تعيين 299 امرأة "مأذونات شرعيات" بالمغرب

قرر العاهل المغربي محمد السادس في كانون الثاني/يناير الماضي، بعد استشارة المجلس العلمي الأعلى، وهي أعلى مؤسسة دينية رسمية، السماح للمرأة، لأول مرة، بالعمل بمهنة "عدل" التي تعنى بتحرير عدد من العقود أبرزها عقود الزواج والطلاق وقسمة الإرث.

تعيين 299 امرأة

أول مرة يسمح للنساء بالتوجه إلى هذه المهنة (الأناضول)

أعلنت وزارة العدل المغربية عن تعيين 299 امرأة "مأذونات شرعيات"، وأتى ذلك في أعقاب نتائج مسابقة التوظيف في مهنة المأذون الشرعي التي أجريت بالمغرب، حيث سمح للنساء لأول مرة المشاركة في المنافسة والتوجه لهذه المهنة، دلت النتائج أن النساء تمكن من الظفر بأكثر من 37 % من إجمالي مقاعد الناجحين، في أول مرة يسمح للنساء بالتوجه إلى هذه المهنة.

وتمارس النساء في المغرب جميع المهن القضائية باستثناء مهنة المأذون الشرعي، وهو بمثابة موثق يشهد على صحة عقود الزواج والميراث والمعاملات التجارية والمدنية، ويعمل تحت وصاية القضاة في مختلف محاكم البلاد.

تمثل النساء 40% من نحو 19 ألف مرشح تنافسوا على 800 وظيفة جديدة لمأذونين شرعيين تم اختيارهم "بناء على الاستحقاق وبدون أي تمييز إيجابي لصالح النساء"، كما أوضح مسؤول بوزارة العدل المشرفة على المباراة، والتي تجري بالتزامن في سبع مدن.

وسبق أن قرر العاهل المغربي محمد السادس في كانون الثاني/يناير الماضي، بعد استشارة المجلس العلمي الأعلى، وهي أعلى مؤسسة دينية رسمية، السماح للمرأة، لأول مرة، بالعمل بمهنة "عدل" التي تعنى بتحرير عدد من العقود أبرزها عقود الزواج والطلاق وقسمة الإرث. ومهنة "العدل" من المهن القضائية التي تمارس في إطار مساعدي القضاء.

بفضل هذا القرار تقف اليوم إلهام (25 سنة) قادمة من مكناس بين المرشحين لاجتياز الامتحان، موضحة "لم يخطر ببالي أن أصبح يوما ما مأذونة شرعية، لكن عندما صدر القرار اعتبرته فرصة لأجرب حظي بما أنني درست الحقوق".

وتقول رفيقتها سارة (25 سنة) الآتية بدورها من مكناس مبتسمة: "كان قرارا منصفا، ويعبر عن تقدم ملموس نحو مزيد من المساواة بين النساء والرجال".

وتشير كريمة (25 سنة) الى أنها لم تفكر قط في ممارسة هذه المهنة لولا فتح باب توليها أمام النساء، وتقول الشابة المقيمة بالرباط بينما تبحث عن رقم مقعدها على لائحة معلقة ببهو الكلية، "درست القانون الخاص وأنوي اجتياز كل مباريات المهن القضائية مثل المحاماة أو التوثيق، وعندما سنحت فرصة مباراة المأذونين الشرعيين أردت اقتناصها".

ولا تستبعد بشرى (32 سنة) القادمة من مدينة أبي الجعد أن تواجه المأذونات الشرعيات صعوبات وتحفظات في بيئة محافظة.

وتتوقع بشرى التي درست القانون الخاص وتغطي شعرها بوشاح أبيض مرتدية سروال جينز وسترة خفيفة "أن المجتمع سيكون متفهما، لأن النساء يشتغلن بجدية أكثر وانتاجيتهن في العمل أفضل".

 

التعليقات