حملة ترامب ضد المهاجرين تخفض الوظائف والأجور الأميركية

ادعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخرًا، أن العمال المهاجرين ينافسون الأميركيين على الوظائف، ويتسببون بانخفاض الأجور، فيما تشير الأبحاث عكس ذلك.

حملة ترامب ضد المهاجرين تخفض الوظائف والأجور الأميركية

عُمّال أجانب في كاليفورنيا (أرشيفية - أ ف ب)

ادعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخرًا، أن العمال المهاجرين ينافسون الأميركيين على الوظائف، ويتسببون بانخفاض الأجور، فيما تشير الأبحاث إلى عكس ذلك.

ويعمل المهاجرون في صناعات رئيسية على غرار تصنيع الأغذية والزراعة وقطاع الفنادق إلى جانب الأعمال التجارية الصغيرة مثل المطاعم، ويعملون كمقاولي بناء، ويقدّمون خدمات مطلوبة بشكل واسع على غرار رعاية الأطفال والتنظيف.

وأظهر تحليل أجرته أكاديمية العلوم الوطنية سنة 2016، أنه لا توجد أدلة كثيرة تشير إلى أن المهاجرين يؤثّرون على نسب التوظيف الإجمالية للمولودين في الولايات المتحدة.

وأغلق مخبز "كون باين راستك بريدز آند كافيه"، في سان دييغو، أبوابه هذا الشهر بعد 20 عامًا على افتتاحه، إثر توصل تدقيق أجرته السلطات الأميركية، إلى أن مهاجرين يعملون فيه بشكل غير شرعي.

وخسرت بلدة صغيرة في نبراسكا مصنعًا لمعالجة البطاطس غداة عملية دهم نفذّتها السلطات واستهدفت المهاجرين في المنشأة خلال نيسان/ أبريل، وواجه مطعم في نيويورك المصير ذاته على ما يبدو في آب/ أغسطس.

ويشير المزارعون إلى أنهم خفضوا الكميات التي يزرعونها وزادوا اعتمادهم على الآلات، وألغوا بعض المحاصيل، فتركوها لتتعفن في الحقول أو فكروا في التخلي عن عملهم بالكامل، لأنهم لم يتمكنوا من العثور على ما يكفي من العمال المهاجرين.

وفي وقت يتراجع معدّل المواليد ويزداد النقص في قوة العمل سوءًا، قد تتسبب حملة ترامب الأمنية ضد المهاجرين بتدهور الوضع بالنسبة لهذا النوع من الأعمال التجارية.

في المقابل، أجريت أبحاث تشير إلى تضرر الاقتصاد الأميركي جراء ضوابط ترامب على المهاجرين، إذ ترى أن منع عمل المهاجرين قد يحمل تداعيات مدمّرة ويتسبب بخسارة الوظائف وخفض الأجور وإلغاء استثمارات ورفع أسعار الخدمات، حتى بالنسبة للأميركيين.

وتجدر الإشارة إلى أن 7.6 مليون مهاجر يعمل بلا تصريح في الولايات المتحدة، وهو عدد يشكّل نحو 4,6 في المئة من القوّة العاملة، بحسب مركز "بيو" للأبحاث، وتتراجع هذه النسبة رغم وجود طلب كبير على العمالة.

ووظفت شركات عمالا غير مصرّح لهم بالعمل وتدفع لموظفيها المصرّح لهم أجورًا أعلى وتبقيهم في عملهم لفترات أطول، وفقًا لخبيرة اقتصادية أميركية.

وانخفضت نسب توظيف المواطنين الأميركيين بـ0,7 في المئة في المجتمعات التي رحّلت فيها السلطات نحو نصف مليون مهاجر تعود أصول معظمهم لدول ناطقة بالإسبانية بين عامي 2008 -2015، وذلك استنادا إلى بحث نشره خبراء اقتصاد من جامعتي كولورادو وكاليفورنيا في كانون الأول/ ديسمبر.

ويعد عمل المهاجرين من ذوي المهارات المحدودة "مكمّلاً" لذاك الذي يقوم به أصحاب المهارات العالية ممن ولدوا في الولايات المتحدة وأولئك المصرّح لهم بالعمل، وهو ما يسمح بنجاح الشركات ويتيح لها توظيف مزيد من العمال بالمجمل.

على سبيل المثال، قد تخسر موظفة ناطقة بالإنجليزية في أحد المطاعم عملها إذا هرب الطهاة المهاجرين وأولئك الذين يغسلون الصحون، وقد لا يكون بإمكان مقاول بناء من ذوي المهارات العالية إكمال عمله بدون عامل بمهارات محدودة يحتاج إليه للقيام بأعمال الهدم الأولية.

وفي المكسيك، تتراجع معدلات المواليد إلى جانب عوامل أخرى، أدت إلى أن جارة الولايات المتحدة الجنوبية لم تعد أكبر مصدر للمهاجرين، وفق ما أفاد مدير الأبحاث لدى معهد سياسة الهجرة، راندي كابس.

وعكست البيانات الاقتصادية التغيّرات في إمدادات العمال المهاجرين، وارتفعت كلفة العناية بالحدائق، وهي خدمة عادة ما يقوم بها المهاجرون بسرعة تساوي نحو ثلاث إلى خمس مرّات معدل التضخم الإجمالي، بحسب أرقام وزارة العمل.

ويصر أرباب العمل في الولايات المتحدة مرارًا على أن الأميركيين لا يقومون بنفس الوظائف التي قد يقوم بها العمال المهاجرون، على غرار تنظيف سرطان البحر أو ذبح الحيوانات في مصانع الأغذية.

اقرأ/ي أيضًا | أكثر من 470 مليون عاطل عن العمل حول العالم

التعليقات