ما هي "السوق الرطبة" التي أطلقت كورونا في ووهان؟

أفادت المصادر الصحيّة الصينيّة مؤخرًا، أن الظهور الأول لفيروس كورونا المستجدّ، وانتشارهِ في مدينة ووهان، في "السوق الرطبة" هوانان، لبيعِ المأكولات البحريّة واللحوم الطازجة وغيرها بالجملة. 

ما هي

أحد الأسواق الرطبة في آسيا (pixabay)

أفادت المصادر الصحيّة الصينيّة مؤخرًا، أن الظهور الأول لفيروس كورونا المستجدّ، وانتشارهِ في مدينة ووهان، في "السوق الرطبة" هوانان، لبيعِ المأكولات البحريّة واللحوم الطازجة وغيرها بالجملة.

إذن، ما هي "السوق الرطبة"؟

لفت الكاتب في صحيفة "ذي غارديان" فيرنا يو، إلى أن "الأسواق الرطبة" تنبضُ في كلّ أرجاء الصين وآسيا، حيث يبيع أصحاب الأكشاك بضاعتهم مثل اللحوم الطازجة والأسماك والفواكه والخضروات والأعشاب والتوابل في أجواء مكشوفة.

وتابعَ أنها "تشكل مشاهد وأصوات ضمن النسيج الغني لحياة المجتمع، حيث يشتري السكان المحليون طعامًا بسعرٍ زهيد في هذهِ الأسواق، أو يذهبون في نزهة إلى السوق ويلتقون بجيرانهم للحديث. علمًا أن الأسواق خضعت لمزيد من التدقيق بعد تفشي الفيروس التاجي.

ويفضل المتسوقون الأكبر سنًا عمومًا شراء اللحوم المذبوحة الطازجة للاستهلاك اليومي، بينما في محلات السوبر ماركت أصبحت تحظى بشعبية متزايدة في آسيا التي تبيع اللحوم المبردة أو المجمدة، معتقدين كبار السنّ أنها تنتج نكهة في الأطباق وحساء متفوق على اللحوم المجمدة.

وتُعرض في كلّ صباح، قطع من لحم البقر ولحم الخنزير من أكشاك الجزارين، بينما تتكدس جروح مختلفة على المنضدات، وسط أضواء مع وهج أحمر، وضجيج الذباب بين الحين والآخر.

وحظرت هونغ كونغ والعديد من المقاطعات الصينية بيع الدواجن الحية في الأسواق، إثر تفشي أنفلونزا الطيور على نطاق واسع في أواخر التسعينات.

وتعتبر "الأسواق الرطبة" غير صحية وفقًا للمعايير الغربية، حيث يتم رش المياه على المنتجات للحفاظ عليها باردة وجديدة فقط وتبقى مكشوفة.

بالمقابل، معظمها لا يتاجر بالحيوانات الغريبة أو البرية المرجحة كسبب لانتشار كورونا، والحيوانات البريّة لديها سوق خاص، "سوق الحياة البرية" في الصين المهددة حاليًا بالحظر العالمي إثر تفشي فيروس كورونا.

أحد الأسواق الرطبة في الصين

واقترحت الدراسة التي عمل عليها، بروفيسور من جامعة سيدني، إدوارد هولمز أن السيناريو الذي تفاعل فيه الإنسان في سوق ووهان مع حيوان يحمل الفيروس كان وجه واحد فقط لقصة مصدر انتشار فيروس كورونا.

وتوصّلت الدراسة إلى احتماليّة انتقال الفيروس من حيوان، إلى البشر ثم تكيف الفيروس جينيًا بسرعة، مع انتقاله من إنسان إلى إنسان.

وقالت الدراسة إنه "بمجرد اكتساب هذه التعديلات الجينيّة، تمكن الوباء من الإقلاع وإنتاج مجموعة كبيرة بما فيه الكفاية من الحالات". وجد تحليله أن أوّل 41 مريضًا في فيروس كورونا المستجدّ، 27 منهم تعرضوا وتواجدوا في "السوق الرطبة" في ووهان.

وذكر العديد من الخبراء والأطباء إن سوق المأكولات البحرية المشهور الآن في ووهان الواقعة في جنوبيّ الصين، المصدر الأساسي لانتشار فيروس كورونا في أواخر عام 2019. بسبب وجود عدّة أقسام، تبيع الحيوانات برية، الأنواع الحية والمذبوحة، بما في ذلك الثعابين والقنادس والقطط والثعالب، والطاووس وغيرها من الحيوانات.

وأغلقت السلطات الصينية، سوق ووهان في بداية عام 2020، وفرضت السلطات الصينية حظرًا مؤقتا على جميع التجارة في الحياة البرية.

وأعيد فتح بعض أسواق الحياة البرية في جنوبيّ الصين وسط الوباء، وفقا لتقارير إخبارية حديثًا، حيث باعت الكلاب والقطط والخفافيش والسحالي والعقارب من بين الأنواع الأخرى.

ولا يزال العديد من الصينيين يؤمنون بالفوائد الصحية لاستهلاك اللحوم من الحيوانات البرية. أدان اثنان من علماء الأحياء الدقيقة الرائدين في هونج كونج، البروفيسور يوين كوك يونغ، والدكتور ديفيد لونغ، شهر آذار/ مارس الماضي الممارسة المستمرة لاستهلاك الألعاب البرية، محذرين من أن "سارس 3.0" يمكن أن يتحقق إذا لم يمتنع الناس عن أكل الحيوانات البرية.

التعليقات