مخاوف من ازدياد تعاطي المخدرات والكحول في الحجر الصحي

يلجأ كثيرون لتعاطي المخدرات وشرب الكحول في ظل العزلة البيتيّة للوقاية من تفشي فيروس كورونا حول العالم، فهل يصبح جزء كبير من سكان العالم مدمنًا مع انتهاء فترة العزل المنزلي؟ ليس بالضرورة، لكن الخبراء يحذّرون من الأمر بشدّة.

مخاوف من ازدياد تعاطي المخدرات والكحول في الحجر الصحي

(pixbay) نبتة المارخوانا

يلجأ كثيرون لتعاطي المخدرات وشرب الكحول في ظل العزلة البيتيّة للوقاية من تفشي فيروس كورونا حول العالم، فهل يصبح جزء كبير من سكان العالم مدمنًا مع انتهاء فترة العزل المنزلي؟ ليس بالضرورة، لكن الخبراء يحذّرون من الأمر بشدّة.

يشرح الطبيب النفسي والمتخصّص في معالجة الإدمان ورئيس قسم الإدمان في شارانت في فرنسا، فيليب باتيل، أن "الروابط بين حالات الإجهاد بعد الصدمة وتناول الطعام راسخة تمامًا، إذ يردّ الجسم عبر اللجوء إلى الوسائل المعتادة أي المهدئات والكحول والمخدّرات".

وتشير عالمة النفس إلسا تاسكيني، وهي متخصّصة والشريكة المؤسّسة لجمعية "أديكت إيل" إلى أن "معظم استراتيجيات التعامل مع الإجهاد مثل الرياضة أو الخروج لم تعد صالحة في حالة العزل المنزلي. لكن هناك المزيد من الإجهاد الذي يردّ عليه باستراتيجية استخدام المواد المتاحة".

إنها ظاهرة متوقّعة حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يعانون من إدمان حادّ، وقد تناولتها منظّمة الصحّة العالمية في توصياتها للتعامل مع الإجهاد" أثناء الوباء".

توضيحية (Pixabay)

وهي تقول "لا تسعى إلى توجيه مشاعرك عبر التدخين أو شرب الكحول أو استخدام العقاقير المخدّرة الأخرى".

واتخذت بعض البلدان تدابير صارمة لتجنّب إساءة استخدام هذه المواد. وستحظر جنوب أفريقيا مبيعات الكحول خلال فترة العزل المنزلي، فيما أصدرت هونغ كونغ قرارًا يمنع المطاعم والحانات من تقديمه.

لكن في فرنسا الأمر هو النقيض تمامًا، إذ سمحت السلطات لتجّار التبغ والنبيذ أن يفتحوا متاجرهم.

بالنسبة إلى المدّخنين مدمنين النيكوتين، تعتبر هذه المشكلة حساسة أكثر.

ويقول البروفسور برتران دوتزنبرغ، وهو الأمين العام للتحالف ضدّ التبغ "عندما تكون معزولًا في المنزل فإنه ليس الوقت المناسب لحرمان نفسك. من الأفضل أن نستبدل ذلك بلاصقات النيكوتين أو استخدام السجائر الإلكترونية. لكن يمكننا أن نحاول القول لأنفسنا: إنها فترة معقّدة وماذا يمكنني أن أفعل؟ التوقّف عن التدخين".

تقول ناتالي لاتور، المندوبة العامّة لاتحاد الإدمان وهي جمعية تضمّ متخصّصين في المجال "يجب أن ننجح في إدارة هذه الرغبة التي لا تقاوم".

وتتابع الاختصاصية "نرى تكاثر منتجات فتح الشهية على المواقع الإلكترونية فضلًا عن الحاجة إلى تخفيف الضغط باستهلاك الكحول. لذلك، يجب أن نتجنّب الوقوع في النمطية أي أن التعايش مع الأمر والإجهاد يساويان شرب الكحول".

وحذّر باتيل من أنه كلّما طالت فترة العزل المنزلي، ازدادت الآثار السلبية التي سنشعر بها.

ويتابع "استهلاك هذه المواد يأتي نتيجة لفترة الانتظار: نقول لأنفسنا إنه سيساهم في التهدئة. لكن مع الوقت، يقل تأثيره المهدئ، وتتحوّل منافعه المتوقّعة إلى كآبة وتحفيز على القلق من الاستهلاك المفرط للكحول".

بالنسبة إلى إلسا تسكيني، هناك حالة من اللاوعي الجماعي ناحية هذه الأخطار، وهو ما ينعكس في تكاثر مقاطع الفيديو الفكاهية حول العزل المنزلي، علمًا أنه "حتى لو ألقينا النكات فنحن ندرك أنها ليست مزحة في الواقع".

التعليقات