعد وصوله نبأ وفاة عادل، من أمام مستشفى الدمرداش الجامعي: 'كانت جاية في القداس رغم إنها عندها امتحان دبلومة في عين شمس. كنا زمايل جدا وبناخد مع بعض دروس المراجعة ونمتحن سوا، وبكره كان آخر يوم في الامتحانات”.

ونعت نقابة الأطباء، الدكتورة نيفين عادل. وقالت وكيل النقابة منى مينا: 'كانت رايحة تصلي بس للأسف الغدر مأمهلهاش'، مقدمة التعازي لأسرتها وزملائها.

ومع صباح أمس، الأحد، استهدف تفجير بعبوة ناسفة الكنيسة البطرسية (الملاصقة للكاتدرائية الأرثوذكسية)، ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا و49 مصابا، وفق حصيلة نهائية لوزارة الصحة المصرية.

ويعد هذا الهجوم أول تفجير على الإطلاق يشهده محيط الكاتدرائية الأرثوذكسية، المقر الرئيسي الكنسي للمسيحيين الأرثوذكس، الذين يمثلون العدد الأكبر من المسيحيين في مصر.

وحتى مساء الأحد، لم تتبن أي جهة الهجوم.

التعليقات