في الضفة "الزيتون السنة شلتونة".. ولم يسلم من اعتداءات المستوطنين

اتجه مع ساعات الفجر الأولى اليوم الجمعة، المزارع الفلسطيني، محمد الزبن نحو كروم الزيتون في بلدة بورين، بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وشهد اعتداءات المستوطنين المتكررة التي سرقوا وكسروا فيها أشجار الزيتون الخاصة به، بحماية جيش الاحتلال.

في الضفة

(أ ب أ)

اتجه مع ساعات الفجر الأولى اليوم الجمعة، المزارع الفلسطيني، محمد الزبن نحو كروم الزيتون في بلدة بورين، بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وشهد اعتداءات المستوطنين المتكررة التي سرقوا وكسروا فيها أشجار الزيتون الخاصة به، بحماية جيش الاحتلال.

وباتت اعتداءات المستوطنين تشكل هاجسا بالنسبة للزبن وغيره من أصحاب شجر الزيتون في حقول بورين، ما يدفعه وغيره من سكان بلدته، للإسراع لقطف ثمارهم قبل سرقتها من المستوطنين.

وتحيط ببورين ثلاثة مستوطنات إسرائيلية، ويمر عبر أراضيها شارع استيطاني، ما يجعل الحقول المتواجدة فيها معرضة لـ"غزو" المستوطنين الذين يسرقون المحاصيل ويستولون عليها في غفلة من أصحابها.

وفي حديث للأناضول، قال الزبن (57 عاما)، وهو يجني حبات الزيتون مع أفراد عائلته "نسابق الزمن، ونسعى لجني الثمار قبل سرقتها من قبل المستوطنين".

ومشيرا بسبابته إلى مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي البلدة، أضاف "يسكن هناك مستوطنون يشنون أعمال عربدة واعتداءات متكررة على السكان والمزارعين".

وفي السابق، تعرضت مزارع الزبن، في العديد من المرات، للحرق والتخريب من قبل المستوطنين.

جنود الاحتلال في بورين (أ ب أ)

ووفق الزبن، فإن المستوطنين "يريدون تهجيرنا من الأرض للسيطرة عليها"، خصوصا وأن مداخيل معظم سكان البلدة تعتمد بشكل حصري على مردود عملهم الزراعي.

وكغيره من المزارعين الفلسطينيين، يشتكي الزبن من ضعف موسم جني الزيتون لهذا العام.

وقال بلهجته العامية "الزيتون السنة شلتونة (شحيحة)، ما في عليه النصف"، أي أن محصول هذا الموسم ضعيف جد.

وقالت زوجة الزبن، رحاب "طوال العام، تتعرض المزارع والمساكن لاعتداءات المستوطنين، وتزاد بشكل ملحوظ خلال موسم قطف الزيتون".

وتابعت "لا نخافهم رغم أنهم يحتمون بأسلحتهم وبالجيش الذي يوفر لهم الحماية".

وتعدّ رحاب الطعام، وتطهو الشاي على نار الحطب، ثم تنضم لأطفالها وزوجها لاستكمال عملية القطف.

وعن ذلك تقول "موسم الزيتون مميز، تجتمع فيه كل العائلة، نأكل طعاما تقليديا، ونصنع الشاي على الحطب، ولا يعكر الموسم سوى اعتداءات المستوطنين".

وبجوار حقل الزبن، تتراءى عائلات فلسطينية تجني بدورها أشجار زيتونها، في موسم عادة ما يتميّز بمشاركة كافة أفراد العائلة فيه.

أرشيفية (أ ب أ)

ويرى الناشط في مقاومة الاستيطان في بلدة بورين، غسان النجار، أن "موسم قطف ثمار الزيتون هو موسم لتصعيد المواجهة مع المستوطنين أيضا ".

وأوضح النجار "غالبا ما تتعرض العائلات خلال قطف الثمار للاعتداءات، بالضرب وإطلاق النار من قبل مستوطنين بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي".

ولفت إلى أن "الأهالي وثقوا بالتصوير (فيديو) عملية سرقة محاصيل الزيتون من قبل مجموعة من مستوطني يتسهار".

وأشار النجار بإصبعه إلى المستوطنة الواقعة في الجهة الجنوبية للبلدة، قائلا "يسكنها أكثر المستوطنين تطرفا، ويشنون أعمال عربدة واعتداءات على المركبات والمساكن والسكان".

وأضاف "يعتقدون أن الزيتون شجرة مباركة للشعب اليهودي، وتحرّم على غيرهم، كما أن هناك دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين المستوطنين، لسرقة المحاصيل ومنع المزارع الفلسطيني من قطف ثمار أشجار الزيتون".

بدوره، أشار مسؤول ملف الاستيطان شمالي الضفة الغربية، غسان دغلس، إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين على الممتلكات والمزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الثمار.

وقال "هناك حملة منظمة ومتواصلة من قبل المستوطنين لسرقة ثمار الزيتون في كافة محافظات الضفة الغربية، وتتركز في شمالها".

ولفت إلى أن مؤسسات فلسطينية، حكومية وأهلية، قد أطلقت حملة لمساعدة المزارع الفلسطيني في قطف ثمار الزيتون في الحقول المجاورة للمستوطنات.

واعتبر دغلس أن المستوطنين "يريدون طرد الفلسطيني من أرضه للسيطرة عليها"، مشددا على أن "هذه أرضنا وسنبقى فيها وندافع عنها، ووجود المزارع فيها تحدّ وتأكيد على تمسكه بها".

ولا يختلف الوضع في عشرات البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، عما هو عليه في بورين، بحسب دغلس.

نار أشعلها مستوطنون في حقول مزارعي بورين عام 2013 (أ ب أ)

انطلق موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وتوقع رئيس مجلس الزيت والزيتون فياض فياض، إنتاج نحو 10 آلاف طن من زيت الزيتون لهذا العام.

ولفت إلى وجود تراجع في الإنتاج عن العام الماضي، حيث وصل نحو 17 آلف طن، فيما تحتاج السوق الفلسطينية من 12 إلى 13 ألف طن تقريبا من الزيت سنويا.

ويبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، نحو 8.5 ملايين شجرة مثمرة، إضافة إلى 2.5 مليون شجرة غير مثمرة، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية.

وتشكل مبيعات الزيتون والزيت 1 في المئة من الدخل القومي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط باستثناء الداخل.

التعليقات