ماذا نفعل عندما نفقد شغفنا بالعمل؟

في بعض الأحيان، لا مفر من الشعور بالضجر أو بفقدان الشغف في العمل، وخصوصا بعد إمضاء فترات طويلة بالعمل في الوظيفة ذاتها، أو المكان ذاته، ورغم طبيعية هذا الشعور إلا أن البعض يتأثرون منه بشكل خاص

ماذا نفعل عندما نفقد شغفنا بالعمل؟

توضيحية (pixabay)

في بعض الأحيان، لا مفر من الشعور بالضجر أو بفقدان الشغف في العمل، وخصوصا بعد إمضاء فترات طويلة بالعمل في الوظيفة ذاتها، أو المكان ذاته، ورغم طبيعية هذا الشعور إلا أن البعض يتأثر منه بشكل خاص.

أعد الكاتب الصحافي الأميركي تيم هريرا، والمسؤول عن زاوية "العَيش الذكي" في صحيفة "نيويورك تايمز"، مقالا اقترح من خلاله عدّة طرق لإعادة الشغف إلى العمل، مؤكدا أن فقدان الحماس تجاه العمل، هو شعور طبيعي للغاية، ومن النادر أن يكون بمثابة نهاية العالم.

وقالت الباحثة ليز فوسلين، وهي إحدى المشاركين في تأليف كتاب "ما من ضغينة"، الذي يسلط الضوء على كيفية تأثير المشاعر على حياة العمل، لهريرا: "غالبًا ما يفقد الأشخاص التحفيز لأنهم لم يعودوا يجدون عملهم ذا مغزى، وقد يأخذ ذلك أشكالًا متعددة. وربما تكون قد فقدت وعي تأثير عملك على العالم الأوسع".

وأضافت كاتبة أخرى مشاركة في تأليف الكتاب، مولي ويست داففي، أن "فقدان هذه الشرارة يمكن أن يأتي في أي لحظة، وربما لا تدرك في بعض الأحيان أنك في هذا الركود حتى يتم إخبارك بذلك"، مشيرة إلى أن هذه المشاعر قد تتدفق إلى الإنسان شيئا فشيئا دون أن يلاحظ ذلك.

ويمكن أن يؤدي هذا الشعور بانعدام الإلهام، بحسب هريرا، إلى الإرهاق، مما قد يتسبب أيضا في حالة من اللا مبالاة الدائمة تجاه العمل ومهامه، والوقوع في فخ الروتين الجاف، لكن بإمكان الموظف أن يستخدم بعض الطرق لمواجهة هذه المشاعر الهدّامة.

طرق مواجهة الإحباط وفقدان المعنى في العمل

قد يكون أهم عنصر يدفع الإنسان إلى العمل، هو ما أطلق عليه الباحثون في جامعة هارفارد "مبدأ التقدم"، والذي يعني أن إحراز تقدم في عمل هادف، هو "العامل الأكثر أهمية في تعزيز عواطف الفرد ودوافعه وتصوراته (حول الحياة) خلال يوم العمل".

 وقالت فوسلين إن الفرد غالبا ما لا يشعر بالتحفيز خلال عمله لأنه يضع أهدافا ضخمة خلال العمل. لذا اقترحت الكاتبة على العمال أن يقسّموا مهامهم لمهام صغيرة من أجل صب مجهودهم على ما الذي سينجزوه خلال يوم واحد فقط.

لكن هريرا، اقترح ألا يكون المرء مهووسا في إتمام كل ما وضعه على قائمة مهامه اليومية، بل يوزع هذا الانشغال بين الأهداف والعلاقات الإنسانية داخل إطار العمل التي من شأنها إضافة معنى لتأثير الشخص على المحيطين به.

ونصحت فوسلين العمال بعلم كيفية تأثير عملهم على زملائه في العمل مشددة على أن التأثير الذي يسعى إليه الشخص قد لا يكون خارج بيئة العمل، بل داخلها.

ووجدت الكاتبة أن إحدى الطرق الأكثر نجاعة في تخفيف حدّة المشاعر المُحبطة النابعة عن عدم إحساس المرء بتأثيره عمله على العالم الأوسع، هي أن يقوم خلال استراحته بكتابة ثلاثة أمور عن كيف ساهم عمله بأمر ما يخص زملائه في العمل، الأمر الذي قد يعود عليه براحة نفسية تجاه عمله.

أظهرت الأبحاث أن الدافع في العمل غالبا ما يأتي من العمل مع أشخاص يهتم المرء بهم، ويميل الأشخاص الذين لديهم أصدقاء في العمل إلى العثور على وظائف أكثر إرضاء. وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "جالوب" عام 2018، فعندما "يكون لدى الموظفين شعور عميق بالانتماء لأعضاء فريقهم، فإنهم مدفوعون لاتخاذ إجراءات إيجابية تعود بالنفع على العمل، وهي إجراءات قد لا يفكرون فيها إذا لم يكن لديهم علاقات قوية مع زملاء عمل".

وبالطبع، قد تنتاب الإنسان ببعض الأحيان حالة من اليأس المطلق في العمل حتى لو حاول اتباع تكتيكات مختلفة لإرضاء نفسه، وتقترح الباحثة ويست داففي، في هذه الحالة، على العامل، أن يبتعد لفترة قليلة عن العمل، إما على شكل عطلة متواصلة، أو بتقليل أيام العمل.

وقالت: "غالبًا ما يكون العمل عاملا سلبيًا (على المشاعر) لأنك تعمل كثيرا وذلك يسيطر على معظم قدراتك العقلية. لكن تذكر دائما، أن العمل لا يعرّفك، إنه جزء منك فحسب".

وأضافت فوسلين أنه عندما يكون شعور العامل بالإحباط، سيئا للغاية، فذلك يكون الوقت الأصعب لاتباع هذه التكتيكات، لكنه أيضًا الوقت الأكثر أهمية للبحث عن أمور تجلب السعادة، ولا علاقة لها بإطار العمل، مضيفة: "استمر في فعل الأشياء التي تجلب لك الرشاقة".

التعليقات