صناعة القطين الفلسطينية مهددة بالزوال

باتت صناعة القطين (التين المجفف) مهددة بالاندثار في بلدة سلواد الواقعة شرق رام الله، والتي تشتهر باسم بلدة التين والقطين، إذ لم يعد يعمل بهذه الصناعة سوى الأخوين تيسير وعبد الرحمن حامد، رغم أن هذه البلدة تعد موطن هذه الصناعة.

صناعة القطين الفلسطينية مهددة بالزوال

باتت صناعة القطين (التين المجفف) مهددة بالاندثار في بلدة سلواد الواقعة شرق رام الله، والتي تشتهر باسم بلدة التين والقطين، إذ لم يعد يعمل بهذه الصناعة سوى الأخوين تيسير وعبد الرحمن حامد، رغم أن هذه البلدة تعد موطن هذه الصناعة.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، يبدأ عبد الرحمن حامد في جني ثمار التين الناضجة والتي يُطلق عليها اسم "الذُبيّل" في إشارة لنضوجها.

وتعلم حامد منذ أن كان في سن السادسة من عمره، مهنة صناعة القُطين، وقال "إنها مهنة قديمة، كان غالبية أهالي البلدة يعملون بها، لم يتبقَ أحد اليوم سوى أنا وأخي".

وعن صناعة التين المجفف يقول إن "الأمر لا يحتاج إلى الكثير، نجني الثمار كثيرة النضج، ونعرضها للشمس لمدة ثلاثة أيام، ثم تحفظ في أكياس بلاستيكية قبل البيع".

ويضيف "بعد فترة زمنية، غير محددة، يمكن بيع القُطين بعد تنظيفه بمسحه بالزيت، وشبكه بخيوط كالقلائد".

ويسوِّق "حامد" القطين في الأسواق الفلسطينية المحلية، لكنه يقول إن "منتجه هدية قيِّمة للمغتربين". وتابع أن "هناك مغتربون فلسطينيون في الولايات المتحدة ودول أخرى يطلبون المنتج، كونه منتج يدوي وبلدي".

ويجني "حامد" ثمار التين من مزارع عديدة في بلدته "سلواد". وقال إن "الزحف العمراني والتقدم تسبب في انقراض أشجار التين، لا يوجد اليوم سوى عشرات أشجار التين في حقول البلدة، بينما في السابق كانت تنتشر المئات والآلاف من أشجار التين".

وتعرف بلدة سلواد، التي تعد واحدة من أكبر بلدات محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، ببلدة "التين والقُطين"، لكثرة إنتاجها لهذه الثمرة.

الشقيق تيسير حامد، أشار إلى أن عملهم في صناعة "القُطين" تقليد سنوي في فصل الصيف.

ويقارن عمله اليوم بالسنوات السابقة قائلا "كانت عائلات كاملة تعتاش من شجرة التين وصناعة القُطين، حيث يتم مبادلة القطين بالقمح والشعير والخضروات مع بلدات أخرى في الضفة الغربية".

ويضيف أن "اليوم لا أحد يهتم، الناس تعمل في الوظائف والتجارة". وقال "سابقًا، وفي فصل الصيف، كانت تخرج نحو 30 حافلة محملة بالتين لقطاع غزة"، في إشارة إلى كمية الإنتاج الوفيرة.

ويعمل حامد مزارعًا موسميًا، بحسب قوله، حيث يبيع ثمار التين والزيتون والسمسم والخضروات البعلية، "التي لا تحتاج لمياه الري".

ولفت إلى أن منتجهم يواجه منافسة "القُطين" المستورد للأسواق الفلسطينية.

وتابع "لكن ما يميز المنتج المحلي جودته، وقدرته على البقاء سليمًا لنحو سبع سنوات بعد تجفيفه".

ويميِّز المتسوق الفلسطيني المنتج المحلي من المستورد، من طريقة بيعه، حيث يباع المحلي على شكل "قلائد" (الثمار مشكوكة بخيوط معا).

وعلى أطراف بلدة سلواد ينثر تيسير وعبد الرحمن حامد، ثمار التين على الأرض، ويتركانها لنحو ثلاثة أيام لتجف تماما، ويقلبانها يدويا.

ويقول تيسير حامد إن "المهمة ليست بالسهلة، كل حبة تحتاج مراحل عدة لتصبح جاهزة، تقطف تنظف وتنثر لتجفف، ومن ثم تمسح بالزيت وتُشَك قلايد قبل أن تعرض للبيع".

ويباع الكيلو الواحد من القطين البلدي بنحو 30 شيكل، في بلدة سلواد، بينما يباع بأسعار مرتفعة بمدينة رام الله، وقد تصل في بعض المحال التجارية إلى 100 شيكل.

وللقطين أنواع عدة، بحسب نوع شجرة التين، فمنه السوادي، والبياضي والموازي والسباعي والخروبي وغيرها.

 

التعليقات