تجار مدغشقريون يروّجون الأعشاب الطبيعية كعلاج لكورونا

ادعت الخبيرة في الخلطات الطبيعيّة، نيرينا رافولونا، أنها تستطيع العمل على علاجٍ ناجع لفيروس كورونا المستجدّ، ويُذكر أنها تعلم أسرار الخلطات الطبيعية، وتبيع هذهِ الخلطات في سوق أمبوديفونا في المدغشقر.

تجار مدغشقريون يروّجون الأعشاب الطبيعية كعلاج لكورونا

سوق أمبوديفونا، مدغشقر (أرشيفية)

ادعت الخبيرة في الخلطات الطبيعيّة، نيرينا رافولونا، أنها تستطيع العمل على علاجٍ ناجع لفيروس كورونا المستجدّ، ويُذكر أنها تعلم أسرار الخلطات الطبيعية، وتبيع هذهِ الخلطات في سوق أمبوديفونا في المدغشقر.

وقالت رافولونا، معتمدةً على خبرتها في مجال الأعشاب الطبية لمدة 20 عامًا، إن "مزيجًا من الزنجبيل والحامض والبصل يجعل الفيروس يختفي".

وأوصت بـ"منتجات تحتوي على الحرّ والتوابل" لتعزيز جهاز المناعة والقضاء تاليًا على هذا الفيروس القاتل، إلا أن ادعائها لا يلقى دعمًا طبيًا أو علميًا. وأوضحت أن "سكان مدغشقر يلجئون إلى العلاجات المنزلية في كل مرة ينتشر فيها وباء ما، إنها تقاليدنا".

وأصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من مليون شخص حول العالم، توفيّ منهم أكثر من 57 ألفًا منذ بدء انتشاره في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وفرض رئيس المدغشقر، أندري راجولينا، إغلاقًا تامًا على المدينتين الرئيسيتين في البلاد. لكن المواطنين الذين يعانون الفقر، تجاهلوا أوامر البقاء في المنازل على نطاق واسع. بالنسبة إلى غالبيّتهم، الحاجة إلى إعالة أسرهم مخيفة أكثر من الإصابةِ بهذا المرض الخطر الذي يضرب الجهاز التنفسي.

وتعجّ سوق أمبوديفونا بالحشود، أكثر من المعتاد في الأسابيع الأخيرة، إذ يرى التجّار في الوباء فرصةً تجارية لا بد من الاستفادة منها.

وقال أحد التجّار في السوق، أوليفييه توكي، الذي يبيع عادةً الزنجبيل فقط إنه "بعدما أعلن الرئيس عن الإصابة الأولى بفيروس كورونا، هرع الجميع لشراءِ الحامض والزنجبيل، لذا طلبت أيضًا الحامض من المورّدين". وفعلًا كان ذلكَ خيارًا صائبًا نظرًا لتهافت الجميع على السوق.

مدغشقر (أ ب)

وازداد سعر الحامض ثلاث مرّات بدءًا من 54 سنتًا إلى دولار وخمسين سنتًا، للكيلوغرام الواحد. كذلك، ازدادت أسعار الزنجبيل 10 مرّات عما كانت عليه.

وذكر التاجر غيرفايس راميارينجاتوفو، في السوق أنه "إذا كان الجميع يتهافت لشراء الحامض فهذا يعني أنه فعال ويزداد سعرهُ".

واستثمر التاجر أوليفييه توكي، الضجة حول ما يسمى العلاجات الطبيعية لفيروس كورونا، لتصبح فرصةً تجاريّة مثل أي فرصة أخرى.

وأوضحَ أنه "لا يهمني الأمر حقًا، كل ما أفعله هو بيع منتجاتي". متابعًا أنه "على أي حال أنا لا أؤمن بوجود فيروس كورونا هذا. إنه مرض يضرب الغربيين والصينيين".

ويعرض جينو أندوسوا، على بعد بضع أكشاك، أوراق الكينا المجففة وأوراق شجرة "رافيتسارا" التي يعتقد أنها تتمتع بخصائص طبية. وذكرَ أنه "رأينا منشورات على 'فيسبوك' تشرح مزايا هذه النباتات، لذلك اعتقدنا أنها ستكون استثمارًا جيدًا".

وشرحَ هذا الشاب البالغ من العمر 28 عامًا بالتفاصيل وصفة لخلطة أوراقه "السحريّة" قائلًا "تغلي الماء وتضع فيها خمس أوراق. يمكنك بعد ذلك السماح للبخار بالانتشار في منزلك أو شرب الخليط كما لو أنك تشرب الشاي". بالمقابل، يلفت إلى أن هذه الأوراق لا تعالج فيروس كورونا لكنها توفر الحماية ضده وتعمل كمطهر.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من تلك المزاعم وقالت ممثلتها في البلاد، شارلوت فاتي ندياي إن "فيروس كورونا المستجد ليس إنفلونزا، ويجب النظر إلى الأدوية التقليدية بعين الشك". وأضافت أنه "حتى الآن لا توجد دراسة علمية تثبت فعالية أي نبات من الناحية الطبية في مدغشقر".

وشجّع رئيس مدغشقر، على استخدام العلاجات البديلة كوسيلة "لتقوية الأجسام المضادة" لفيروس كورونا. وعلّقت نيرينا بالقول "نظرًا إلى عدم وجود علاج لهذا الوباء، ليس لدى سكان مدغشقر ما يخسرونه. في أسوأ الأحوال، يخسرون المال وفي أفضلها يحصنون أنفسهم ضد الفيروس".

التعليقات