قورينيا: مدينة ليبية أثرية دمرتها يد الحرب والنهب

تملأ رسوم الغرافيتي جدران مسرح مدرج يوناني في مدينة شحات، أو قورينا، وهي مدينة أثرية شرقي ليبيا التي طالها الدمار وتعاني الآن من الإهمال والمخربين ومصادرة السكان المحليين للأراضي بشكل غير قانوني.

قورينيا: مدينة ليبية أثرية دمرتها يد الحرب والنهب

(فيسبوك)

تملأ رسوم الغرافيتي جدران مسرح مدرج يوناني في مدينة شحات، أو قورينا، وهي مدينة أثرية شرقي ليبيا التي طالها الدمار وتعاني الآن من الإهمال والمخربين ومصادرة السكان المحليين للأراضي بشكل غير قانوني.

وكل ما تبقى للتذكرة بأن هذا كان مقصدا سياحيا مهما في الماضي، هي متاجر التذكارات والمقاهي المهجورة الواقعة على الطريق الجبلي المؤدي للموقع الذي يعود تاريخه إلى 2600 عام.

(فيسبوك)

ويذكر أن المواقع الأثرية في ليبيا تتعرض للنهب منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، إذ انزلقت الدولة إلى اضطرابات مع تنافس حكومتين على السلطة.

ويدرج موقع شحات، أو قورينا، على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، وهو ضمن 5 مواقع أخرى في ليبيا. ومن بين المواقع الأخرى أطلال مدينة لبتس ماجنا، أو لبدة الكبرى، الرومانية وموقع صبراتة وكلاهما في غرب ليبيا.

وبجانب الموقع، الذي يبعد نحو 200 كيلومتر شرقي بنغازي، يوجد في شرق البلاد موقع أبولونيا على مسافة 20 كيلومترا فقط.

ولطخ مخربون أعمدة برسوم غرافيتي ونهبوا قطعا أثرية، وذلك بعد رحيل السياح وشكوى مصلحة الآثار من عجز في الميزانية.

والنتيجة أنه بعض الكنوز لم تعد موجودة، بما في ذلك رؤوس أو أجسام تماثيل مدرجة في كتيبات إرشادية صدرت في عام 2011.

وأفاد رئيس مصلحة الآثار في حكومة تتولى إدارة شرق ليبيا أحمد حسين "هناك الكثير من القطع الاثرية التي هربت بالآلاف إلى الخارج".

كما وأضاف أن مصلحة الآثار تسجل القطع الأثرية بسبب عجزها عن منع السرقة، وهي عملية ساعدت في استعادة بعض القطع في أوروبا.

ويذكر أن حماية الموقع أفضل قبل عام 2011، لكن التنقيب في الموقع يعود في الواقع إلى فترة الحكم الإيطالي، إذ ما زال من الممكن رؤية معدات المستعمرين. وغادر آخر الإيطاليين شرق البلاد في عام 1943 بعد هزيمة جيشهم والمقاومة الليبية الشرسة بقيادة المناضل عمر المختار.

وقال مزارع اسمه إسماعيل مفتاح ويعيش بجوار موقع شحات "حدث دمار كبير في السنوات الماضية... لا يقدّر الناس العاديون التراث القديم".

(فيسبوك)

وكتب مهند بكر على "فيسبوك" إن "مدينة شحات كانت تعرف فيما مضى باسم قورينا، واسمها التاريخي كان السبب في تسمية المنطقة الشرقية من الأراضي الليبية باسم قورينائية، وهي مدينة تاريخية بناها الإغريقيون في منطقة الجبل الأخضر في أقاصي المناطق الشمالية الشرقية الليبية، ويفصلها عند مدينة البيضاء قرابة 10 كم، وتعد المدينة ثاني أكبر مدينة في منطقة الجبل الأخضر ... وسبب تسمية المدينة باسم شحات نتيجة لشح المياه فيها، وذلك بعد جفاف عيون المياه التي كانت تمر عبرها. عرفت في البداية باسم العيون الشاحات، ثم اختُصر اسمها إلى شاحات ، ثم حرّفت إلى شحات، أما في العصور القديمة فكانت تعرف المدينة باسم قورينا، بالإضافة إلى اسم سيرين، ويعود تسميتها بهذا الاسم إلى الأسطورة الإغريقية التي تذكر قصة حورية تدعى إغريق تمكنت من قتل أسد بيديها".

(فيسبوك)

كما وأضاف "تاريخ مدينة شحات: أسست المدينة عدد من المستكشفين الإغريقيين الذين وصلوا إليها في ذلك الوقت، وذلك في عام 631م ، أما أول حكامها فهو الإغريقي باتوس الذي حكمها حوالي 40 عاما، ووصلت المدينة إلى قمة ازدهارها التجاري والزراعي خلال القرن الرابع قبل الميلاد، وتبعت المدينة الحكم الإداري لكافة الإمبراطوريات التي تمكنت من حكم الجزء الشمالي من الأراضي الليبية ، ابتداءً من الجمهوريين الذين وصلوا إليها وحكموها من عام 414 ق.م، وتبعهم بعد ذلك حكم الإسكندر الأكبر والإغريقيين في عام 332 ق.م، وصولاً إلى الرومانيين في عام 96 ق.م، والحكم البيزنطي في عام 324م، والحكم الإسلامي في عام 635م. وتعتبر المدينة من أجمل المدن الليبية من الناحية الحضارية والتاريخية، كما اعتُبرت واحدة من أجمل المدن في الوطن العربي". 

 

التعليقات