"دقيقة الصمت" ما أسبابها وكيفية تطورها

تتجلى مظاهر الحزن بطرق رمزية ومختلفة لدى كل فئة في العالم بحسب انتماءاتها الدينية والاجتماعية، إلا أن "دقيقة الصمت"، قد نجحت في توحيد الجميع في إظهار حزنهم وتعاطفهم بشكل جماعي، فمن أين بدأت هذه الطريقة وما هي أسبابها؟

(أ ف ب)

تتجلى مظاهر الحزن بطرق رمزية ومختلفة لدى كل فئة في العالم بحسب انتماءاتها الدينية والاجتماعية، إلا أن "دقيقة الصمت"، قد نجحت في توحيد الجميع في إظهار حزنهم وتعاطفهم بشكل جماعي، فمن أين بدأت هذه الطريقة وما هي أسبابها؟

وتضاربت الروايات حول تاريخ دقيقة الصمت، وكيف أصبحت تقليدا عالميا، إلا أن أحدث رواية وأقربها للحقيقة، رواية المؤرخ الفرنسي باتريك بوشرون.

حيث يرجح بوشرون، إلى أن فكرة دقيقة الصمت قد بدأت في البرتغال، وتحديدا في العاشر من شهر فبراير/شباط سنة 1912، عندما توفي الديبلوماسي البرازيلي "جوسي ماريا دا سيلفا بارانيوس" بعد معاناته مع الفشل الكلوي.

دا سيلفا، كان يتمتع بشعبية كبيرة عند البرتغاليين، لأنه كان من أكبر الشخصيات الداعمة للثورة البرتغالية وساند إقامة الجمهورية البرتغالية بدل النظام الملكي، مما تسبب في موجة حزن عارمة عند وصول خبر وفاته إلى مدينة لشبونة، جعل رئيس مجلس الشيوخ آنذاك يقرر تخصيص عشر دقائق كاملة حزنا على روح الفقيد.

المؤرخ الفرنسي بوشرون، دأب لسنوات طويلة في محاولة لمعرفة نشأة هذه الظاهرة، وفسر ذلك على أنه أسلوب يحذف جميع الفروق الدينية بين الحاضرين، وبالتالي فإنه طريقة "لا دينية" توحد جميع الأشخاص المتواجدين في التجمع، وتمكنهم من إظهار حزنهم وتعاطفهم بدل قيام معتنق كل ديانة بالصلاة على طريقته في التجمع نفسه.

انتقلت دقيقة الصمت من البرتغال، إلى بريطانيا، حيث انتهجت هذه الخطوة سنة 1919، حزنا على أرواح الجنود القتلى في الحرب العالمية الأولى، حين تم اقتراح تخصيص خمس دقائق في البداية، إلا أن الملك جورج الخامس قرر أن هذه المدة طويلة واختار أن يتم العمل بدقيقتين فقط بدلا من ذلك.

بعد ذلك انتقلت دقيقة الصمت، إلى فرنسا، حين أعلن الرئيس ريموند بوين كاري بتاريخ 25 من شهر تشرين أول عام 1919 تخليد الذكرى السنوية الأولى للنصر على المانية.

منذ ذلك الحين، انتشرت دقيقة الصمت حول العالم، وبدأت تسود شيئا فشيئا لدى أوساط شعبية، إلى أن باتت أبرز مظاهر الحزن والتعاطف حول العالم.

التعليقات