مخطوطة لآينشطاين: "أفضل أن أخجل لجهلي العبرية على تعلمها"

كشفت الجامعة العبرية في القدس اليوم، الأربعاء، عن 110 مخطوطات كتبها عالم الفيزياء الشهير، ألبرت آينشطاين، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الـ140 لميلاد صاحب نظرية النسبية، التي تصادف الأسبوع المقبل

مخطوطة لآينشطاين:

كشفت الجامعة العبرية في القدس اليوم، الأربعاء، عن 110 مخطوطات كتبها عالم الفيزياء الشهير، ألبرت آينشطاين، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الـ140 لميلاد صاحب نظرية النسبية، التي تصادف الأسبوع المقبل. وتشمل هذه المخطوطات، المكتوبة بخط يد آينشطاين باللغة الألمانية، رسائل لأصدقاء وأبناء عائلته وكذلك نظريات علمية أو تطرق لنظريات كهذه.

وتكشف إحدى المخطوطات عن توجه آينشطاين للغة العبرية، وذلك برسالة بعثها إلى صديقه ميشيل بسو، محاولا تهدئته بعد أن اعتنق المسيحية، شارحا له إيجابيات الخروج من الديانة اليهودية. "بالتأكيد لن تصل إلى جهنم، حتى لو تعمّدت. وكغير يهودي، لست ملزما بتعلّم لغة آبائنا، بينما أنا، كـ’يهودي مقدس’، يفترض أن أخجل بأنني أكاد لا أعرف شيئا (منها). لكنني أفضل أن أخجل على أن أتعلمها".

وقال آينشطاين جملة دخلت كتب التاريخ، أثناء جنازة بسو، وهو مهندس سويسري توفي في آذار/مارس العام 1955، إن "بسو يغادر الآن هذا العالم الغريب، قبلي بقليل. ولا توجد أهمية لذلك. فأشخاص مثلنا، الذين يؤمنون بالفيزياء، يعرفون أن الفرق بين الماضي، الحاضر والمستقبل ليس أكثر من وهم عنيد". وقد توفي آينشطاين بعد صديقه بشهر واحد.

وتنضم هذه المخطوطات، التي كُشفت اليوم، إلى أرشيف آينشطاين المحفوظ في حرم الجامعة العبرية، ويحوي قرابة 80 ألف مخطوطة جرى كشفها في الماضي. وكان آينشطاين قد أورث، بوصيّته، كتاباته الشخصية والعلمية للجامعة العبرية، التي كان بين مؤسسيها. وهناك الكثير من الوثائق في المخطوطات الجديدة التي تحتوي على مواد رياضية، كتبت بين العامين 1944 – 1948. وتوجد في إحداها فقرة تحتوي على شرح تلخيصي للمبدأ الأساسي للفيزياء المتعلقة بالقنبلة الذرية والمفاعل النووي.

وهناك مخطوطة لم تُنشر أو تُبحث أبدا حتى اليوم، واعتبرت مفقودة حتى الآونة الأخيرة، وهي عبارة عن ملحق لمقال علمي قدمه آينشطاين إلى الأكاديميا الفارسية للعلوم، في العام 1930. ووفقا للجامعة العبرية، فإن "العلاقة العلمية للكثير من هذه الحسابات ليست واضحة بعد"، لكنها تشكل جزءا من محاولات آينشطاين من أجل توحيد قوى الطبيعة ضمن نظرية واحدة.  

وبين المخطوطات، رسالة من العام 1935، بعثها آينشطاين إلى ابنه، هانس ألبرت، الذي أقام في سويسرا، وتناولت قلقه من نشوب حرب بعد سنتين من صعود النازيين إلى الحكم في ألمانيا. "إنني أقرأ ببعض القلق عن حركة ملحوظة في سويسرا، تحت تهديد الألمان. لكني مؤمن أن الأمور بدأت تتغيير شيئا فشيئا في ألمانيا. ودعنا نأمل ألا تكون هناك حربا في أوروبا قبل ذلك. والتسلح الألماني خطير جدا بالتأكيد؛ لكن باقي أوروبا بدأت أخيرا التعامل مع ذلك، وخاصة الإنجليز. وكان من الأفضل والأسهل لو تعاملوا بتشدد أكثر قبل نصف سنة".  

وتطرق آينشطاين في ثلاثة رسائل أخرى، من العام 1916، إلى عمله حول امتصاص وانبعاث الضوء بواسطة ذرات، وهي فكرة شكلت لاحقا الأساس لتقنية الليزر. وفي رسالة أخرى، كتبها في 12 كانون الأول/ديسمبر عام 1951، يعترف آينشطاين بأنه بعد 50 عاما من التفكير الذي خصصه لهذا الأمر، لم ينجح بعد في فهم الكموم الضوئية. "خمسون عاما من التفكير لم تجلبني إلى مكان أقرب من السؤال ’ما هي جزيئات الضوء’. ويعتقد أي أحمق اليوم أنه يعرف الإجابة، لكنه يخدع نفسه".

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" أن الجامعة العبرية اشترت هذه المخطوطات بتمويل عائلة كراون – غودمان من شيكاغو. ونقلت عن رئيس الجامعة العبرية السابق والمستشار الأكاديمي لأرشيف آينشطاين حاليا، البروفيسور حانوخ غوطفرويند، قوله إن كشف مجموعة المخطوطات هذه هو "يوم هام".

التعليقات