"ملك اللوبيا" مطعم شعبي جزائري.. أطباقه لا تعرف الغني والفقير

تُوحّد طاولات مطعم "ملك اللوبيا" الشعبي في أحد أعرق شوارع العاصمة الجزائرية، بين أبناء طبقات المجتمع ولا تفرّق أصناف الأطباق بين ثريّ وفقير، ليستمتع جميع من يزوره بأشهى الأطباق الساخنة البسيطة، في مشهد يتكرر منذ قرابة الـ54 عامًا.   

(تويتر)

تُوحّد طاولات مطعم "ملك اللوبيا" الشعبي في أحد أعرق شوارع العاصمة الجزائرية، بين أبناء طبقات المجتمع ولا تفرّق أصناف الأطباق بين ثريّ وفقير، ليستمتع جميع من يزوره بأشهى الأطباق الساخنة البسيطة، في مشهد يتكرر منذ قرابة الـ54 عامًا.

وبدأ مطعم "ملك اللوبيا" بتقديم وجباته الساخنة عام 1966، ولم يغيّر موقعه منذ ذلك الحين، في زاوية عمارة ذات بناء فرنسي عتيق، قرب ساحة "بور سعيد"، بشارع "طنجة" العريق وأحمد شايب حاليًا.

ويقدم المطعم على مائدته الصغيرة طبقين رئيسيين هما اللوبيا (الفاصولياء البيضاء) وسمك السردين، ورغم بساطة الوجبتين إلا أنهما تحملان نكهات عتيقة جعلتهما قبلة للفقراء والأثرياء وكبار المسؤولين على السواء.

وجبة "اللوبيا" تقدم ساخنة، وتتكون من حبوب اللوبيا والبصل والثوم والكمون والفلفل الأحمر والأسود وزيت الزيتون، أما طبق السردين صغير الحجم، فيقدم مشويا أو مقليا حسب رغبة الزبون.

(تويتر)

إن مطعم "ملك اللوبيا" ليس الوحيد الذي يروي ذاكرة الزقاق في المدينة، فعلى مقربة منه يوجد مطعم للكبدة، ومطاعم متخصصة في تقديم أطباق "الكسكسي" و"الدوبارة"، وغيرها من الأكلات التقليدية.

لكن "ملك اللوبيا"، الذي لا تتعدى مساحته 24 مترًا مربعًا، لا يخلو من الزبائن، ويعد أحد أقدم هذه المطاعم.

ويقول منير علي خليل، مسير المطعم في حديثه، إنّ والده علي خليل عمار، أسس المطعم بعد استقلال الجزائر عام 1962.

ويضيف خليل أنه "كان المطعم وقتها محلا لبيع الخضروات لمدة شهرين، ثم تحول إلى محل لبيع الأسطوانات الموسيقية، قبل أن يصبح مطعمًا عام 1966".

وبدأ خليل البالغ 43 عامًا، بتسيير المطعم بعد وفاة والده عام 2014، إلا أنه كان يعمل معه منذ كان في الـ 19 من عمره.

ويذكر خليل، أن "ملك اللوبيا قبلة الفقراء والأغنياء وكبار المسؤولين والشخصيات والرياضية والفنية وغيرها".

ويوضح أنّ هذا المطعم معروف عبر ربوع البلاد وخارجها مثل فرنسا والولايات المتحدة، وأنه يستقبل جميع الزبائن دون تفريق بينهم بالمعاملة.

(تويتر)

ويضيف خليل، أن "مسؤولون في حكومة الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، كانوا يرتادون المطعم بين الحين والآخر، ليستعيدوا ذكريات طفولتهم وشبابهم عندما كانوا يأتون وهم طلاب في جامعة الجزائر القريبة".

وقال طباخ المطعم حميد بطيش، والذي يعمل في المطعم منذ 35 عامًا، إن " ملك اللوبيا يجمع الفقراء والأغنياء والساسة والبسطاء ورجال الأعمال على مائدة واحدة".

ويضيف أن "أعمل طباخا بالمطعم مع مالكه الراحل علي خليل عمار، منذ كنت صغيرا، وكان دائما يوصي بالاهتمام بالفقراء".

ويشير الطباخ بطاش، إنهم يشرعون في تحضير 100 وجبة مختلفة يوميا قبل فتح المطعم، يتم منحها للفقراء مجانًا.

ويعتبر أن "مطعم ملك اللوبيا يقدم صورة جميلة عن مدينة الجزائر والبلاد بصفة عامة، خاصة أنه يروج للأكلات الشعبية".

التعليقات