الأردن: مبادرات لمساعدة اللاجئين السوريين على تخطي الحواجز النفسية

وجدت جمعيات خيرية أردنية، أن العمل على أحد أهم العوامل السلبية في اللجوء، العامل النفسي، وخصوصا لدى الأطفال، قد يعود بفائدة أكبر من الإغاثة التقليدية (الطعام والمسكن والماء)، على اللاجئين السوريين

الأردن: مبادرات لمساعدة اللاجئين السوريين على تخطي الحواجز النفسية

(الأناضول)

وجدت جمعيات خيرية أردنية، أن العمل على أحد أهم العوامل السلبية في اللجوء، العامل النفسي، وخصوصا لدى الأطفال، قد يعود بفائدة أكبر من الإغاثة التقليدية (الطعام والمسكن والماء)، على اللاجئين السوريين.

ورغم أن العمل الخيري مع الاجئين في الأردن، اتسم بمراحله الأولى بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في مجال دعم السوريين على الجانب الإغاثي، وشبه استثناء الدعم النفسي، إلا أن مرور السنوات الطويلة على الحرب السورية، أثبت تنامي المشاكل النفسية التي يتعرض لها أطفال اللاجئين. 

ويُعد أطفال اللاجئين السوريين في الأردن، الأكثر تأثرًا بما تشهده بلادهم؛ لا سيما وأنهم يحتاجون لدعم نفسي يخفف من وطأة الألم الذي يعيشونه وينسيهم حالة نفسية صعبة مروا ولا يزالون يمرون بها. 

ويُشكّل الأطفال النسبة الأكبر من أعداد اللاجئين السوريين في الأردن، إذ تبلغ لمن هم دون السابعة عشر 47.8 بالمائة، بعدد إجمالي 364 ألف و732 لاجئًا من أصل 762 ألف و420، مدرجين في سجلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. 

ويقطن معظم اللاجئين في شمالي الأردن، بعد أن فروا من ويلات الحرب المستعرة في بلادهم؛ بحكم قربها الجغرافي. 

ويواجه السوريون أزمة أخرى تتمثل في الاندماج بالمجتمع المحلي، والتعايش مع السكان، لعدّة عوامل، قد يكون أهمها أن السوريين ، وخاصة الأطفال منهم، ينقصهم الدعم النفسي، الذي يؤهلهم للاندماج في أماكن لجوئهم. 

وفي مدينة الشجرة في محافظة إربد، بأقصى شمال الأردن، اختارت جمعية "الأماكن الصديقة" غير الربحية، أن تساعد الأطفال السوريين على الاندماج بالمجتمع المحلي، من خلال برامج خاصة تنفذها بالتنسيق مع منظمة "يوهانتير" الألمانية (منظمة إنسانية تطوعية مقرها برلين). 

وأنشأت المنظمة الأردنية رياضًا للأطفال، جمعت فيه الأردنيين والسوريين معًا، في محاولة لكسر الحاجز النفسي لدى السوريين، وإدماجهم بالمجتمعات الأردنية، بعيدًا عن حالة القلق، و"فوبيا" الغربة التي يعيشونها بعيدًا عن موطنهم. 

وقال مدير المنظمة، علي جيت: "أدركنا أن حاجة السوريين تتعدى الملبس والمأكل والمسكن، وأن حاجتهم للدعم النفسي تفوق ذلك، وقد استطعنا بحمد الله العمل على تغيير حالتهم النفسية وزيادة تفهمهم للواقع". 

وأضاف: "مشروعنا الذي عملنا به كان مع منظمة يوهانتير الألمانية، ونطمح لعقد شراكات جديد في هذا المجال، خاصة مع دولة تركيا الشقيقة، التي عُرفت بجهدها العظيم في الأزمة السورية، فهي تستضيف ما يزيد عن 3 مليون لاجئ سوري". 

وأوضحت مديرة رياض الأطفال، التابع للمنظمة الأردنية، واسمها أم محمد أن "الروضة تضم مائة طفل أردني وسوري، وتخدم حالات صعوبات التعلم فئة 4 و5 سنوات، يتم اختيارهم بناءً على معايير من الأطفال الأكثر حاجة، ممن فقد والديه ويعاني من حالة نفسية صعبة". 

وتابعت: "لدينا أكثر من حالة تحتاج لدعم نفسي، ولمساعدتهم على التعايش مع الواقع الجديد". 

من جهته، قال المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين بالأردن، محمد الحواري، إن "تحسين العامل النفسي للأطفال السوريين شيء مهم جدًا؛ لا سيما وأنهم مروا بظروف عصيبة في رحلة اللجوء". 

وأضاف: "لا تختلف أهمية العمل على الدعم النفسي عن الجانب الإغاثي، الجانبان متلازمان، لا يمكن الفصل بينهما". 

وأوضح أن "المفوضية لها دور كبير في هذا المجال، وهي تدعم وتشجع مشروعات الدعم النفسي، وتخصص جانبًا كبيرًا من عملها لتعزيزه". 

وشدد المسؤول الأممي على أن "الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من أعداد اللاجئين السوريين في الأردن، وهم الفئة الأكثر تأثرًا، ويجب حماية هذه الأجيال من الضياع".

التعليقات