حلب... وقديما ساراييفو وغروزني

بعد معارك دامت لأكثر من أربع سنوات، تعيد حلب التي باتت على وشك السقوط بأيدي النظام السوري، مدينتي ساراييفو وغروزني اللتين كانتا محاصرتين إلى الذاكرة.

حلب... وقديما ساراييفو وغروزني

(رويترز)

بعد معارك دامت لأكثر من أربع سنوات، تعيد حلب التي باتت على وشك السقوط بأيدي النظام السوري، مدينتي ساراييفو وغروزني اللتين كانتا محاصرتين إلى الذاكرة.

ساراييفو

في نيسان/أبريل من عام 1992، أوقع حصار قوات صرب البوسنة والذي استمر إلى 1995، أكثر من 10 آلاف قتيل، وكان بينهم أكثر من 1600 طفل، ليكون هذا الحصار من أكثر الأحداث مأساوية في الحرب الطاحنة التي دارت بين الصرب والمسلمين والكروات.

وكانت شهادات وصور تمّ التقاطها خلال هذا الحصار، صدمة للعالم بأسره، بعد قتل القناصة للناس أمام أعين الجنود الدوليين العاجزين عن حمايتهم.

وقال أستاذ جامعي اتصلت به وكالة فرانس برنس، "نقل الجرحى إلى المستشفى ينطوي على مخاطرة كبيرة، لأنّه فور خروج شخص من المبنى يصبح هدفًا للقناصة والميليشيات التي تنتشر أمام الحواجز، بحيث تمنع الناس الوصول"، وأضاف الأستاذ الجامعي، بعض الخطوط الهاتفية كانت لا تزال تعمل في الحي، وهذه كانت صلتنا الوحيدة مع العالم".

أمّا في 15 تموز/يوليو، قرب جسر يعبر نهر ميلياكا في الساعة العاشرة والنصف صباحًا، شوهد طفل يتراوح عمره ما بين 8-10 سنوات، ممددًا على الأرض على جانبه والدماء تسيل من رأسه، حيث استهدفه قنّاص يتمركز في أحد المنازل الصغيرة ذات الأسقف الحمراء فوق إحدى التلال القريبة.

وكان صرب البوسنة قد أطلقوا في 22 تموز/يوليو، أكثر من 3700 قذيفة على ساراييفو وضواحيها، حسب مراقبين للأمم المتحدة، إذ كانت هذه إحدى عمليات القصف الأكثر ضراوة منذ بدء الحصار على هذه المدينة.

وفي العام 1994، تسببت قذيفة بسقوط 68 قتيلًا، في سوق ساراييفو المركزيّة، وقال أدي فاغلر الذي شهد هذا الحدث "بالتأكيد نتعرض للخطر لمجرد وجودنا هنا... لكننا تخطينا مشاعر الخوف منذ زمن، علينا أن نحضر لأننا في كلّ الأحوال محكوم علينا بالموت، لكننا لا نعرف متى وأين سنقتل"، وقال محمد كوريتش "لا يمكننا البقاء في منازلنا.. إننا بشر، نعلم أنّها لن تكون المجزرة الأخيرة، ونعلم أيضًا أنّ الأسرة الدولية ستنتقل إلى قضايا أخرى بعد إداناتها وخطاباتها الرنانة".

غروزني

كانت عاصمة الشيشان الصغيرة في القوقاز الروسي، قد تعرّضت للدمار التام خلال شتاء 19990-2000، وذلك جراء عمليات القصف الروسية، لاستعادة غروزني من الانفاليين الشيشانيين.

والمعركة المرعبة استمرت من 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1999، وحتّى شباط/فبراير 2000، وهو التاريخ الذي تمّ فيه رفع العلم الروسي في عاصمة الشيشان.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأميركيّة، قد اعتبرت أنّ الأسرة الدولية لم ترق إلى مستوى مسؤولياتها للرد على المجازر التي حدثت في الشيشان.

وروى سكّان من المدينة قد لجأوا إلى جمهورية أنغوشيا الروسيّة، حياتهم التي وصفوها بالجحيم في التاسع من كانون الثاني/يناير عام 2000.

تقول روزا موفلايفا "عشنا ثلاثة أشهر في قبو بارد دون تدفئة ومياه، ولم نجازف أبدًا للخروج منه"، وأضافت أنّ الجثث "بقيت ملقاة في الشارع لأسبوع، لم نتمكن من الخروج لدفنها بسبب رصاص القناصة، كان الجرحى يموتون أيضًا في الشارع لأنّ أحدًا لم يتمكن من إسعافهم"، مشيرة إلى أنّ القصف كان متواصلًا، مع توقف لمدة 10 دقائق.

وقال علي مناييف "هناك جثث في كلّ مكان، بدأ السكان يأكلون الكلاب والقطط، عندما لا تريدون الموت جوعًا، فليس لديكم أيّ خيار آخر".

أمّا عمر سعيدلاييف، قال "دمرت كافة المباني تقريبا، والمباني الأخرى تحترق، كنا نستخدم الفرش والأغطية القذرة بالتناوب، لكن في جميع الأحوال لم يكن بمقدورنا النوم من شدة القصف".

التعليقات