فنلندا منحت 2000 مواطن دخلا مجانيا لفحص نجاعة "الدخل الأساسي"

كشفت الحكومة الفنلندية مؤخرا، نتائج تجربة مميزة أجرتها على بعض المواطنين من أجل قياس نجاعة فكرة "الدخل الأساسي" التي ازداد عدد مؤيديها في أنحاء العالم في السنوات الأخيرة

فنلندا منحت 2000 مواطن دخلا مجانيا لفحص نجاعة

توضيحية (pixabay)

كشفت الحكومة الفنلندية مؤخرا، نتائج تجربة مميزة أجرتها على بعض المواطنين من أجل قياس نجاعة فكرة "الدخل الأساسي" التي ازداد عدد مؤيديها في أنحاء العالم في السنوات الأخيرة.

وذكر موقع "فوكس" الإخباري الأميركي، إن فنلندا أعلنت عن نجاح غير متوقع للتجربة التي قامت من خلالها باختيار ألفي مواطن عاطل عن العمل، بشكل عشوائي، وقدمت لهم رواتب شهرية على مدار عامين بقيمة 560 يورو.

وأظهرت التجربة أن المشتركين الذين لم يُطلب منهم أي شيء مقابل هذه الأموال، قالوا بعد انتهاء التجربة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إن مستوى التوتر الذي شعروا به بالسابق في حياتهم  قل بشكل ملحوظ أثناء حصولهم على هذه الأموال المجانية.

وأشار "فوكس" إلى أن هذا الأمر انطبق أيضا على الأشخاص الذين لم تكفهم هذه الأموال لسد احتياجاتهم بالكامل، وذلك بحسب النتائج التي أعلنت عنها مؤسسة حكومية فنلندية.

وأفاد المستفيدون أيضا أنهم شعروا بثقة أكبر تجاه الأشخاص والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، كالأحزاب السياسية والشرطة والمحاكم وغيرها، من السابق.

وتُضاف هذه النتائج الجديدة إلى النتائج الأولية التي صدرت في شباط/ فبراير الماضي، وأظهرت أن تلقي أموال مجانية جعل المستفيدين أكثر سعادة دون أن يؤثر سلبا على احتمال التحاقهم بالعمل.

وشدد "فوكس" على أنه برغم أن هذا لم يكن هدف الحكومة بالكامل، حيث سعت إلى زيادة فرص العمل، إلا أن التجربة تقدم ردا مهما على  مزاعم نقاد الدخل الأساسي، الذين يدعون في كثير من الأحيان أن الحصول على أموال مجانية سيحث الناس على تقليل ساعات عملهم، لكن الأدلة لا تدعم ذلك.

وقد يبدو من البديهي أن الحصول على مبلغ مضمون من النقود بشكل منتظم، من شأنه أن يجعل الناس أكثر سعادة وأقل توترا (حتى لو لم تكن هذه الأموال كافية لتغطية جميع احتياجاتهم). لكن هذا يجب أن يكون الهدف الأساسي،  فهي طريقة واضحة يمكن للدول تبنيها من أجل زيادة رفاهية المواطنين، لكن معظم الدول لا تفعل ذلك.

ولم تكن التجربة الفنلندية شاملة، فلم تمنح الحكومة أموالًا مجانية للجميع، فقط لألفي شخص عاطل عن العمل. لكن النتائج توحي بما يمكن أن يحدث إذا تم توسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل المزيد من الناس.

وأضاف "فوكس" أنه من البديهي أن ثقة الناس بمؤسسات الدولة ستزداد جرّاء قيام الأخيرة بخطوة مماثلة، لأنه سيكون لديهم سببا وجيها للإيمان بأن هذه المؤسسات تهتم بهم، لكن وجود دليل كمي على هذا التأثير يساهم في إقناعنا بأنه يمكننا إقامة مجتمع يثق فيه الأفراد بأنظمتهم.

تجدر الإشارة إلى أن فنلندا تصدرت قائمة "مؤشر الساعدة" السنوي، الذي أصدرته شبكة "حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، للمرة الثانية على التوالي.

التعليقات