في عهد ترامب... أميركا للأبيض المتطرف

"ما ردده ترامب حول اعتزامه طرد 11 مليون مكسيكيا خارج الولايات المتحدة، وما قاله بخصوص المسلمين، جعل حركة اليمين البديل تعتقد أنها وجدت من يتحدث لغتها".

في عهد ترامب... أميركا للأبيض المتطرف

(أ.ف.ب)

تكتسب حركة "اليمين البديل"، وهي آخر تجليات القوميين البيض في الولايات المتحدة، منذ فوز الجمهوري، دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأميركية، يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مزيدا من القوة، معتمدة خطابا يقوم على تفوق العرق الأبيض وكراهية الأجانب.

وأصبحت حركة اليمين البديل، التي تدعي أن الولايات المتحدة هي للبيض فقط، تظهر بشكل أكبر للعيان بعد فوز ترامب (70 عاما) بالرئاسة، على حساب منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

ويمثل الإيمان بتفوق العرق الأبيض، وكراهية الأجانب، الأسس الرئيسية لأيديولوجية هذه الحركة، التي تستخدم رموز النازيين الجدد، وتتخذ مواقف صريحة ضد الأقليات، ولا سيما المسلمين، في الولايات المتحدة.

"اليمين البديل"

استخدم رئيس معهد السياسة الوطنية، اليميني المتطرف ريتشارد سبنسر، عام 2010 تعبير "اليمين البديل"، للمرة الأولى أمام الرأي العام.

ويطلق هذا المصطلح على القوميين الأميركيين البيض، الذين يعتبرون التيار القومي المحافظ الحالي غير كافٍ، ويعتقدون بضرورة تطوير خطاب أكثر قوة.

وأصبح معهد السياسة الوطنية، الذي أسسه عام 2005، اليمينيان المتطرفان، وليام ريجنري وصامويل فرانسيس، مقصدا للقوميين الأميركيين البيض خلال الأعوام الأخيرة.

وخلال الأعوام من 2010 إلى 2015، حاولت حركة "اليمين البديل" لفت نظر الرأي العام عبر شعارات من قبيل "أميركا دولة للبيض"، و"لا مكان للأقليات" و"البيض الذين يمثلون 60% من السكان لا يلقون الاهتمام الكاف".

واعتبرت الحركة أنها عثرت على داعم قوي، منذ أن أعلن ترامب خوضه سباق الترشح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.

تحية للنازية في واشنطن

بقوة، عادت جدالات "القومية الأميركية البيضاء" إلى ساحة النقاش في الولايات المتحدة، بعد أن أدى المشاركون، في اجتماع حضره سبنسر ومؤيدوه في واشنطن الأسبوع قبل الماضي، التحية للنازية، ورددوا هتافات: "فليحيا ترامب، ليحيا الشعب، ليحيا النصر".

وبعد أيام، قال سبنسر في اجتماع مشابه في تكساس: "لقد انتصرنا، علينا الآن أن نعيد تعريف أميركا. في النهاية فإن أميركا هي للبيض".

وقال رئيس مركز دراسات اليمين بجامعة كاليفورنيا بركلي، لورنس روزينثال، إن "ما ردده ترامب حول اعتزامه طرد 11 مليون مكسيكيا خارج الولايات المتحدة، وما قاله بخصوص المسلمين، جعل حركة اليمين البديل تعتقد أنها وجدت من يتحدث لغتها".

ومضى روزينثال قائلا إن "جزءا من الخطاب الذي يستخدمه ترامب شجع على صعود الحركات العنصرية البيضاء، التي تمتلك تاريخا طويلا في الولايات المتحدة... وشعار ترامب القائل: أميركا للأميركيين.. منح كثيرا من الشجاعة للمجموعات العرقية البيضاء المتطرفة".

وأثار اختيار ترامب للمدير السابق بموقع "برايتبارت" الإخباري، اليميني المتطرف، ستيف بانون، في منصب كبير المخططين (المستشارين) الإستراتيجيين في البيت الأبيض، كثيرا من ردود الفعل داخل الحزب الجمهوري وخارجه.

ويمتلك بانون (62 عاما)، معتقدات يمينية متطرفة، وهو معروف بتعصبه القومي للأميركيين البيض، ولديه علاقات وثيقة مع حركات اليمين المتطرف الأوروبية.

وبذلك التعيين، وفق روزينثال، "خطى ترامب خطوة في اتجاه إضفاء الطابع المؤسسي على مجموعات اليمين المتطرف، حيث ستحقق تلك المجموعات خلال شهور ما كانت تطمح له منذ عام 1920، بأن يصبح لها امتداد في البيت الأبيض عبر بانون".

إلا أن روزينثال يرى أنه "من غير الصحيح اعتبار ترامب يميني متطرف بسبب تعيين قام به". ورغم ذلك يشعر أبناء الأقليات، إضافة إلى الليبراليين، بالقلق والانزعاج لوجود شخص مثل بانون في البيت الأبيض.

اقرأ/ي أيضًا | القوميّة الجديدة

ويتهم سياسيون حاليون وسابقون وفنانون ورياضيون وكتاب وغيرهم ترامب بأنه "عنصري معادي للمسلمين والأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى"، وهو ما شجع، على حد قولهم، العديد من الجماعات العنصرية على تبني خطابه.

وخلفا لإدارة الرئيس الحالي (الديمقراطي)، باراك أوباما، تتسلم إدارة ترامب الحكم، إثر تنصيبه رسميا، يوم 20 كانون الثاني/يناير المقبل، ليبدأ ولاية رئاسية من أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

 

التعليقات