ازدهار صناعة النبيذ تعيد مستثمرين لبنانيين إلى وطنهم

عاد اللبناني ماهر حرب إلى بلده لبنان، مدفوعا بالإمكانات الواعدة في صناعة النبيذ والحنين إلى وطنه، إذ ترك وظيفته الاستشارية في باريس عام 2010 وزرع كروم العنب في أرض عائلته غير المستغلة منذ الحرب الأهلية.

ازدهار صناعة النبيذ تعيد مستثمرين لبنانيين إلى وطنهم

(أ ب)

عاد اللبناني ماهر حرب إلى بلده لبنان، مدفوعا بالإمكانات الواعدة في صناعة النبيذ والحنين إلى وطنه، إذ ترك وظيفته الاستشارية في باريس عام 2010 وزرع كروم العنب في أرض عائلته غير المستغلة منذ الحرب الأهلية.

وبدأ مصنع نبيذ "سبت" الذي أسسه حرب في إنتاج النبيذ المعتق، وذلك بعد سبع سنوات من عودته، ويتطلع الآن إلى التصدير لعدد من الدول الأوروبية.

ويمثل حرب (36 عاما) جزءًا من صناعة النبيذ الآخذة في الازدهار في لبنان، والتي تعيد الحياة إلى أرض أهملت أثناء الحرب الأهلية، بين عامي 1975 و1990 وموجات الهجرة بسبب الأوضاع الاقتصادية، والتي تساهم بإعادة المهاجرين اللبنانيين وأموالهم إلى البلاد.

وقال حرب من فوق التلال المطلة على بلدة البترون الساحلية إن "التخلي عن مسيرة مهنية في أوروبا أمر صعب جدا"، وأكد أن دافعه كان حبه للأرض.

ويعتبر نجاح هذا القطاع التجاري نموذجًا للقطاعات الأخرى المتطلعة للتصدير، خصوصا في ظل حالة ركود النمو الاقتصادي والديون التي تثقل كاهل لبنان والجمود السياسي.

ويقع لبنان، الذي تعود صناعة النبيذ فيه إلى عهد الفينيقيين، في الجنوب قليلا عن معظم الدول الأخرى المنتجة للنبيذ بالنصف الشمالي للكرة الأرضية، لكن الجبال المشرفة على ساحله الحار الرطب تتيح الجو المناسب لنمو الكروم.

وزاد عدد مصانع النبيذ منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان، من عدد محدود إلى نحو 45 شركة وعدد قليل من المنتجين على نطاق محدود.

ويتنامى الاهتمام العالمي بالنبيذ اللبناني، لكن الإنتاج لا يزال منخفضًا، إذ يتراوح سنويا بين ثمانية ملايين وتسعة ملايين زجاجة مقارنة مع ما بين خمسة مليارات وستة مليارات زجاجة تنتجها إيطاليا، أكبر منتج للنبيذ في العالم. كما أن تكاليف الإنتاج مرتفعة.

لذلك يسعى المنتجون إلى إيجاد هوية تسويق مميزة للنبيذ اللبناني، وفق جودته وليس كميته.

وقال حرب إن "النبيذ اللبناني ذو جودة عالية بالفعل لكن ينقصه التميز".

ويأمل المنتجون أن تعكس هذه الهوية التنوع الجغرافي في لبنان، بصنع أنواع من النبيذ تحمل المذاق الفريد له.

وقال الطبيب الذي درس الطب في الولايات المتحدة ومؤسس مشارك في شركة "فرتيكال 33" التي تزرع الكروم بأنحاء سهل البقاع وباعت أول نبيذ تجاري لها عام 2017، عيد عازر إن المنافسة تحتاج إلى التميز وإنه "لا يمكنك أن تبهر شخصا لديه أفضل أنواع النبيذ في الكوكب بآخر من نوع ’شاردونيه’".

وأضاف "كل مصنع للنبيذ يجب أن يكون لديه حكاية ليسردها".

ويتطلع المنتجون إلى تكثيف زراعة أنواع محلية من العنب، بهدف صنع هوية لبنانية للنبيذ المصنوع منها، والاستغناء عن أنواع العنب الشهيرة المستوردة غالبا من فرنسا.

وقال مدير شركة "شاتو سان توماس" جو أسعد توما، إنه "عندما نروج للنبيذ اللبناني في أوروبا أو كندا أو أمريكا يسألوننا إذا كنتم في لبنان تصنعون النبيذ منذ أكثر من 4000 سنة، لماذا تستخدمون العنب الأجنبي ولا تستخدمون العنب اللبناني؟"

وتصنع عائلة توما العرق من عنب العبيدي المحلي منذ 130 عاما، وثبت من التحليل الجيني أنه محلي أصلي.

وأنتجت "شاتو سان توماس" أول زجاجة نبيذ مصنعة بالكامل من العنب العبيدي عام 2012. وتنتج شركتا "سبت" و"فرتيكال "33 نبيذا من العنب العبيدي الخالص أيضا.

التعليقات