شركات تزيد إنتاجية عمالها عبر تقليل ساعات العمل

خفضت شركات ربحية حول العالم، أيام عمل موظفيها من أجل زيادة إنتاجهم عن طريق توفير شروط عمل جيّدة، تقوم فيها بدفع أجر كامل على ساعات عمل أقل.

شركات تزيد إنتاجية عمالها عبر تقليل ساعات العمل

(pixabay)

خفضت شركات ربحية حول العالم، أيام عمل موظفيها من أجل زيادة إنتاجهم عن طريق توفير شروط عمل جيّدة، تقوم فيها بدفع أجر كامل على ساعات عمل أقل.

وبادرت هذه الشركات لطريقة العمل هذه من أجل تقليل الإجهاد الذي يشعر به الموظفون، وبالتالي زيادة إنتاجيتهم.

وأظهر موظفو شركة "بلانيو" لإدارة مشروعات برمجيات الكمبيوتر في برلين، بعد تطبيق خفض أيام العمل إلى أربعة أيام في الأسبوع، أي ما يعادل 32 ساعة أسبوعيا، تقدما واضحا في إنجاز المهام المفروضة عليهم، وقال مؤسس الشركة، يان شولتس، إن "الأمر صحي على نحو أكبر كثيرا ونعمل بصورة أفضل إذا كنا لا نعمل عددا جنونيا من الساعات".

وأشارت نتائج شركة التأمين "بيربيتشوال جارديان" في نيوزيلندا، إلى انخفاض معدلات شعور الموظفين بالضغوط والإجهاد وارتفاع تفاعلهم مع العمل بعد أن جربت هذا العام نظام عمل لمدة 32 ساعة في الأسبوع.

وحتى في اليابان تحث الحكومة الشركات على السماح للموظفين بالخروج لأجازة صباح الإثنين، أي في بداية أسبوع العمل، على الرغم من أن خططا أخرى في الدولة المشهورة بالانخراط المفرط في العمل لم تفلح كثيرا في إقناع الموظفين بالتخفيف من وطأة العمل عن أنفسهم.

ويحاول اتحاد نقابات العمال البريطاني "تي يو سي" دفع البلاد بأسرها لتبني أسبوع عمل من أربعة أيام بنهاية القرن وهو مسعى يؤيده حزب العمال.

ويرى الاتحاد أن اختصار أسبوع العمل وسيلة لاقتسام العمال للثروة الناتجة عن استخدام تكنولوجيا جديدة مثل الروبوتات مثلما حصلوا على حق العطلة الأسبوعية خلال الثورة الصناعية.

وقالت رئيسة قسم الاقتصاد في الاتحاد، كايت بيل، إن ذلك "سيقلل من الضغط الناجم عن محاولة التوفيق بين العمل والحياة الأسرية وقد يحسن من المساواة بين الجنسين. الشركات التي طبقته بالفعل تقول إنه أفضل للإنتاجية ورفاهة الموظفين".

ولفتت الخبيرة في شركة "جيه والتر تومسون" للاستشارات، لوسي جرين، إلى أن هناك استنكارا متناميا للإرهاق في العمل، سلطت الضوء عليه موجة انتقادات ثارت بعد تغريدة رئيس "تسلا"، إيلون ماسك، زعم فيها أنه "لم يغير أحد أبدا العالم في أسبوع عمل من 40 ساعة" في إشارة إلى المطالبة بزيادة ساعات العمل، الأمر الذي أثار غضب العمال حول العالم، خصوصا أن هذا التصريح يأتي من أحد أغنى أغنياء العالم.

وأضافت جرين "بدأ الناس في التراجع عن أسلوب الحياة الرقمي المستمر على مدار الساعة الذي نحياه الآن وأدركوا أن مشاكل الصحة العقلية والنفسية تنجم عن الاتصال المستمر بالعمل".

وأظهر مسح أجرى في الآونة الأخيرة وشمل ثلاثة آلاف موظف في ثماني دول بينها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، أن نصف المشاركين تقريبا يعتقدون بأن بإمكانهم إتمام مهامهم بسهولة في خمس ساعات يوميا إذا لم تصادفهم أي معوقات.

لكن كثيرين يتخطون بالفعل ساعات العمل الأسبوعية الأربعين على أي حال، وفي ذلك تصدرت الولايات المتحدة كل الدول في المسح إذ قال 49 في المائة إنهم يعملون لوقت إضافي.

وقال مدير شركة "فيوتشر ورك بليس" التي أجرت المسح، دان شاوبل، إن "هناك زحف للعمل (خارج الساعات المحددة). لأن لديك التكنولوجيا التي تسمح لك بالعمل على الدوام في أي وقت ومكان وبالتالي يتعرض الناس لإنهاك والإجهاد".

 

التعليقات