بريطانيا تبدأ إصدار جوازات سفر دون علامة الاتحاد الأوروبي

على الرغم من تعثر المناقشات حول بريكست واحتمال إرجاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مرة جديدة، باشرت المملكة المتحدة إصدار جوازات سفر لا تحمل إشارة الاتحاد الأوروبي، في موقف رمزي يبرز صعوبات آلية "الطلاق".

بريطانيا تبدأ إصدار جوازات سفر دون علامة الاتحاد الأوروبي

توضيحية (Pixabay)

على الرغم من تعثر المناقشات حول بريكست واحتمال إرجاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مرة جديدة، باشرت المملكة المتحدة إصدار جوازات سفر لا تحمل إشارة الاتحاد الأوروبي، في موقف رمزي يبرز صعوبات آلية "الطلاق".

وجاء الإعلان عبر متحدثة باسم وزارة الداخلية اليوم السبت في بيان أن جوازات سفر باللون الأحمر الخمريّ "لا تحمل عبارة الاتحاد الأوروبي على غلافها وضعت قيد التداول في 30 آذار/ مارس".

وقال البيان إنه "بغية تصفية المخزون المتبقي سيستمر إصدار جوازات سفر تتضمن عبارة الاتحاد الأوروبي لمدة قصيرة بعد هذا التاريخ"، مؤكدة أنّ وجود العبارة أو غيابها لا يؤثر على قدرة حامل الوثيقة على السفر.

كما وأثارت هذه الخطوة الرمزية ردود فعل كثيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، سواء من مؤيدي بريكست أو معارضيه.

وكتب أحد مستخدمي تويتر "من الجيد أن نعرف ذلك. عليّ أن أجدده وأنا متلهف لرؤية هذه العبارة السرطانية تسحب عن جواز سفري".

بينما تساءلت سوزان هندل بارون "ما زلنا في الاتحاد الأوروبي. لماذا لا يعكس جواز سفري الجديد ذلك؟"، معربة عن "استياء حقيقي".

وقد كان من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/ مارس، بعد عامين تماماً من تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تنظّم خروج إحدى الدول الأعضاء.

لكن حكومة تيريزا ماي طلبت في آذار/ مارس إرجاء تاريخ الخروج تجنباً لفوضى محتملة نتيجة خروج بدون اتفاق سيضع حدا بصورة مفاجئة بدون فترة انتقالية لـ46 عاما من الانتماء للاتحاد الأوروبي.

وبات التاريخ الجديد محددا في 12 نيسان/ أبريل، طلبت ماي الجمعة إرجاءً جديدا حتى 30 حزيران/ يونيو في محاولة لإخراج النقاش حول بريكست من المأزق وإيجاد اتفاق طلاق يمكن أن يقبل به البرلمان البريطاني بعدما رفض كل الاحتمالات حتى الآن.

ومددت الحكومة السبت المناقشات التي بدأت مع المعارضة قبل ثلاثة أيام، سعيا منها للتوصل إلى حل يلقى موافقة جميع الأحزاب.

وأفاد وزير المالية فيليب هاموند على هامش لقاء لوزراء مالية الاتحاد الأوروبي في بوخارست "نهجنا حيال هذه النقاشات مع حزب العمال هو أن لا خطوط حمراء لدينا".

ونادى الوزير المؤيد لانفصال سلس مع الاتحاد الأوروبي زملاءه المحافظين على "إظهار انفتاح في الاستماع إلى اقتراحات الآخرين" مشيرا إلى أن "البعض في حزب العمال يقدمون اقتراحات".

وانتقد حزب العمال المعروف بمواقفه اليسارية موقف الحكومة معتبرا أنها غير مستعدة لوضع تسوية أو تعديل موقفها في المفاوضات الجارية.

وعلّقت النائبة العمالية ديان آبوت وزيرة الداخلية في حكومة الظل المعارضة "دخلنا في هذه المفاوضات بحسن نية، لكن ربما يجدر بالحكومة إبداء مرونة أكبر مما أظهرت حتى الآن".

وأضافت "نخشى ألا ترغب الحكومة في تعديل إعلانها السياسي".

وتدور المفاوضات حول هذا النص الذي يضع الخطوط العريضة للعلاقة التجارية التي تود لندن إقامتها مع بروكسل بعد بريكست.

وتعهدت الحكومة بإخراج بريطانيا من الاتحاد الجمركي الأوروبي ومن السوق الموحدة لانتهاج سياسة تجارية مستقلة تجاه الدول الأخرى، لكن حزب العمال يدعو إلى بريكست أكثر سلاسة مع الحفاظ على وحدة جمركية وإبقاء البلاد داخل السوق الموحدة.

وأكدت تيريزا ماي الجمعة أنه في حال لم تفض المفاوضات الجارية إلى حل "قريبا"، فإن الحكومة ستسعى للتوصل إلى "توافق" من خلال طرح عدد من الخيارات حول العلاقات المستقبلية للتصويت في مجلس النواب.

وسينعقد مجلس أوروبي استثنائي مخصص لبريكست في 10 نيسان/ أبريل، وينبغي أن تصوت الدول الـ27 الأخرى في الاتحاد بالإجماع على طلب الإرجاء حتى يتم تبنيه.

ويمكن لقادة الاتحاد الأوروبي اقتراح مهلة تأجيل أطول تصل إلى 12 شهرا، وفق ما أوضحه مسؤول أوروبي كبير.

التعليقات