الحمالون على الحدود العراقية... لقمة ممزوجة بالثلج والدم

يجد القرويون على جانبي الحدود، أنفسهم مضطرين للعمل في نقل البضائع، بسبب الطبيعة الجبلة والوعرة غير الصالحة للزراعة في منطقتهم، وكل ما يجنوه بعد الكد طوال النهار، هو مبلغ لا يكاد يتعدى الـ 6 دولارات.

الحمالون على الحدود العراقية... لقمة ممزوجة بالثلج والدم

(الأناضول)

يعمل القرويون، الذين يسعون لتأمين قوت يومهم، بمهنة نقل البضائع في المنطقة الحدودية بين الإقليم الكردي شمال العراق وإيران، في ظروف صعبة، حيث التساقط الكثيف للثلوج وتحديات الجغرافيا الصعبة.

تمتد المعابر الحدودية، التي تسمح لسكان المنطقة على جانبي الحدود بنقل البضائع دون أن تسمح بعبور الأفراد والعربات، على طول الحدود بين الإقليم الكردي شمالي العراق وإيران.

القرويون على جانبي الحدود، يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في نقل البضائع، بسبب الطبيعة الجبلة والوعرة غير الصالحة للزراعة في منطقتهم، وكل ما يجنوه بعد الكد طوال النهار، هو مبلغ لا يكاد يتعدى الـ 6 دولارات أميركية.

وينقل الحمالون الإيرانيون، من الإقليم الكردي إلى إيران، أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية، وبينها الهواتف، ويتم السماح للبضائع بالدخول عبر المنافذ الحدودية بعد فحصها من قبل حرس الحدود الإيراني.

معبر "حاج عمران – تمارجين" الحدودي، الذي يتبع قضاء "جومان" بمحافظة أربيل (عاصمة الإقليم الكردي)، هو أحد المعابر الممتدة على طول حدود الإقليم مع إيران، والذي يسمح لسكان المنطقة بتبادل البضائع مع سكان قضاء "بيرانشهر" بمحافظة أذربيجان الغربية الإيرانية.

في منطقة حاج عمران الحدودية، التي تصل فيها كثافة الثلوج لأكثر من متر، يتجمع مئات الحمالين القادمين من منطقتي جومان وبيرانشهر، لتحميل البضائع الثقيلة لصالح التجار على جانبي الحدود.

يسمح المعبر للحمالين بالمرور لمرة واحدة فقط في اليوم، ما يدفهم للسعي إلى رفع أكبر كمية ممكنة من الأحمال الثقيلة لكسب المزيد من المال في سبيل توفير حياة أفضل لهم ولعوائلهم.

يبلغ عدد العاملين بحمل البضائع في إيران قرابة 4 آلاف شخص، فيما يبلغ عددهم في الإقليم الكردي نحو 100 شخص، وتتراوح أعمارهم ما بين 16 و70 عامًا.

يحمل الحمالون البضائع، التي يتم شحنها من أربيل إلى حاج عمران، على أكتافهم وظهورهم، ثم يتم نقلها إلى الأراضي الإيرانية، في ظروف صعبة سيما مع تدني درجات الحرارة في فصل الشتاء.

وقال أحد الحمالين من الإيرانيين، طالبًا عدم نشر اسمه، إنهم ينقلون على ظهورهم حمولة يتراوح وزنها ما بين 100-150 كيلوغرام، مسافة تبلغ حوالي 5 كيلومترات، وصولاً إلى السيارات، لكي يكسبوا مقابل ذلك نقودًا يؤمنون من خلالها قوت يومهم.

وأضاف العامل الإيراني أنه يعمل 5 أيام فقط في الأسبوع في حمل البضائع، مقابل يومية تبلغ 6 دولارات أميركية.

وأشار العامل: "لدي عائلة مكونة من زوجة وأربعة أطفال، إيران تعاني من أزمة اقتصادية وظروف معيشية صعبة، أمام كل هذه التحديات والمسؤوليات، أجد نفسي مجبر على العمل في هذا المجال لمدة 5 أيام في الأسبوع، رغم تقدّم العمر ومعاناتي من انزلاق غضروفي".

ولفت العامل الإيراني، أنه ما من وظيفة أخرى يمكنك القيام بها في المنطقة، وأن الفقر والعوز وضيق الحال أجبره على هذا العمل الصعب والشاق.

ونوه العامل الإيراني إلى أن خطورة هذا العمل لا تكمن في البضائع الثقيلة، التي يتم نقلها عبر الحدود، إنما في الجبال الوعرة والتضاريس الصعبة للمنطقة، إضافة إلى خطر الانهيارات الثلجية.

وقال: "فقدت 4 من أصدقائي جراء انهيارات ثلجية في المنطقة الحدودية".

التعليقات