كوبا: الحكومة لا تملك القمح والمواطن لا يملك المال

يعاني المواطنون الكوبيون مؤخرًا من أزمة معيشية صعبة، خصوصًا في أسعار الخبز، إذ يستيقظ الكوبي أوسوالدو في وقت باكر من صباح كل يوم لشراء الخبز قبل أن ينفد من متاجر العاصمة هافانا، وكثيرا ما يعود دون أن يجلب الخبز.

كوبا: الحكومة لا تملك القمح والمواطن لا يملك المال

توضيحية (فيسبوك)

يعاني المواطنون الكوبيون مؤخرًا من أزمة معيشية صعبة، خصوصًا في أسعار الخبز، إذ يستيقظ الكوبي أوسوالدو في وقت باكر من صباح كل يوم لشراء الخبز قبل أن ينفد من متاجر العاصمة هافانا، وكثيرا ما يعود دون أن يجلب الخبز في ظلّ أزمة الطحين التي تضرب كوبا.

ويذكر أن الحكومة الشيوعية تمنح كل مواطن كمية قليلة من الخبز يوميا، ويضطر السكان إلى أن يضيفوا على نفقتهم الخاصة كمية أخرى يدفعون ثمنها 10 بيزوس أي ما يعادل حوالي 40 سنتا.

لكن حتى الكميات المتوفرة في الأسواق الكوبية في الآونة الأخيرة لم تعد تكفي لتأمين حاجات المواطنين.

وقالت إحدى الساكنات الكوبيات "جئت الساعة السابعة صباحا، فقيل لي أن أعود عند الحادية عشرة والنصف، ثم عادوا وقالوا لي أن أرجع عند الثانية عشرة والنصف، والآن يقولون لي عودي عند الثانية من بعد الظهر"، فيما يقف نحو أربعين شخصا في صفّ بانتظار دورهم أمام الفرن.

ويعتبر هذا المشهد أمام فرن في وسط العاصمة ليس فريدا من نوعه، إذ يتكرر على أبواب الأفران الأخرى في سائر مناطق المدينة.

وقالت أليسيا البالغة من العمر 65 عاما "قالوا لي هناك إنه لا يوجد طحين، ولهذا السبب لا يمكن أن أحصل على الخبز، فجئت إلى هذا الفرن، أنا امرأة عجوز، ولكن يجب أن آكل شيئا".

وحصلت أليسيا على الخبز بعد الانتظار لساعات أمام فرن حي دييز دي أوكوبري، وعادت أدراجها إلى بيتها الذي في حيّ آخر.

قالت وزيرة الغذاء في الحكومة الكوبية إيريس كينيونس تعليقا على هذه الأزمة، إن الذي يؤخّر تحويل القمح إلى طحين هو التأخر في استيراد قطع الغيار للمطاحن، مع أن القمح متوفر.

وتعمل في كوبا 6 مطاحن كبيرة، ثلاث منها تواجه صعوبة في العمل بسبب عدم وجود قطع غيار، ويتوقع أن يبقى الحال هكذا حتى مطلع العام الجديد.

وأضافت الوزيرة إن الحكومة، حاولت استباق المشكلة برصدها للعام 2018 أموالا تكفي لشراء ثلاثين ألف طن من الطحين لتعويض النقص المرتقب في الإنتاج الداخلي، إذ يبلغ العجز الإجمالي في إنتاج الطحين 70 ألف طن، أي إن العجز الصافي بعد الاستيراد بلغ 40 ألف طن.

من الجدير بالذكر أن كوبا في التسعينات من القرن المنصرم، واجهت مشكلات اقتصادية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، شريكها التجاري الأول، فيما كان الحصار الأميركي يشدد الخناق عليها، وكان انقطاع المواد الغذائية أمرا معتادا في كوبا في ذلك الوقت.

أما اليوم، تستورد كوبا، الجزيرة الشيوعية، معظم المواد الاستهلاكية، وما زالت بعض المواد تُفقد من الأسواق أحيانًا،

وقالت ماتيلد البالغة من العمر 70 عاما "علينا أن نتحلّى بالصبر، لقد اجتزنا أوقاتا أصعب، فلم لا نتجاوز أزمة انقطاع الخبز؟".

التعليقات